الثلاثاء، 19 أبريل 2016

حقوق التأليف والنشر

يرجى القراءة بعناية حول حقوق النشر والتوزيع 

Please carefully read the publication and distribution rights

أولا:

مقتبس من ويكيبيديا 

مدة حقوق النسخ[عدل]

تتفاوت المدة حسب الدولة، ولكن الاتجاه العام هو إلى توحيد المدة من خلال اتفاقيات منظمة التجارة العالمية. حالياً تنص الاتفاقيات على أن لا تقل مدة الحماية في الدول الأعضاء عن حياة المؤلف وخمسين عاماً بعدها، والمدة الأكثر شيوعاً هي حياة المؤلف مع سبعين عاماً.
في القانون الأمريكي، تتفاوت مدة الحقوق حسب الفترة التي أنتج فيها العمل (أي قبل عام 1978 م أو بعده)، ولكن الأعمال الجديدة تخضع لحياة المؤلف وسبعين عاماً. إذا كانت حقوق النسخ مملوكة لشركة أو كان المؤلف مجهولاً تصبح المدة 95 عاماً بعد النشر أو 120 عاماً بعد الإنتاج، أيهما أقل.
الأعمال التي تنتهي مدة حمايتها تدخل ضمن ما يسمى الملكية العامة فتصبح في متناول استخدام الجميع. وبعد دخول العمل في الملكية العامة، لا يشترط قانون حقوق النسخ الأمريكي العزو إلى صاحب العمل حين إعادة استخدام العمل، أما القوانين الأوروبية فتنصح بالاستمرار في العزو حتى بعد انتهاء مدة الحماية حفاظاً على "حقوق المؤلف."
المرجع ويكيبيديا :  حقوق المؤلف

ثانيا : 

يتضح مما تبين سابقا مايلي : 

1- ابن شاهين  أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب بن أزداذ البغدادي توفي قبل اكثر من الف عام  وبالتالي اصبحت حقوق النشر حسب القانون الدولي بحكم المشاع وبدون قيود 
المرجع ويكيبيديا : 1-  ابن شاهين 2- حقوق المؤلف
2- عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي الدمشقي الحنفي توفي قبل اكثر من 300 عام ميلادية وبالتالي اصبحت حقوق النشر حسب القانون الدولي بحكم المشاع وبدون قيود 

3- ابن سيرين هو أبوبكر محمد بن سيرين البصري توفي منذ اكثر من 1500 عام وبالتالي اصبحت حقوق النشر حسب القانون الدولي بحكم المشاع وبدون قيود 

المرجع ويكيبيديا : 1- ابن سيرين 2- حقوق المؤلف
Translated to English language by Google. The original text is in Arabic above
First:
Adapted from Wikipedia
Copyrights for [edit]
Length varies by state, but the general trend is to unify the term through the WTO agreements. Currently agreements stipulate that a minimum duration of protection in the Member States for the life of the author and fifty years later, the most common term is the author's life with seventy years.
In American law, varying the duration of rights depending on the period in which he produced work (ie in 1978 before or after), but new businesses are subject to the life of the author and seventy years. If the copyright is owned by a company or the author is unknown how long become 95 years after publication or 120 years after production, whichever is less.
Business that expire protection within the so-called public ownership becomes affordable for everyone to use. After entering work in the public domain, Copyright law of the United States does not require attribution to the employer while the reuse of work, while European laws Vtnsah continue Attribution even after the expiration of the term of protection to preserve the "copyright."
Reference Wikipedia: Copyrights
Second :
It is clear from earlier shows the following:

1. Ibn Shaheen Abu Hafs Omar bin Ahmed bin Othman bin Ahmed bin Mohammed bin Ayyub bin Ozdaz Baghdadi died before more than a thousand years and therefore copyright become international law by virtue of Commons and without restrictions
Reference Wikipedia: 1. Ibn Shaheen 2. copyright

2. Abdul Ghani bin Ismail bin Abd al-Ghani al-Nabulsi Damascene Hanafi died before more than 300 years AD and therefore copyright become international law by virtue of Commons and without restrictions

3. Ibn Sirin is Abu Bakr Muhammad bin Sirin visual died more than 1,500 years and therefore copyright become international law by virtue of Commons and without restrictions

Reference Wikipedia: 1. Ibn Sirin 2. copyright

السبت، 9 يناير 2016

تفسير الاحلام A 3

الفهرس 

البحار والأنهار والسفن
الماء والأبار والمساقي
النار وأدواتها والمواقد
الأشجار والثمار
الحبوب والزرع والبقول
القلم والدواة والورق والكتابة والشعر
الصنم وأهل الملل الزائغة
البسط والستور والسرادقات
أدوات الركبان والفرسان
أثاث البيت وأدواته وأمتعته
العطش والجوع
النوم والإستلقاء
أكل الإنسان لحم نفسه
ذكر أنواع من البلايا
الأضداد كالصعود والهبوط
في النكاح
في السفر والمشي والركوب والطيران
أنواع المعاملات الجارية بين الناس
المنازعات والمخاصمات وما يتصل بها
رؤيا الصالحين لبعض رضي الله عنهم
 
   البحر: أما البحر فدال على كل من له سلطان على الخلق كالملوك والسلاطين والجباة والحكام والعلماء والسادات والأرواح لقوته وعظيم خطره وأخذه وعطائه وماله وعلمه ماؤه وموجه رجاله أو صولاته أو حججه وأوامره وسمكه رعيته ورجاله أرزاقه وأمواله أو مسائله وحكمه ودوابه قواده وأعوانه وتلاميذه وسفنه عساكره ومساكنه ونساؤه وأمناؤه وتجارته وحوانيته أو كتبه ومصاحفه وفقهه، وربما دل البحر على الدنيا وأهوالها تعز واحداً وتموله وتفقر آخر وتقتله وتملكه اليوم وتقتله غداً وتمهد له اليوم وتصرعه بعده، وسفنه أسواقها ومواسمها وأسفارها الجارية تغني أقواماً وتفقر آخرين، ورياحه أرزاقها وإقبالها وحوادثها وطوارقها وأسقامها وسمكه رزقها وحيوانه، وربما دل البحر على الفتنة الهائجة المضطربة الفائضة وسفنه عصمة الله تعالى لمن عصم فيها وأمواجه ترادفها وسمكه أهلها الخاطئون فيها الذين لا يرحم صغيرهم كبيرهم بل يأكله ويستأكله ويهلكه إن قدر عليه ودوابه رؤساؤها وقادتها وأهل البأس والسر فيها، وربما دل على جهنم وسفنه كالصراط المنصوب عليها فناج ومخدوش مسلم ومكدوس وغريق في النار وأمواجه زفيرها، فمن رأى نفسه في بحر أو رؤى له ذلك، فإن كان ميتأ فهو في النار لقوله تعالى  "  أغرقوا فادخلوا ناراً  ". فكيف بالميت إن كان غريقاً، وإن كان مريضاً اشتدت به علته وعظم بحرانه، فإن غرق فيه مات من علته، وإن لم يكن مريضاً داخل سلطاناً إن كان ذلك في الصيف وفي هذه البحر أو يسبح في العلم ويخالط العلماء أو يتسع في الأموال والتجارة على قدر سبحه في البحر واقتداره على الماء، فإن غرق في حاله ولم يمت في غرقه ولا أصابه وجل ولا غم تبحر فيما هو فيه ومنه قولهم غرق فلان في الدنيا وغرق في النعيم والعلم ومع السلطان، فإن مات شي غرقه فسد دينه وساء قصده في مطلوبه لاجتماع المولد والغرق.
  ومن رأى إن دخله أو سبح فيه في الشتاء والبرد أو في حين ارتجاجه نزل به بلاء من السلطان إما سجن أو عذاب أو يناله مرض واستسقاء ورياح ضارة أو يحصل في فتنة مهلكة، فإن غرق في حينه قتل في محلته أو فسد دينه في فتنة، ومن أخذ من مائه فشربه أو اقتناه جمع مالاً من سلطان مثله أو كسب من الدنيا نحوه.
  ومن رأى أنه دخل البحر فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من الملك الأعظم أو من سلطان ذلك المكان، ومن قطع بحراً أو نهراً إلى الجانب الآخر قطع همساً وهولاً أو خوفاً وسلم منه، وقيل من رأى البحر أصاب شيئاً كان يرجوه.
  ومن رأى أنه خاض البحر، فإنه يدخل في عمل الملك ويكون منه على غرر، فإن شرب ماءه كله، فإنه يملك الدنيا ويطول عمره ويصيب مثل مال الملك أو مثل سلطانه أو يكون نظيره في ملكه، فإن شربه حتى روي منه، فإنه ينال من الملك مالاً يتمول به مع طول حياته وقوته، فإن استقى منه، فإنه يلتمس من الملك عملاً ويناله بقدر ما استقى منه، فإن صبه في إناء، فإنه يجني مالاً كثيراً من ملك أو يعطيه الله تعالى دولة يجمع فيها مالاً والدولة أقوى وأوسع وأدوم من البحر لأنها عطية الله.
  ومن رأى أنه اغتسل من البحر، فإنه يكفر عنه ذنوبه ويذهب همه بالملك، ومن بال في البحر، فإنه يقيم على الخطايا.
  ومن رأى البحر من بعيد، فإنه يرى هولاً، وقيل يقرب إليه شيء يرجوه.
ورؤيا البحر هادئاً خير من أن تكون أمواجه مضطربة.
والموج شدة وعذاب لقوله تعالى  "  غشيهم موج كالظلل  "  وقال تعالى  "  وحال بينهما الموج  ".
وحكي أن تاجراً رأى كأنه يمشي في البحر ففزع فزعاً شديداً لهيبة البحر فقص رؤياه على معبر، فقال: إن كنت تريد السفر، فإنك تصيب خيراً، وذلك أن رؤياه تدل على ثبات أموره.
ورأى رجل كأن ماء البحر غاض حتى ظهرت حافتاه، فقصها على إبن مسعدة، فقال: بلاء ينزل على الأرض من قبل الخليفة أو قحط في البلدان أو سلب مال الخليفة، فما كان إلا يسيراً حتى قتل الخليفة ونهب ماله وقحطت البلدان.
  ومن رأى كأنه أخرج من البحر لؤلؤة استفاد من الملك مالاً أو جارية أو علماً.
  ومن رأى أن ماء البحر أو غيره من المياه زاد حتى جاوز الحد وهو معنى المد حتى دخل الدور والمنازل والبيوت فأشرف أهلها على الغرق، فإنه يقع هناك فتنة عظيمة، والأصل في الماء الغالب هم وفتنة لأن الله تعالى سمى غلبته وكثرته طغياناً وقال إن الغرق يدل على ارتكاب مصيبة كبيرة وإظهار بدعة والموت في الغرق موت على الكفر.
وإن رأى الكافر إذا رأى أنه غرق في الماء، فإنه يؤمن لقوله تعالى  "  حتى إذا أدركه الغرق قال آمنت  "  الآية.
  ومن رأى كأنه غرق وغاص في البحر، فإن السلطان يهلكه.
وإن رأى كأنه غرق وجعل يغوص مرة ويطفو مرة ويحرك يديه ورجليه، فإنه ينال ثروة ودولة.
وإن رأى كأنه خرج منه ولم يغرق، فإنه يرجع إلى أمر الدين، خصوصاً إذا رأى على نفسه ثياباً خضراً، وقيل من رأى أنه مات غريقاً في الماء كاده عدوه والغرق في الماء الصافي غرق في مال كثيرة.
والمشي فوق الماء في بحر أو نهر يدل على حسن دينه وصحة يقينه، وقيل بل يتيقن أمراً هو منه في شك، وقيل يسافر سفراً في خطر على توكل.
  ومن رأى كأن الماء يجري على سطحه أصابته بلية من السلطان دالة على رجل المسلط الذي لا يقدر عليه إلا بملاطفة لجريانه وسلطانه، والراكد منه أهون مراماً وألطف أمراً ويدل على المحارب القاطع للطريق، فإن كان مسافراً قطع عليه الطريق لص أو أسد أو عقله عن سفره مطر أو سلطان أو صاحب مكس، وإن كان حاضراً نالته غمة وبلية لقوله تعالى  "  مبتليكم بنهر  ". وأما سلطان يقدم إليه سيما إن دخل فيه، فإما أن يسجنه أو يأمر بضربه أو يناله حزن إذا كان قد ناله منه وجل أو منعه من الخلاص منه تياره فإما مرض يقع فيه من برد أو استسقاء فكيف إن كان ذلك في الشتاء وكان ماؤه كدراً فهو أشد في جميع ما يدل عليه، فإن قطعه وجاوزه أو خرج منه نجا من كل ما هو فيه من الغم والأسقام، ومن كل ما يدل عليه من البلايا والأحزان.
وكل بحر أو نهر أو واد جف، فإنه ذهاب دولة من ينسب إليه، فإن عاد الماء عادت الدولة.
  والبحيرة: تدل على إمرأة ذات يسار تحب المباشرة لأن البحيرة واقفة لا تجري وهي تقتل من يقع فيها ولا تدفعه.
  أما السباحة: فمن رأى أنه يسبح في البحر وكان عالماً بلغ في العلم حاجته، فإن سبح في البر، فإنه يحبس وينال ضيقاً في محبسه ويمكث فيه بقدر صعوبة السباحة أو سهولتها وبقدر قوته.
وإن رأى أنه يسبح في واد مستوياً حتى يبلغ موضعاً يريده، فإنه يدخل في عمل سلطان جائر جبار يطلب منه حاجة يقضيها له ويتمكن منه ويؤمنه الله تعالى على قدر جريه في الوادي، فإن خافه، فإنه يخاف سلطاناً كذلك، وإن نجا، فإنه ينجو منه، وإن دخل لجة البحر وأحسن السباحة فيها، فإنه يدخل في أمر كبير وولاية عظيمة ويتمكن من الملك وينال عزاً وقوة، وإن سبح على قفاه، فإنه يتوب ويرجع عن معصية، ومن سبح وهو يخاف، فإنه ينال خوفاً أو مرضاً أو حبساً وذلك بقدر بعده من البر، وإن ظن أنه لا ينجو منه، فإنه يموت في ذلك الهم، وإن كان جريئاً في سباحته، فإنه يسلم من ذلك العمل.
وإن رأى سلطان أنه يريد أن يسبح في بحر والبحر مضطرب بموجه، فإنه يقاتل ملكاً من الملوك، فإن قطع البحر بالسباحة قتل ذلك الملك، وقيل إذا رأى الإنسان كأنه قد نجا من الماء سباحة قبل انتباهه من نومه فهو خير من أن ينتبه وهو في الماء يسبح، وقيل من رأى كأنه يسبح خاصم خصماً وغلب خصمه ونصر عليه.
  والنهر الكبير: رجل منيع ذو سلطان ودخول السلطان إليه وصفاء الماء عدل السلطان ورجوع الماء إلى وراء عزل السلطان وعلو الماء فوق المقدار علو من ذلك السلطان فوق مقداره وصعوده السطح قهر السلطان رعيته وإخلاله بالجذوع أسره للرجال وذهاب الماء بالطعام إغارة السلطان على أموالهم وذهابه بالفرش سبيه لنسائهم وحفر النهر إصابة مال، وكذلك الماء فيه، وكذلك رؤية الرجل الماء في بستانه رزق يساق إليه لقوله تعالى  "  نسوق الماء إلى الأرض الجرز  ".
  ومن رأى أنه استقى من نهر فشرب أصاب مالاً من رجل خطير كقدر ذلك النهر.
  ومن رأى أنه دخل نهراً فأصابه من قعره وحل أو طين أصابه هم من رجل حاله كحالة ذلك النهر في الأنهار.
  ومن رأى أنه قطع نهراً إلى الجانب الآخر قطع هماً أو هولاً أو خوفاً وسلم منه إن كان فيه وحل.
وإن رأى كأنه وقع في ماء ثم خرج منه، فإنه يقع في حزن ثم يخرج منه.
وإن رأى كأنه وثب من النهر إلى شطه، فإنه ينجو من شر السلطان وينال ظفراً على الأعداء لقوله تعالى  "  فلما جاوزه هو والذين آمنوا معه  ".
  ومن رأى أن ماء الوادي غمره من غير أن يغرق فيه، فإنه يصيبه غم غالب، وإن خرج منه نجا من الغم.
وإن رأى الإنسان كأن ماء النهر يختطفه أو شيئاً من دوابه أو متاعه أو يذهب به، فإنه مضر وخسران له.
وإن رأى كأن يجري إلى بيته نهراً صافي الماء دل على يسار ومال، وقيل إن ذلك للغني علة تصيبه ومنفعة تكون لأهل البيت.
وإن رأى نهراً يجري من بيته والناس يشربون منه، فإنه إن كان غنياً أو ذا شرف فذلك يدل على خير ومنافع تكون منه لأهل البلد يكرمهم وينفق عليهم ويأتي منزله قوم كثيرون محتاجون وينالون منه منفعة، وإن كان صاحب الرؤيا فقيراً، فإنه يطرد إمرأته أو إبنه أو أحداً من بيته بسبب زنا أو فعل قبيح.
وإن رأى أنه يجري إلى بيته ماء صافياً دل على يسار ومال.
  وأما دجلة: فمن شرب ماءها، فإنه ينال الوزارة إن كان من أهلها ويصيب مال الوزير.
  والفرات: من رأى أنه يشرب من ماء الفرات نال بركة ونفعاً ونعمة.
وإن رأى أن ماء الفرات قد يبس، فإنه يموت الخليفة أو يذهب ماله، وربما وقع التأويل على وزير الخليفة.
  والنيل: من رأى أنه شرب من نهر النيل، فإنه ينال ذهباً بقدر ما شرب.
  السفينة: دالة على كل ما ينجى فيه مما يدل الغرق عليه لأن الله سبحانه نجى بها نوحاً عليه السلام والذين معه مما نزل بالكفار من الغرق والبلاء، وتدل على الإسلام الذي به ينجى من الجهل والفتنة، وربما دلت على الزوجة والجارية التي تحصن وينجى بها من النار والفتن لأن الله سبحانه سماها جارية، وربما دلت على الوالد والوالدة اللذين كانت بهما النجاة من الموت والحاجة لا سيما إنها كالأم الحاملة لولدها في بطنها، وربما دلت على الصراط الذي عليه ينجو أهل الإيمان من النار، وربما دلت على السجن والهم والعقلة إذا ركدت لقصة يونس عليه السلام.
  ومن رأى أنه ركب سفينة في البحر، فانظر إلى حاله ومآل أموره، فإن كان كافراً أسلم سيما إن كان صعد إليها من وسط البحر من بعدما أيقن بالهلاك، وإن كان مذنباً تاب من ذنبه، وإن كان فقيراً استغنى من بعد فقره، وإن كان مريضاً أفاق من مرضه إلا أن يكون ركبها مع الموتى وكان في الرؤيا ما يؤكد الموت فيكون ركوبها نجاة من فتن الدنيا، وإن كان مفيقاً وكان طالب علم صحب عالماً أو استفاد علماً ينجو به من الجهل لركوب موسى مع الخضر عليه السلام في السفينة، وإن رأى ذلك مديون قضى دينه وزال همه، وإن رأى ذلك محروم، ومن قدر عليه رزقه، أتاه الله الرزق من حيث لا يحتسب إذا كانت تجري به في طاووسها فيدل ذلك على الربح وطاووس الإقبال، وإن رأى ذلك عازب تزوج إمرأة أو اشترى جارية تحصنه وتصونه.
وإن رأى فيها ميتاً في دار الحق نجا وفاز برحمة الله تعالى من النار وأهوالها، وكذلك لو رأى من هو في البحر كأنه في المحشر وقد ركب على الصراط أو جازه، فإنه ينجو في سفينته وممره من هول بحره وحوادثه إلا أن يكون أصابه في المنام في ممره من النار سوء، فإنه يناله في البحر مثل ذلك ونحوه، وإن جرت بمسجون نجا من سجنه وتسبب في نجاته، وإن وصل إلى ساحل البحر أو نزل إلى البر كان ذلك أعجل وأسرع وأحسن.
وإن رأى السفينة راكدة وأمواج البحر عاصفة دام سجنه إن كان مسجوناً وطال مرضه إن كان مريضاً ودام تعذر الرزق عليه وعجز عن سفر إن حاول ذلك وتعذر عليه الوصول إلى زوجته إن كان قد عقد عصمتها وفتر عن طلب العلم إن كان طالباً لا سيما إن كان ذلك في الشتاء وارتجاج البحر، وقد يدل ذلك على السجن لما جرى على يونس عليه السلام من الحبس في بطن الحوت حين وقفت سفينته، إلا أن عاقبة جميع ما وصفناه إلى خير إن شاء الله ونجاة لجوهر السفينة وما تقدم لها وفيها من نجاة نوح عليه السلام ونجاة الخضر وموسى عليهما السلام ونجاة السفينة من الملك الغاضب لأن الخضر عابها وخلع لوحاً من ألواحها مع حسن عاقبة يونس عليه السلام من بعد حاله وما نزل به، ولذلك قالوا لو عطبت السفينة أو انفتحت لنجا من فيها إلا أن يخرج راكبها إلى البر أو يسعى به فيه فلا خير فيه، فإن كان مريضاً مات وصار إلى التراب محمولاً حملاً شنيعاً، فإن كان في البحر عطب فيه ولعل مركبه تنكسر لجريانه في غير مجراه، بل من عادته في اليقظة إذا دفع بطاووسه إلى البر انكسر وعطب.
وإن رأى طالب علم أن سفينته خرجت إلى البر ومشت به عليه خرج في علمه وجدله إلى بدعة أو نفاق أو فسوق لأن الفسوق هو الخروج عن الطاعة وأصل البروز والظلم ومنع الشيء في غير مكانه فمن ركوب السفينة من الماء الذي به نجاتها وهو عصمتها إلى الأرض التي ليس من عادتها أن تجري عليها فقد خرج راكبها كذلك عن الحق والعصمة القديمة، فإن لم يكن ذلك فلعله يحنث في زوجته ويقيم معها على حالته أو لعله يعتق جاريته ويدوم في وطئها بالملك أو لعل صناعته تكسد ورزقه يتعذر فيعود يلتمسه من حيث لا ينبغي له، وأما إن جرت سفينته في الهواء على غير الماء فجميع ما دلت عليه هالك إما عسكر لما فيها من الخدمة والريش والعدة، وإما مركوب من سائر المركوبات، وقد تدل على نعش من كان مريضاً من السلاطين والحكام والعلماء والرؤساء، وقيل من رأى أنه في سفينة في بحر داخل ملكاً عظيماً أو سلطاناً.
والسفينة نجاة من الكرب والهم والمرض والحبس لمن رأى أنه ملكها.
وإن رأى أنه فيها كان في ذلك إلا أن ينجو، فإن خرج منها كانت نجاته أعجل، فإن كان فيها وهو على أرض يابسة، كان الهم أشد والنجاة أبعد.
وإن رأى وال معزول أنه ركب في سفينة، فإنه يلي ولاية من قبل الملك الأعظم على قدر البحر ويكون الولاية على قدر أحكام السفينة وسعتها وبعد السفينة من البر بعده من العزل، وقيل إن ركوب السفينة في البحر سفر في شدة ومخاطرة وبعدها من البر بعده من الفرج، وإن كان في أمر، فإنه يركب مخاطرة، فإن خرج منها، فإنه ينجو ويعصي ربه لقوله تعالى  "  فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون  ". فإن كان صاحب الرؤيا قد ذهبت دولته أو كان تاجراً قد ضاعت تجارته، فإن السفينة رجوع ذلك، فإن غرقت السفينة وتعلق منها بلوح، فإن السلطان يغضب عليه إن كان والياً ثم ينجو وترجع إليه الولاية، وإن كان تاجراً فهو نقصان ماله ويعوض عنه، وإن غرقت فهو بمنزلة الغريق.
  ومن رأى أنه في سفينة في جوف البحر، فإنه يكون في يدي من يخافه ويكون موته نجاة من شر ما يخافه، وغرق سفينته وتفرق ألواحها مصيبة له فيمن يعز عليه، وقيل إن غرق السفينة سفر في سلامة لقوله تعالى  "  سخر لكم الفلك لتجري في البحر بأمره  ".
ورؤيا السفينة المشحونة بالناس سلامة لمن كان فيها في سفر لقوله تعالى  "  فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون  ".
وأخذ مجداف السفينة إصابة علم أو نيل مال من ذي شوكة، وأخذ حبل السفينة حسن الدين وصحبة الصالحين من غير أن يفارقهم لقوله تعالى  "  واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا  ".
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني في سفينة سوداء لم يبق منها إلا الحبال، قال: أنت رجل لم يبق من دينك إلا الإخلاص وحبال السفينة أصحاب الدين.


الماء والأبار والمساقي
   الماء: يدل على الإسلام والعلم وعلى الحياة والخصب والرخاء لأن به حياة كل شيء كما قال الله تعالى  "  لأسقيناهم ماء غدقاً لنفتنهم فيه  ". وربما دل على النطفة لأن الله تعالى سماها ماء والعرب تسمي الماء الكثير نطفة ويدل على المال لأنه يكسب به فمن شرب ماء عذباً صافياً من بئر أو سقاء ولم يستوعب آخره، فإن كان مريضاً أفاق من علته ودامت حياته ولم تتعجل وفاته، وإن لم يكن مريضاً تزوج إن كان عازباً لتلذذه بشربه ونزول الماء من أعلاه إلى ذكره، وإن كان متزوجاً ولم ينكح أهله في ليلة اجتمع معها وتلذذ بها، وإن لم يكن شيء من ذلك أسلم إن كان كافراً ونال علماً إن كان صالحاً وللعلم طالباً وإلا نال ديناً حلالاً إن كان تاجراً إلا أن يدخل على الماء ما يفسده فيدل ذلك على حرامه وإثمه مثل أن يشربه من دور أهل الذمة فإما علم فاسد أو وطء رديء أو مال خبيث.
  ومن رأى كأن الماء كدراً أو مراً أو فاسداً، فإنه يمرض أو يفسد كسبه أو يتمرر عيشه أو يتغير مذهبه لكل إنسان على قدره وما يليق به وبالمكان الذي شرب منه والإناء الذي كان فيه، وأما من حمل ماء في وعاء، فإن كان فقيراً أفاد مالاً، وإن كان عازباً تزوج، وإن كان متزوجاً حملت زوجته أو أمته منه إن كان هو الذي أفرغ الماء في الوعاء أو زوجته أو خادمه من بئره أو وزيره أو قريبه.
وأما جريان الماء في البيوت ودخوله إلى الدور فلا خير فيه، فإن كان ذلك عاماً في الناس دخلت عليهم فتنة أو مغرم أو سبي أو أسقام أو طواعين، وإن كان ذلك في دار مخصوصة نظرت في أمرها، فإن كان فيها مريض مات فسعى الناس إليه في نعيه بالبكاء والدموع، وكذلك إن سالت في البيت ميازيب أو انفجرت فيه عيون، فإنها عيون باكية على موت المريض أو عند وداع المسافر أو في شر ومضاربة بين ساكنيه أبلاء يحل فيه من مرض أو سلطان.
وجريان الماء أو ركوده يدل على اجتماع جمع من الناس، وجريانه في أماكن النبات يؤذن بالخصب وكثرته وغلبته على المساكن والدور من عيون الأرض أو سيولها بلاء من الله عز وجل على أهل ذلك المكان إما طاعون جارف أو سيف مبيد إن تهدمت له المساكن وغرق فيه الناس وإلا كان عذاباً من السلطان أو جائحة من الجوائح.
وإن رأى أنه أعطي ماء في قدح دل ذلك على الولد، وإن شرب ماء صافياً في قدح نال خيراً من ولده أو زوجته لأن الزجاج من جوهر النساء والماء جنين، وقيل من رأى كأنه يشرب ماء سخناً أصابه غم.
وإن رأى أنه ألقى في ماء صاف سر مفاجأة، وقيل إن عين الماء لأهل الصلاح خير ونعمة لقوله تعالى  "  فيهما عينان تجريان  ". ولغير أهل الصلاح مصيبة.
وانفجار الماء من حائط حزن من الرجال مثل أخ أو صهر أو صديق.
وإن رأى أن الماء انفجر وخرج من الدار، فإنه يخرج من الهموم كلها، وإن لم يخرج منها، فإنه هم دائم، فإن كان ذلك المكان صافياً فهو حزن في صحة جسم، وهذا كله في العين إذ لم تكن جارية، فإن كانت جارية فهو خير جار لصاحبه حياً وميتاً إلى يوم القيامة، وقيل من رأى كأن في داره عين ماء جارية، فإنه يشتري جارية، وإذا رأى كأن عيوناً انفجرت، فإنه ينال أموالاً في توبيخ.
والماء الحار الشديد الحرارة إذا رأى كأنه استعمله بالليل أو بالنهار أصابته شدة من قبل السلطان، وإذا رأى كأنه استعمله بالليل أصابه فزع من الجن، والماء الكدر عسر وتعب وشربه مرض، وزبد الماء مال لا خير فيه، ومن شرب من ماء البحر وهو كدر أصابه هم من الملك.
  ومن رأى كأنه نظر في ماء صاف فرأى وجهه فيه كما يراه في المرآة، فإنه ينال خيراً كثيراً.
وإن رأى وجهه فيه حسناً، فإنه يحسن إلى أهل بيته، وصب الماء إنفاق المال في غير ظروفه من صرة أو ثوب دليل الغور لأنه يظن أنه أحرزه ولم يحرزه، والوضوء من ماء لا يكره صافياً كان أو كدراً حاراً أو بارداً بعد أن يكون نظيفاً يجوز به الوضوء لأن الوضوء أقوى في التأويل من مخارج الماء واختلافه، ويكره من العيون ماء كدر لم يجر.
  ومن رأى كأنه شرب ماء كثيراً أكثر من عادته في اليقظة، فإن عمره يطول، وقيل إن شرب الماء سلامة من العدو ومضغه معالجة الكد والشدة في المعيشة، وبسط اليد في الماء تقليب مال وتصرف فيه.
  ومن رأى أنه في ماء عميق كثير ونزل فيه فلم يبلغ قعره، فإنه يصيب دنيا كثيرة ويتمول، وقيل بل يقع في أمر رجل كبير.
وسئل ابن سيرين عن إمرأة رؤي لها إنها تسقي الماء، فقال: لتتق الله هذه المرأة ولا تسعى بين الناس بالكذب.
وجاءه رجل، فقال: رأيت كأني أشرب من خرق ثوبي ماء لذيذاً بارداً، فقال: اتق الله ولا تخلون بامرأة لا تحل لك، فقال: إنما هي إمرأة خطبتها إلى نفسي.
  ومن رأى كأنه يشرب ماء كثيرأ عذباً كان طول حياة وطيب عيش، فإن شربه من البحر نال مالاً من الملك، وإن شربه من النهر ناله من رجل حاله في الرجال كحال ذلك النهر في الأنهار، وإن استقاه من بئر أصاب مالاً بحيلة ومكر.
  ومن رأى أنه يستقي ماء ويسقي به بستاناً وحرثاً أفاد مالاً من امرأة، فإن أثمر البستان أو سنبل الزرع أصاب من تلك المرأة مالاً وولداً وسقي البستان والزرع مجامعة امرأته.
  والماء الصافي: رخص الأسعار وبسط العدل.
  والماء الراكد: أضعف من الماء الجاري في كل حال، وقيل إن الماء الراكد حبس، فمن رأى أنه سقط في ماء راكد فهو في حبس وغم والماء المالح غم، وأما الأسود إذا نزح من البئر، فإنها إمرأة يتزوجها ولا خير فيها، وقيل إن رؤية الماء الأسود خراب الدور وشربه ذهاب البصر، والماء الآسن عيش نكد والماء الفاسد مال حرام والماء الأصفر مرض وغور الماء عزل وذل وزوال النعمة لقوله تعالى  "  قل أرأيتم إن أصبح ماؤكم غوراً فمن يأتيكم بماء معين  ".
  والمشي فوق الماء: غرور ومخاطرة، فإن خرج منه قضيت حوائجه.
  والاغتسال بالماء البارد: توبة وشفاء من المرض والخروج من الحبس وقضاء الدين والأمن من الخوف.
  والماء في قدح زجاج: ولد، فإن انكسر القدح وبقي الماء ماتت الأم وبقي الولد، وإن ذهب الماء وبقي القدح مات الولد وبقيت الأم.
  السواقي: الساقية تدل على مجرى الرزق ومكانه وسببه كالحانوت والصناعة والسفر ونحو ذلك، وربما دل على القروح لمدها بالماء فهي مجراه مع سبقها البساتين، وربما دلت على السقاء والسقاية لحملها للماء ومجيئها به، وربما دلت على محجة طريق السفر لسير المسافرين عليها كالماء، وربما دلت على الخلق لأنه ساقية الجسم، وربما دلت على حياة الخلق إن كانت للعامة أو حياة رأسها إن كانت خاصة.
  ومن رأى ساقية تجري بالماء من خارج المدينة إلى داخلها في أخدود بماء صاف والناس يحمدون الله عليها أو يشربون من مائها ويملئون آنيتهم منها، فانظر إلى ما فيهم، فإن كانوا في وباء انجلى عنها وأمدهم الله سبحانه بالحياة، وإن كانوا في شدة أتاهم الله بالرخاء إما بمطر دائم أو رفقة بالطعام، وإن لم يكونوا في شيء من ذلك أتتهم رفقة بأموال كثيرة لشراء السلع وما كسد عندهم من المتاع، وإن كان ماؤها كدراً أو مالحاً أو خارجاً على الساقية مضراً بالناس، فإنه سوء يقدم على الناس وشر فيهم إما سقم عام كالزكام في الشتاء والحمى في الصيف أو خبر مكروه على المسافرين أو غنائم حرام وأموال خبيثة تدخل على قدر الرؤيا وزياداتها، وأما من رآها جارية إلى داره أو حانوته فدليلها عائد عليه في خاصته على قدر صفائها وطيب مائها واعتدال جريانها، ومن رآها جارية إلى بستانه أو فدانه نظرت في حاله، فإن كان عازباً تزوج أو اشترى جارية ينكحها، فإن كانت له زوجة أو جارية وطئها وحملت منه إن شربت أرضه أو بستانه أو نبت نباته.
وإن رأى جريانها شنعاً بخلاف ما تجري السواقي به إن كان ماؤها دماً، فإن أهله ينكحها غيره إما في عصمته أو من بعد فرقه على قدر حاله وما في زيادة منامه، وقيل الساقية التي يسدها الرجل الواحد ولا يغرق فيها فهي حياة طيبة لمن ملكها خاصة إذا نقص الماء من مجراه المحدود في الأرض، فإن فاض عن مجراه يميناً وشمالاً فهو هم وحزن وبكاء لأهل ذلك الموضع، وكذلك لو جرت الساقية في خلال الدور والبيوت، فإنها حياة طيبة للناس.
وحكي أن رجلاً رأى ساقية مملوءة زبلاً وكناسة وقد كان أخذ مجرفة ونظف تلك الساقية وغسلها بماء كثير لتكون جرية الماء فيها سريعة صافية فعرض له أنه أصبح من الغد وقد احتقن وأسهل طبيعته.
  الحوض: رجل سلطان شريف نفاع.
وإن رأى حوضاً ملآن، فإنه ينال كرامة وعزاً من رجل سخي، فإن توضأ منه، فإنه ينجو من هم.
  القنوات: القناة تدل على خادم الدار لما يجري فيها من أوساخ الناس وأهلها، وربما دلت على الفرج الحرام سيما الجارية في الطرقات والمحلات المبذولة لكل من يطأ عليها ويبول فيها لقذارتها لأن الرسول صلى الله عليه وسلم كنى عن الفاحشة بالقاذورة، وربما دلت على الفرج والغمة لأنه فرج أهل الدار إذا جرت وهمهم إذا انحسرت أو انسدت، فمن رأى قناة داره قد انسدت حملت خادمه أو نشزت زوجته أو منعته نفسها فاهتم لذلك أو سدت عليه مذاهبه فيما هو له في اليقظة طالب من رزق أو نكاح أو سفر أو خصومة، وقد يدل ذلك على حصر يصيبه من تعذر البول.
وأما القناة المجهولة، فمن بال فيها دماً أو سقط فيها وتخضب بمائها وتلطخ بنجاستها أتى إمرأة حراماً بزنا أو غير ذلك إن لاق ذلك به وإلا وقع في غمة وورطة من سبب خادم أو إمرأة أو غير ذلك على قدر زيادة الرؤيا وما في اليقظة.
  والناعورة: خادم يحفظ أموال الناس في السر، وقيل الدواليب والنواعير دوران التجارات والأموال وانتقال الأحوال على السفر.
  الجرة: أجير منافق يجري على يديه مال ويؤتمن عليه وشرب الماء منها مال حلال وطيب عيش، فمن رأى أنه شرب نصف مائها فقد نفد نصف عمره، فإن شرب أقل أو أكثر فتأويله ما بقي أو نفد من عمره، وكذلك في سائر الأواني فقس عليه، وقيل الجرة إمرأة أو خادم أو عبد، وربما دلت إذا كانت مملوءة زيتاً أو عسلاً أو لبناً لأهل الدنيا على المطمورة والمخزن والكيس وعلى العقدة، ومن بدرة فأقل، وكذلك سائر أوعية الفخار من الكيزان والقلال وغيرها تجري مجرى الجرة.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أشرب من قلة ضيقة الرأس، قال تراود جارية عن نفسها.
وسئل ابن سيرين عن رجل أخذ جرة وأوثق فيها حبلاً وأدلاها في ركية، فلما امتلأت الجرة انحل الحبل وسقطت الجرة، فقال: الحبل ميثاق والجرة إمرأة والماء فتنة والركية مكر وهذا رجل بعثه صاحب له يخطب عليه إمرأة فمكر الرجل وتزوجها، فقال: امرأتك حامل قال: نعم، قال: فإنها تموت ويبقى الولد.
  الكيزان: هي الجواري والخدم والمستحبون للنكاح والوطء فمن شرب منها أفاد مالاً من جهنم وانكسار مؤنهم، وقيل من رأى أنه شرب ماء في موضع غير مألوف على ظهر سفرة في إناء مجهولة من يد ساق مجهول، فإنه قد نفد من عمره بقدر ما شرب من الإناء، وربما كان ذلك نفاد رزقه من البلدة الذي هو فيها أو المحلة أو السوق وأشباه ذلك، وكل ماء عذب في إناء فهو مال مجموع حلال.
  والبرادة: قيل هي إمرأة رئيسة رفيعة نافعة ذات خدم كثيرة.
  والخابية: إمرأة خيرة والشرب منها مال يناله من قبلها.
  ومن رأى كأنه استقى ماء وصبه في خابية، فإنه يحتال مالاً ويودعه لامرأة، والخابية تجري مجرى الزير.
  زير الماء: وهو الحب يدل على قيم الدار ويدل على مخزنه وحانوته وعلى زوجته الحاملة لمائه والقربة دالة على نحو ما دل عليه.
  البربخ: رجل حازم قد جرب السلطان، وإذا جرى الماء فيه، فإنه وال، وإذا لم يجر فيه، فإنه معزول.
  الدلو: رجل يستخرج أموالاً بالمكر، فمن رأى أنه يدلو من بئر ماء ويحوي الماء في إنائه، فإنه يحوي مالاً من مكر.
وإن رأى أنه يفرغه في غير إناء، فإنه لم يلبث معه ذلك الماء حتى يذهب وتذهب منافعه عنه، فإن سقاه بستانه، فإنه يصيب به إمرأة ويصيب منها إصابة، فإن أثمر البستان أصاب منها ولداً على نحو ما يرى من تمام ذلك.
وإن رأى بئراً عتيقة فسقى منها إبلاً أو أناساً أو بهائم فهو يعمل خير الأعمال وأشرفها من البر على قدر قوته وجده فيه وهو بمنزلة الراعي الذي يفرغ الماء من البئر على رعيته من الإبل والشاء.
  ومن رأى أنه يدلو من بئر عتيقة ويسقي الحيوان فهو مراء لدين أو لدنيا بقدر قوته عليها.
وإن رأى أنه يدلو لنفسه خاصة فهو يبلغ في عمله بمصلحة دنيا بمقدار قوته لنزعة الدلو لدنياه خاصة، وقيل الدلو يدل على من ينسب إلى المطالبة ومنه دلونا إليه بكذا وكذا أو توسلنا فمن أدلى دلوه في بئر نظرت في حاله، فإن كان طالب نكاح نكح فكان عصمته وعهده النكاح والدلو ذكره وماؤه نطفته والبئر زوجته، وإن كان عنده حمل أتاه غلام كما في قوله تعالى  "  فأدلى دلوه قال يا بشرى هذا غلام  ". وإلا أفاد فائدة من سفر أو مطلب لأن السيارة وجدوا يوسف عليه السلام حين أدلوا دلوهم فشروه وباعوه بربح وفائدة.
وإن كان المستقي بالدلو طالباً للعلم كانت البئر أستاذه الذي يستقي منه علمه وما جمعه من الماء فهو حظه وقسمه ونصيبه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت كأني على قليب أنزع على غنم سود ثم أخذ أبو بكر الدلو بعد ونزع ذنوباً أو ذنوبين وفي نزعه ضعف والله يغفر له ثم أخذ الدلو من بعده عمر بن الخطاب وخالط الغنم غنم بيض فاستحالت الدلو في يده غرباً فلم أر عبقرياً من الرجال يفري فريك يا إبن الخطاب.
وحكي أن رجلاً أتى إبن عباس، فقال: رأيت كأني أدليت دلواً في بئر وامتلأ ثلثا الدلو وبقي الثلث، فقال: غبت عن أهلك منذ ستة أشهر وامرأتك حامل وستلد لك غلاماً، فقال: ما الدليل قال: لأني جعلت البئر إمرأة والبشارة التي كانت في الجب كان يوسف عليه السلام فعلمت أنه غلام، وأما ثلثا الدلو فستة أشهر والثلث الباقي ثلاثة أشهر، فقال: صدقت قد ورد كتابها بأنها حامل منذ ستة أشهر.
  والبكرة: رجل نفاع مؤمن يسعى في أمور الناس من أمور الدنيا والدين، فمن رأى أنه يستقي بها ماء ليتوضأ به، فإنه يستعين برجل مؤمن معتصم بدين الله تعالى لأن الحبل دين، فإن توضأ وتم وضوءه به، فإنه يكتفي كل هم وغم ودين.


النار وأدواتها والمواقد
   النار: دالة على السلطان لجوهرها وسلطانها على ما دونها مع ضرها ونفعها، وربما دلت على جهنم نفسها وعلى عذاب الله، وربما دلت على الذنوب والآثام والحرام وكل ما يؤدي إليها ويقرب منها، من قول أو عمل، وربما دلت على الهداية والإسلام والعلم والقرآن لأن بها يهتدى في الظلمات مع قول موسى عليه السلام  "  أو أجد على النار هدى  ". فوجد وسمع كلام الله تعالى عندها بالهدى، وربما دلت على الأرزاق والفوائد والغنى لأن بها صلاحاً في المعاش للمسافر والحاضر كما قال الله عز وجل  "  نحن جعلناها تذكرة ومتاعاً للمقوين  ".
ويقال لمن افتقر أو مات خمدت ناره، لأن العرب كانت تقدمها هداية لابن السبيل والضيف المنقطع كي يهتدي بها ويأوي إليها فيعبرون بوجودها عن الجود والغنى وبخمودها عن البخل والفقر، وربما دلت على الجن لأنهم خلقوا من نار السموم، وربما دلت على السيف والفتنة إذا كان لها صوت ورعد وألسنة ودخان، وربما دلت على العذاب من السلطان لأنها عذاب الله وهو سلطان الدارين، وربما دلت على الجدب والجراد، وربما دلت على الأمراض والجدري والطاعون، فمن رأى ناراً وقعت من السماء في الدور والمحلات، فإن كانت لها ألسنة ودخان فهي فتنة وسيف يحل في ذلك المكان سيما إن كانت في دور الأغنياء والفقراء ومغرم يرميه السلطان على الناس سيما إن كانت في دور الأغنياء خاصة، فإن كانت جمراً بلا ألسنة فهي أمراض وجدري أو وباء سيما إن كانت عامة على خلط الناس، وأما إن كان نزول النار في الأنادر والفدادين وأماكن الزراعة والنبات، فإنها جدب يحرق النبات أو جراد يحرقه ويلحقه، وأما من أوقد ناراً على طريق مسلوك أو ليهتدي الناس بها إن وجدها عند حاجته إليها، فإنها علم وهدى يناله أو يبثه وينشره إن كان لذلك أهلاً وإلا نال سلطاناً وصحبة ومنفعة وينفع الناس معه، وإن كانت النار على غير الطريق أو كانت تحرق من مر بها أو ترميه بشررها أو تؤذيه بدخانها أو حرقت ثوبه أو جسمه أو ضرت بصره، فإنها بدعة يحدثها أو يشرف عليها أو سلطان جائر يلوذ به أو يجور عليه على قدر خدمته لها أو فراره منها، وأما إن كانت ناراً عظيمة لا تشبه نار الدنيا قد أوقدت له ليرمى فيها كثر أعداؤه وأرادوا كيده فيظفر بهم ويعلو عليهم ولو ألقوه فيها لنجا لنجاة إبراهيم عليه السلام، وكل ذلك إذا كان الذين فعلو به أعداءه أو كان المفعول به رجلاً صالحاً، وأما إن رآها تهدده خاصة أو كان الذين تولوا إيقادها يتوعدونه فليتق الله ربه ولينزع عما هو عليه من أعمال أهل النار من قبل أن يصير إليها فقد زجر عنها إذ خوف بها.
  ومن رأى النار عنده في تنور أو فرن أو كانون أو نحو ذلك من الأماكن التي يوقد فيها، فإنها غنى ومنفعة تناله سيما إن كانت معيشته من أجل النار وسيما إن كان ذلك أيضاً في الشتاء.
وإن رأى ناره خمدت أو طفئت أو صارت رماداً أو أطفأها ماء أو مطر، فإنه يفتقر ويتعطل عن عمله وصناعته، وإن أوقدها من لا يتعيش منها في مثل هذه الأماكن ليصلح بها طعاماً طلب مالاً أو رزقاً بخدمة سلطان أو بجاهه ومعونته أو بخصومة أو وكالة أو منازعة وسمسرة وإلا هاج كلاماً وشراً وكلام سوء، وأما من رآها أضرمت في طعام أو زيت أو في شيء من المبيعات، فإنه يغلو ولعل السلطان يطلبه فيأخذ الناس فيه أمواله.
  ومن رأى أنه أكل النار، فإنه مال حرام ورزق خبيث يأكله ولعله أن يكون من أموال اليتامى لما في القرآن.
وإن رأى النار تتكلم في جرة أو قربة أو وعاء من سائر الأوعية الدالة على الذكور والإناث أصاب المنسوب إلى ذلك الوعاء صرع من الجن ومداخله حتى ينطق على لسانه، وقيل النار حرب إذا كان لها لهب وصوت، فإن لم يكن الموضع الذي رؤيت فيه أرض حرب، فإنها طاعون وبرسام وجدري أو موت يقع هناك.
وقال أبو عمرو النخعي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت ناراً خرجت من الأرض فحالت وبيني وبين إبن لي ورأيتها تقول: لظى لظى بصير وأعمى أطعموني آكلكم كلكم أهلكم ومالكم، فقال عليه الصلاة والسلام: تلك فتنة تكون في آخر الزمان تقتل الناس الناس أمامهم ثم يشتجرون اشتجار أطباق وخالف بين أصابعه ويحسب المسيء أنه محسن ودم المؤمنين عند المؤمنين أحل من شرب الماء.
وإن رأى ناراً عالية ساطعة لها ضوء كبير ينتفع بها الناس، فإنه رجل سلطاني نفاع.
وإن رأى أنه قاعد مع قول حول نار يأمن غوائلها كان ذلك نعمة وبركة وقوة لقوله تعالى  "  أن بورك من في النار ومن حولها  ".
وإن رأى ناراً أخرجت من داره نال ولاية أو تجارة أو قوة في حرفة.
وإن رأى ناراً سقطت من رأسه أو خرجت من يده ولها نور وشعاع وكانت إمرأته حبلى ولدت غلاماً ويكون له نبأ عظيم.
وإن رأى شعلة نار على باب داره ولم يكن لها دخان، فإنه يحج، وإن رآها وسط داره، فإنه يعرس في تلك الدار، فإن آنس ناراً في ليلة مظلمة نال قوة وظفراً وسروراً ونعمة وسلطاناً لقصة موسى عليه السلام.
  ومن رأى في تنوره ناراً موقدة حملت إمرأته إن كان متأهلاً.
وإن رأى ناراً نزلت من السماء فأحرقته ولم يؤثر فيه الحرق نزل داره الجند.
وإن رأى ناراً خرجت من إصبعه، فإنه كاتب ظالم، فإن خرجت من فمه، فإنه غماز، فإن خرجت من كفه، فإنه صانع ظالم.
  ومن رأى أنه أوقد ناراً في خراب ودعا الناس إليها، فإنه يدعوهم إلى الضلالة والبدعة ويجيبه من أصابته.
وأتى ابن سيرين رجل، فقال: رأيت كأني أصلي بخفي بالنار فوقعت إحداهما في النار فاحترقت وأصابت النار من أخرى سفعاً، فقال ابن سيرين: إن لك بأرض فارس ماشية قد أغير عليها وذهب نصفها وأصيب من النصف الآخر شيء قليل، فكان كذلك.
  ومن رأى كأنه في نار لا يجد لها حراً، فإنه ينال صدقاً وملكاً وظفراً على أعدائه لقصة إبراهيم.
  ومن رأى ناراً أو لهيباً أو شرراً طفئ، فإنه يسكن الشغب والفتنة والشحناء في الموضع الذي طفئت فيه.
  ومن رأى ناراً توقد في داره يستضيء بها أهلها طفئت، فإن قيم الدار يموت، فإن كان ذلك في بلد فهو موت رئيسه العالم، فإن انطفأت في بستانه فهو موته أو موت عياله، فإن انطفأت وفي بيته ريح فأضاءت بها دخل بيته اللصوص.
وإن رأى أنه أوقد ناراً وكان في اليقظة في حرب، فإن أطفأت قهر، وإن كان تاجراً لم يربح.
  ومن رأى بيده شعلة من نار أصاب سعة من السلطان، فإن أشعلها في ناس أوقع بينهم العداوة وأصابهم بضر.
وإن رأى تاجر ناراً وقعت في سوقه أو حانوته كان ذلك نفاق تجارته إلا أن ما يتناوله من ذلك حرام، والعامة تقول في مثل هذا وقعت النار في الشيء إذا نفق.
  وقدح النار: تفتيش عن أمر حتى يتضح له، فمن رأى كأنه قدح ناراً ليصطلي بها استعان رجلاً قاسي القلب له سلطنة ورجلاً قوياً ذا بأس على شدة فقر وانتفاع به، فإنهما إذا اجتمعا يؤسسان أساس ولايات السلطان ويدلان عليها لأن الحجر رجل قاس والحديد رجل ذو بأس والنار سلطان، والمرأة إذا رأت إنها قدحت ناراً، فانقدحت وأضاءت بنفحتها ولدت غلاماً.
  ومن رأى أنه قرع حجراً على حجر، فانقدحت منهما نار، فإن رجلين قاسيين يتقاتلان قتالاً شديداً ويبطش بهما في قتالهما لأن الشرارة بالسيوف، وقيل الزناد قدحه يدل على نكاح العازب، فإن علقت النار، فإن الزوجة تحبل ويخرج الولد بين الزوجين، وربما دل على الشر بينهما أو بين خصمين أو شريكين والشرر كلام الشر بينهما، فإن أحرقت ثوباً أو جسماً كان ذلك الشر يجري في مال أو عرض أو جسم، وإن أحرقت مصحفاً أو بصراً كان ذلك قدحاً في الدين.
  ومن رأى أنه أجج ناراً ليصطلي بها هاج أمراً يسد به فقره لأن البرد فقر.
وقد سئل ابن سيرين عن رجل رأى على إبهامه سراجاً، فقال: هذا رجل يعمى ويقوده بعض ولده، فإن أججها ليشوي بها لحماً أنار أمراً فيه غيبة للناس، فإن أصاب من الشواء أصاب رزقاً قليلاً مع حزن، فإن أججها ليطبخ بها قدراً فيها طعام أثار أمراً يصيب فيه منفعة من قيم بيته، فإن لم يكن في القدر طعام هاج رجلاً بكلام وحمله على أمر مكروه، وما أصابت النار فأحرقت من بدن أو ثوب فهو ضرر ومصائب، ومن قبس ناراً أصاب مالاً حراماً من سلطان، ومن أصابه وهج النار اغتابه الناس.
  ومن رأى أنه يسجر تنوراً، فإنه ينال ربحاً في ماله ومنفعة في نفسه.
وإن رأى في دار الملك تنوراً، فإن كان للملك أمر مشكل استنار واهتدى، وإن كان له أعداء ظفر بهم.
وإن رأى أنه يبني تنوراً وكان للولاية أهلاً نال ولاية وسلطاناً وينجو من عدوه إن كان له عدو، ومن أصاب تنوراً بغير رماد تزوج إمرأة لا خير فيها.
  والكي بالنار: لذعة من كلام سوء.
  والشرارة: كلمة سوء، ومن تناثر عليه الشرر سمع من الكلام ما يكرهه.
  والرماد: كلام باطل لا ينتفع به، ومن أوقد ناراً على باب سلطان، فإنه ينال ملكاً وقوة، وقيل إن الرماد مال حرام، وقيل هو رزق من قبل سلطان، فمن رأى الرماد، فإنه يتعب في أمر السلطان ولا يحصل له إلا العناء، وقيل هو علم لا ينفع.
  والدخان: هول وعذاب من الله تعالى وعقوبة من السلطان، فمن رأى دخاناً يخرج من حانوته، فإنه يقع فيه خير وخصب بعد هول وفضيحة ويكون ذلك من قبل السلطان، فإن كان دخان تحت قدر فيها لحم ناضج، فإنه خير وخصب وفرج بعد هول يناله.
  ومن رأى الدخان قد أضله فهو حمى تأخذه، ومن أصابه حر الدخان فهو غم وهم.
  والحطب: نميمة وإيقاده بالنار سعاية إلى السلطان.
  والفحم: من الشجر رجل خطير، وقيل هو مال حرام، وقيل هو رزق من السلطان، والفحم الذي لا ينتفع به بمنزلة الرماد باطل من الأمر، فإن كان فحماً ينتفع به في وقود فهو عدة الرجل في العمل الذي يدخل فيه الفحم لأن فيه من المنافع، رأى سيف بن ذي يزن كأن ناراً هوت من السماء إلى أرض عدن وسقط في كل دار من دورها جمرة، فانطفأت وصارت فحمة، فقصها على معبري مملكته، فقالوا: إن الحبشة تستولي على بلدك، فكان كذلك.
  والكانون: إذا كان من حديد فهو إمرأة من أهل بيت ذي بأس وقوة، وإذا كان من صفر فمن أهل بيت أمتعة الدنيا وزينتها، وإن كان من خشب فمن بيت قوم فيهم نفاق، وإن كان من جص فمن أهل بيت مشبهين بالفراعنة، وإذا كان من طين فمن أهل بيت الدين، وإذا كان فيه النار دل على الدولة، وإذا كان خالياً من النار دل على العطلة.
  والمنارة: خادم فما رؤي فيها من حدث في ترسها أو عمودها أو كرسيها، فإن تأويلها في الخادم والترس أشرف قطاعها وتأويله رأس الخدم.
  السراج: هو قيم بيت، فمن رأى أنه اقتبس سراجاً نال علماً ورفعة.
وإن رأى أنه يطفئ سراجاً، فإنه يبطل أمر رجل يكون علي الحق ولكنه لا يبطل لقوله تعالى  "  يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره  ".
  ومن رأى كأنه يمشي بالنهار في سراج، فإنه يكون شديد الدين مستقيم الطريقة لقوله تعالى  "  ويجعل لكم نوراً تمشون به  ".
وإن رأى كأنه يمشي بالليل في سراج، فإنه يتهجد إن كان من أهله وإلا اهتدى إلى أمر تحير فيه لأن الظلمة حيرة والنور هدى، وربما يكون في معصية فيتوب عنها.
وإن رأى كأن سراجاً يزهر من أصابعه أو من بعض أعضائه، فإنه يتضح له أمر مبهم حتى يتيقنه ببرهان واضح.
وإن رأى كأن له سراجاً داخله سلطان أو عالم أو رزق مبارك.
وإن رأى كأن له سراجاً ضوءه كضوء الشمس، فإنه يحفظ القرآن ويفسره والسراج زيادة نور القلب وقوة في الدين ونيل المراد، وقيل السراج ولد تقي عالم فقيه أو تاجر منفق سخي.
  ومن رأى في داره سراجاً ولد له غلام مبارك.
  ومن رأى كأن في يده سراجاً أو شمعة أو ناراً فطفئ، فإن كان سلطاناً عزل أو تاجراً خسر أو مالكاً ذهب ماله لقوله تعالى  "  كمثل الذي استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمات لا يبصرون  ". والسراج في البيت للعازب إمرأة يتزوجها وللمريض دليل العافية، وإذا كان وقوده غير مضيء، فإنه يدل على غم، والسرج كلها تدل على ظهور الأشياء الخفية.
والمسرجة قيمة البيت لقيامها بصلاحهم، وربما دلت على زوجته والسراج على زوجها، وربما كان المصباح زوجة والفتيلة زوجها، وربما كانت ولدها الخارج من بطنها، وربما دل السراج على كل من يهتدي به وما يستضاء بنوره من عين وغيرها، فمن رأى سراجاً أطفئ مات من يدل عليه من المرضى من عالم أو قيم أو ولد أو يعمى بصر صاحبه أو يصاب في دينه على قدره وزيادة منافعه.
وإن رأى في بيته سراجاً مضيئاً كانت إمرأته أو ولده حسن الذكر.
  والفتيلة: قهرمانة تخدم الناس.
وإن رأى إنها احترقت كلها، فإن القهرمانة تموت، فإن وقعت منها شرارة في قطن واحترق، فإنها تخطئ خطأ وتزل زلة.
  والشمعة: سلطان أو ولد رفيع خطير سخي منفق ونقرة الشمع مال حلال يصل إليه صاحبه بعد مشقة لمكان تذويبه حتى يستخرج منه العسل.
  والقنديل: ولد له بهاء ورفعة وذكر وصوت ومنفعة إذا أسرج في وقته كان مسرجاً، فإنه قيم بيت أو عالم، والقناديل في المساجد العلماء وأصحاب الورع والقرآن قال أبو عيينة: رأيت قناديل المسجد قد طفئت فمات مسعر بن كدام.

الأشجار والثمار
   البستان: دال على المرأة لأنه يسقى بالماء فيحمل ويلد، وإن كان البستان إمرأة كانت شجرة قومها وأهلها وولدها ومالها، وكذلك ثماره، وقد يدل البستان المجهول على المصحف الكريم لأنه مثل البستان في عين الناظر وبين يدي القارئ لأنه يجني أبداً من ثمار حكمته وهو باق بأصوله مع ما فيه من ذكر الناس وهو الشجرة القديمة والمحدثة، وما فيه من الوعد والوعيد بمثابة ثماره الحلوة والحامضة، وربما دل مجهول البساتين على الجنة ونعيمها لأن العرب تسميه جنة، وكذلك سماه الله تعالى بقوله  "  أيود أحدكم أن تكون تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار  ". وربما دل البستان على السوق وعلى دار العرس فشجره موائدها وثمره طعامها، وربما دل على كل مكان أو حيوان يستغل منه ويستفاد فيه كالحوانيت والخانات والحمامات والمماليك والدواب والأنعام وسائر الغلات لأن شجر البستان إذا كان فهو كالعقدة لمالكها أو كالخدمة والأنعام المختلفة لأصحابها، وقد يدل البستان على دار العالم والحاكم والسلطان الجامعة للناس والمؤلفة بين سائر الأجناس، فمن رأى نفسه في بستان نظرت في حاله وزيادة منامه، فإن كان في دار الحق فهو في الجنة والنعيم والجنان، وإن كان مريضاً مات من مرضه وصار إليها إن كان البستان مجهولاً، وإن كان مجاهداً نال الشهادة سيما إن كان فيه إمرأة تدعوه إلى نفسها ويشرب فيه لبناً عسلاً من أنهاره وكانت ثماره لا تشبه ما قد عهده، وإن لم يكن شيء من ذلك ولا دلت الرؤيا على شهادة نظرت إلى حاله، فإن كان عازباً أو من قد عقد نكاحاً تزوج أو دخل بزوجته ونال منها، ورأى فيها على نحو ما عاينه في البستان منه في المنام من خير أو شر على قدر الزمان، وإن كانت الرؤيا في أدبار الزمان وإبان سقوط الورق من الشجر، دل على ما يكرهه من الفقر ورعاية المتاع أو سقم الجسم، وإن كان ذلك في إقبال الزمان وجريان الماء في العيدان أو بروز الثمر وينعها فالأمر في الإصلاح بضد الأول، وإن رأى ذلك من له زوجة ممن يرغب في مالها أو يحرص على جمالها اعتبرته أيضاً بالزمنين وبما صنع في المنام من قول أو سقي أو أكل ثمرة أو جمعها، وإن رأى ذلك من له حاجة عند السلطان أو خصومة عند الحاكم عبرت أيضاً عن عقبى أمره ونيله وحرمانه بوقته وزمانه وبما جناه في المنام من ثماره الدالة على الخير أو على الشر على ما يراه في تأويل الثمار.
  ومن رأى معه فيه جماعة ممن يشركونه في سوقه وصناعته فالبستان سوق القوم يستدل أيضاً على نفاقها وكسادها بالزمانين والوقتين، وكذلك إن وقعت عينه في حين دخوله إليه على مقبل حمامه أو فندقه أو فرنه فدلالة البستان عائدة على ذلك المكان فما رأى فيه من خير أو شر عاد عليه إلا أن يكون من رآه فيه من أجير أو عبد يبول فيه أو يسقيه من غير سواقيه أو من بئر غير بئره، فإنه رجل يخونه في أهله أو يخالفه إلى زوجته أو أمته، فإن كان هو الفاعل لذلك في البستان وكان بوله دماً أو سقاه من غير البحر وطئ إمرأة إن كان البستان مجهولاً وإلا أتى من زوجته ما لا يحل له إن كان البستان بستانه مثل أن يطأها بعدما حنث فيها أو ينكحها في الدبر أو في الحيض، وقيل إن البستان والكرم والحديقة هو الإستغفار والحديقة إمرأة الرجل على قدر جمال الكرم وحسنه وقوته وثمرته مالها وفرشها وحليها وذهبها، وشجره وغلظ ساقه سمنها وطوله طول حياتها وسعته سعة في دنياها.
وإن رأى كرماً مثمراً فهو دنيا عريضة.
  ومن رأى أنه يسقي بستانه، فإنه يأتي أهله، ومن دخل بستاناً مجهولاً قد تناثر ورقه أصابه هم.
  ومن رأى بستانه يابساً، فإنه يجتنب إتيان زوجته.
ورأى بعض الملوك كأن مجامير وضعت في البلد تدخن بغير نار، ورأى البذور تبذر في الأرض، ورأى على رأسه ثلاثة أكاليل، فقص رؤياه على معبر، فقال: تملك ثلاث سنين أو ثلاثين سنة ويكثر النبات والثمار في زمانك وتكثر الرياحين، فكان كذلك.
  الشجر: المعروف عددها هم الرجال وحالهم في الرجال بقدر الشجرة في الأشجار.
وإن رأى أنه زاول منها شيئاً، فإنه يزاول رجلاً بقدر جوهر الشجرة ومنافعها.
وإن رأى له نخلاً كثيراً، فإنه يملك رجالاً بقدر ذلك إذا كانت النخل في موضع لا يكاد النخل تكون في مثل ذلك الموضع، وإن كانت في مثل بستان أو أرض تصلح ذلك، فإن جماعة النخل عند ذلك عقدة لمن ملكها.
وإن رأى أنه أصاب من ثمرها، فإنه يصيب من الرجال مالاً أو من العقدة مالاً ويكون الرجال أشرافاً والعقدة شريفة على ما وصفت من حال النخل وفضله على الشجر في الخصب والمنافع، وإن كانت شجرة جوز، فإنه رجل أعمى شحيح نكد عسر، وكذلك ثمره هو مال لا يخرج إلا بكد ونصب.
وإن رأى أنه أصاب جوزاً يتحرك وله صوت، فإن الجوز إذا تحرك أو صوت أو لعب به، فإنه صحب ويظفر المقامر بصاحبه وكل ما يقامر به كذلك إذا قمر صاحبه ظفر بما طلب وأصل ذلك كله حرام فاسد.
وإن رأى أنه على شجرة جوز، فإنه يتعلق برجل أعمى ضخم، فإن نزل منها فلا يتم ما بينه وبين ذلك الرجل، فإن سقط منها أو مات، فإنه يقتل على يد رجل ضخم أو ملك، فإن انكسرت به هلك ذلك الرجل الضخم وهلك الساقط إذا كان رأى أنه مات حين سقط، فإن لم يمت حين سقط، فإنه ينجو، وكذلك لو رأى أن يديه أو رجليه انكسرتا عند ذلك، فإنه يشرف على هلاك وينال بلاء عظيماً إلا أنه ينجو بعد ذلك.
وكل شجرة عظيمة تجري مجرى الجوز وتنسب في جوهرها مثل الجوز إلى العجم، وربما دلت الشجرة أيضاً على النساء لسقيها وحملها وولادتها لثمرها، وربما دلت على الحوانيت والموائد والعبيد والخدم والدواب والأنعام وسائر الأماكن المشهورة بالطعام والأموال كالمطامر والمخازن، وربما دلت على الأديان والمذاهب لأن الله تعالى شبه الكلمة الطيبة بالشجرة الطيبة وهي النخلة وقد أولها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالرجل المسلم وأول الشجرة التي أمسكها في المنام بالصلاة التي أمسكها على أمته.
وقال المفسرون أنه إذا دلت الشجرة على عمل صاحبها وعلى دينه ونفسه دل ورقها على خلقه وجماله وملبسه وشعبها على نسبه وإخوانه واعتقاداته، ويدل قلبها على سرائره وما يخفيه من أعماله ويدل قشرها على ظاهره وجلده وكل ما تزين به من أعماله ويدل ماؤها على إيمانه وورعه وملكه وحياته لكل إنسان على قدره، وربما رتبوها على خلاف هذا الترتيب وقد ذكرته في البحور، فمن رأى نفسه فوق شجرة أو ملكها في المنام أو رؤي ذلك له نظرت في حاله وفي حال شجرته، فإن كان ميتاً في دار الحق نظرت إلى صفة الشجرة، فإن كانت الشجرة كبيرة جميلة حسنة فالميت في الجنة ولعلها شجرة طوبى فطوبى له وحسن مآب، وإن كانت شجرة قبيحة ذات شوك وسواد وسوء رائحة، فإنه في العذاب ولعلها شجرة الزقوم قد صار إليها لكفره أو لفساد طعمته، وإن رأى ذلك المريض انتقل إلى أحد الأمرين على قدره وقدر شجرته، وإن كان حياً مفيقاً نظرت إلى حاله، فإن كان رجلاً طالب نكاح أو إمرأة لزوج نال أحدهما زوجاً على قدر حال الشجرة وهيئتها إن كانت مجهولة أو على طبع نحو طبعها ونسبها وجوهرها إن كانت معروفة، وإن كان زوج كل واحد منهما في اليقظة مريضاً نظرت إلى الزمان في حين ذلك، فإن كانت تلك الشجرة التي ملكها أو رأى نفسه فوقها في إقبال الزمان قد جرى الماء فيها فالمريض سالم قد جرت الصحة في جسده وظهرت علامات الحياة على بدنه، وإن كان في إدباره فالمريض ذاهب إلى الله تعالى وصائر إلى التراب والهلاك، وإن رآها في حانوته أو مكان معيشته فهي دالة على كسبه ورزقه، فإن كانت في إقباله أفاد استفاد، وإن كانت في إدباره خسر وافتقر، وإن رآها في مسجد فهي دالة على دينه وصلواته، فإن كانت في إدبار الزمان، فإنه غافل في دينه لاه عن صلواته، وإن كانت في إقباله فالرجل صالح مجتهد قد تمت عماله وزكت طاعته.
  ومن رأى أنه ملك شجراً كثيراً، فإنه يلي على جماعة ولاية تليق به إما إمارة أو قضاء أو فتوى أو إمامة محراب أو يكون قائداً على رفقه ورئيساً على سفينة أو في دكان في صناع تحت يده وعلى هذا ونحوه.
  ومن رأى جماعتها في دار، فإنها رجال أو نساء أو كلاهما يجتمعان هناك على خير أو شر.
وإن رأى ثمارها عليها والناس يأكلون منها، فإن كانت ثمارها تدل على الخير والرزق فهي وليمة وتلك موائد الطعام فيها، وإن كانت ثمارها مكروهة تدل على الغم فهو مأتم يأكلون فيه طعاماً، وكذلك إن كان في الدار مريض، وإن كان ثمرها مجهولاً نظرت، فإن كان ذلك في إقبال الشجر كان طعامها في الفرح، وإن كان في إدبارها كان مصيبة سيما إن كان في اليقظة قرائن أحد الأمرين.
  ومن رأى أنه التقط من شجرة ثمراً غير ثمرها، فإنه مشتغل بحرام أو طالب شيئاً لا يجاب له أو راسم رسوماً جائرة، واقتطاف الثمر من الشجرة يدل على نيل علم من عالم والتقاطها من أصل الشجرة مخاصمة رجل، وقيل إن الفواكه للفقراء غنى وللأغنياء زيادة مال لقوله تعالى  "  وفاكهة وأبا متاعاً لكم ولأنعامكم  "  وللخائفين أمن قال الله تعالى  "  يدعون فيها بكل فاكهة آمنين  ". وقيل إن الفواكه الرطبة رزق لا بقاء له لأنها تفسد سريعاً، واليابسة رزق كثير باق.
  ومن رأى كأن فاكهة تنثر عليه، فإنه يشتهر بالصلاح والخير.
  ومن رأى كأنه يقتطف من شجرة موصولة غير ثمرها، فإن رؤياه تدل على صهر سار بار وشريك صالح.
  ومن رأى في الشتاء شجراً مثمراً فاستحسن ذلك، فإنه يحتاج إلى رجل يظن أنه موسر، فإن لم يجن من ثمرها شيئاً نجا منه على السواء، وإن جنى منه، فإنه ينفق من ماله على ذلك بقدر ما جنى.
وكل ما كان من الثمار في غير إبانه مكروهاً صرفت بكروهه فما كان أصفر اللون كان مرضاً كالسفرجل والزعرور والبطيخ مع ضرره في غير إبانه وغير أصفرها هموم وأحزان، فإن كانت حامضة كانت ضرباً بالسياط لأكلها سيما إن كان عدداً لأن ثمر السوط طرفه، والشجر التي هي أصل الثمر في إدبارها عصاً يابسة، وما كان له اسم في اشتقاقه فائدة حمل تأويله على لفظه إن كان ذلك أقوى من معانيه كالسفرجل الأخضر في غير وقته تعب وأصفره مرض.
  ومن رأى أنه أصاب من الثمر شيئاً، فإن ذلك لا بأس به في وقته إذا كان فيه ما يستحب مما وصفت من أنواع الخير من الرزق والدين، ومن العلم، فإن كان ضميره أن تلك الثمار من ثمار الجنة، فإنه علم ودين لا شك فيه وإلا فعلى ما وصفت الشجرة الموقرة رجل مكثر، ومن التقط من شجرة وهو جالس، فإنه مال يصيبه بلا كد ولا تعب، فإن كلمته الشجرة بما وافقه كان ما يقال من ذلك أمراً عجباً يتعجب الناس منه، وقيل إن الشجرة إمرأة وذلك إذا كان معها ما يشبه المرأة وينبغي لتلك المرأة أن تكون أم ملك أو إمرأة أو بنت ملك أو خادم ملك.
  ومن رأى شجرة سقطت أو قطعت أو احترقت أو كسرتها رياح شديدة، فإنه رجل أو إمرأة يهلكان أو يقتلان يستدل على الهلاك بجوهرها أو بمكانها وبما في اليقظة من دليلها، فإن كانت في داره فالعليل فيها من رجل أو إمرأة هو الميت أو من أهل بيته وقرابته وإخوانه أو مسجون على دم أو مجاهد أو مسافر، وإن كانت في الجامع، فإنه رجل أو إمرأة مشهوران يقتلان أو يموتان موتة مشهورة، فإن كانت نخلة فهو رجل عالي الذكر بسلطان أو علم أو إمرأة ملك أو أم رئيس، فإن كانت شجرة زيتون فعالم واعظ أو عابر أو حاكم أو طبيب ثم على نحو هذا يعبر سائر الشجر على قدر جوهرها ونفعها وضرها ونسبها وطبعها.
  ومن رأى أنه غرس شجرة فعلقت أصاب شرفاً أو اعتقد لنفسه رجلاً بقدر جوهرها لقول الناس: فلان غرس فيه إذا اصطنعه، وكذلك إن بذر بذراً فعلق أو لم يلق ذلك، فإنه هم وغرس الكرم نيل شرف، وقيل من رأى في الشتاء كرماً حاملاً أو شجرة، فإنه يعتبر بامرأة أو رجل قد ذهب مالهما أو يظنهما غنيين.
  ومن رأى أنه يغرس في بستانه أشجاراً، فإنه يولد له أولاد ذكور أعمارهم في طولها وقصرها كعمر تلك الأشجار.
وإن رأى أشجاراً نابتة وخلالها رياحين نابتة، فإنهم رجال يدخلون ذلك الموضع للبكاء والهم والمصيبة.
  وشجر السدر: رجل شريف حسيب كريم فاضل مخصب بحسب الشجرة وكرم ثمرتها.
  والنبق: مال غير منقوش وليس شيء من الثمار يعدله في ذلك خاصة.
  وشجر الزيتون: رجل مبارك نافع لأهله وثمره هم وحزن لمن أصابه أو ملكه أو أكله.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأن قائلاً يقول: إن شئت لي أن تنال العافية من مرضك فخذ لا ولا فكله، فقال ابن سيرين: إنما ذلك يدل على أكل الزيتون لأن الله تعالى قال  "  زيتونة لا شرقية ولا غربية  ".
وحكي أيضاً عنه أن رجلاً أتاه، فقال: رأيت كأني أصب الزيت في أصل شجرة الزيتون، فقال له: ما قصتك قال: سبيت وأنا صبي صغير فأعتقت وبلغت مبلغ الرجال قال فهل لك إمرأة قال لا ولكني اشتريت جارية قال: انظر، فإنها أمك، فرجع الرجل من عنده وما زال يفتش عن أحوال الجارية حتى وجدها أمه.
وحكي عنه أيضاً أن رجلاً أتاه، فقال: رأيت كأني عمدت إلى أصل زيتون فعصرته وشربت ماءه، فقال له ابن سيرين: اتق الله، فإن رؤياك تدل على أن امرأتك أختك من الرضاعة، ففتش عن الأمر فكان كما قال.
  وشجرة السفرجل: رجل عاقل لا ينتفع بعقله والصفرة ثمرها.
  وشجر اللوز: رجل غريب.
  وشجر الخلاف: رجل مخالف لمن والاه مخالط لمن عاداه.
  وشجرة الرمان: رجل صاحب دين ودنيا وشوكها مانع له من المعاصي وقطع شجرة الرمان قطع الرحم.
  والشجرة المجهولة الجوهر: فمن رآها في دار، فإن ناراً تجتمع هناك أو يكون هناك بيت نار لقوله تعالى  "  جعل لكم من الشجر الأخضر ناراً  ". وربما كانت الشجرة في الدار أو في السوق مشاجرة بين قوم إذا كانت الشجرة مجهولة لقوله تعالى  "  يحكموك فيما شجر بينهم  ".
  وأما الشجر العظام التي لا ثمر لها مثل السرو والدلب: فرجال صلاب ضخام لا خير عندهم وما كان من الأشجار طيب الريح، فإن الثناء على الرجل الذي تنسب إليه تلك الشجرة مثل ريح تلك الشجرة وكل شجرة لها ثمر، فإن الرجل الذي ينسب إليها مخصب بقدر ثمرها في الثمار في تعجل إدراكها ومنافعها، والشجر التي لها شوك رجل صعب المرام عسر، ومن أخذ ماء من شجرة، فإنه يفيد مالاً من رجل ينسب إلى نوع تلك الشجرة.
  الكرم والعنب: الكرم دال على النساء لأنه كالبستان لشربه وحمله ولذة طعمه ولا سيما أن السكر المخدر للجسم يكون منه وهو بمثابة خدران الجماع مع ما فيه من العصير وهو دال على النكاح لأنه كالنطفة، وربما دل على الرجل الكريم الجواد النافع لكثرة منافع العنب فهو كالسلطان والعالم والجواد بالمال فمن ملك كرماً كما وصفناه تزوج إمرأة إن كان عازباً أو تمكن من رجل كريم ثم ينظر في عاقبته وما يصير من أمره إليه بزمان الكرم في الإقبال والإدبار، فإن كان ذلك في إدبار الزمان وكانت المرأة مريضة هلكت من مرضها، وإن كانت حاملاً أتت بجارية، وإن كان يرجو فرجاً أو صلة أو مالاً من سلطان أو على يد حاكم أو سلطان أو إمرأة كالأم والأخت والزوجة حرم ذلك وتعذر عليه، وإن كان عقد نكاحها تعذر عليه وصول زوجته إليه، وإن كان موسراً افتقر من بعد يسر، وإن كان في إقبال ونفاق في سوقه وصناعته تعذرت وكسدت، وإن كان ذلك في إقبال الزمان والصيف فالأمر على ذلك بالضد منه ويكون جميع ذلك صالحاً.
والعنب الأسود في وقته مرض وخوف، وربما كان سياطاً لمن ملكه على قدر عدد الحب ولا ينتفع بسواد لونه مع ضر جوهره، والعنب الأبيض في وقته عصارة الدنيا وخيرها وفي غير وقته مال يناله قبل الوقت الذي كان يرجوه.
والزبيب كله أسوده وأحمره وأبيضه خير ومال.
  ومن رأى أنه يعصر كرماً فخذ بالعصير واترك ما سواه وهو أن يخرج الملك ويملك من ملك العصير غصباً، وكذلك عصير القصب وغيره لأن العصير ومنافعه يغلب ما سواه من أمره مما يكون معه مما لم تمسه النار إلا ما يتفاضل فيه جوهره، وقيل من التقط عنقوداً من العنب نال من إمرأته مالاً مجموعاً، وقيل النقود ألف درهم، وقيل إن العنب الأسود مال لا يبقى، وإذا رآه مدلى من كرمه فهو برد شديد وخوف، وقد قال بعض المعبرين: العنب الأسود لا يكره لقوله تعالى  "  تتخذون منه سكراً ورزقاً حسناً  ". وكان زكريا عليه السلام يجده عند مريم فهو لا يكره وأكثر المعبرين يكرهونه، وقيل إنه كان بجوار إبن نوح حين دعا عليه أبوه وكان أبيض اللون، فلما تغير لونه تغير ما حوله من العنب فأصل الأسود من ذلك، وما كان من الثمار لا ينقطع في كل أبان وليس له حين ولا جوهر يفسده فهو صالح كالتمر والزبيب، وما كان منها يوجد في حين ويعدم في حين غيره فهي في إبانها صالحة إلا ما كان له منها اسم مكروه أو خبر قبيح وفي غير إبانها فهو مكروه في المآل، وما كان له أصل يدل على المكروه فهو في إقباله هم وغم وفي غير حينه ضرب أو مرض كالتين، لأن آدم عليه السلام خصف عليه من ورقه وعوتب عليه عند شجرته وهو مهموم نادم فلزم ذلك في كل حين ولزم شجرته وورقه كذلك.
  والتين: مال كثير وشجرته رجل غني كثير المال نفاع يلتجئ إليه أعداء الإسلام وذلك لأن شجرة التين مأوى الحيات والأكل منه يدل على كثرة النسل، وقيل التين رزق يأتي من جهة العراق وأكل القليل منه رزق بلا غش وأكثر المعبرين على أن التين محمود لأن الله تعالى عظمه حيث أقسم به في القرآن وقد كرهه من المعبرين جماعة وذكروا أنه يدل على الهم والحزن واستدلوا بقوله تعالى في قصة آدم وحواء عليهما السلام  "  ولا تقربا هذه الشجرة  ". وقيل إن التين حزن وندامة لمن أكله أو أصابه.
  والخوخ الأخضر: توجع من هم أو أخ وأصفره مرض.
  والعناب: في وقته ما ينوبه من شركة أو قسمة وأخضره في غير وقته نوائب تنوبه وحوادث تصيبه ويابسه في كل حين رزق آزف وشجرته رجل كامل العقل حسن الوجه، وقيل رجل شريف نفاع صاحب سرور وعز وسلطنة.
  والإجاص: في وقته رزق أو غائب جاء أو يجيء وفي غير وقته مرض جاء إن كان أصفر أو هم جاء إن كان أخضر.
وإن رأى مريض أنه يأكل إجاصاً، فإنه يبرأ.
  والخرنوب: خراب من إسمه ولما يروى عن سليمان عليه السلام فيه.
  العصير والعصر: صالح جداً فمن تولى ذلك في المنام نظرت في حاله، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كانت رؤياه للعامة كأنهم يعصرون في كل مكان العنب أو الزيت أو غيرهما من سائر الأشياء المعصورات وكانوا في شدة أخصبوا وفرج عنهم، وإن رأى ذلك مريض أو مسجون نجا من حاله بخروج المعصور من حبسه، وإن رأى ذلك من له غلات أو ديون اقتضاها وأفاد فيها، وإن رأى ذلك طالب العلم والسنن تفقه وتعصر له الرأي من صدره انعصاراً، وإن رأى ذلك أعزب تزوج فخرجت نطفته وأخصب عيشه، وإن كان العصير كثيراً جداً وكان معه تين أو خمر أو لبن كان ذلك سلطاناً.
  ومن رأى كأنه عصر العنب وجعله خمراً أصاب حظوة عند السلطان ونال مالاً حراماً لقصة يوسف عليه السلام.
  والطيب: في الأصل ثناء حسن، وقيل هو للمريض دليل الموت.
  وأما العنبر: فهو مال من جهة رجل شريف، والمسك وكل سواد من الطيب كالقرنفل والمسك والجوزبوا فسؤدد أو سرور وسحقه ثناء حسن، وإذا لم يكن لسحقه رائحة طيبة دل على إحسانه إلى غير شاكر.
  والكافور: حسن ثناء مع بهاء.
  والزعفران: ثناء حسن إذا لم يمسه، وطحنه مرض مع كثرة الداعين له.
  والذريرة: ثناء حسن.
  وماء الورد: مال وثناء حسن وصحة جسم.
  والتبخر: حسن معاشرة الناس، والأدهان كلها هموم إلا الزئبق، فإنه ثناء حسن.
  ومن رأى أنه تبخر نال ربحاً وخيراً ومعيشته في ثناء حسن.
  والزيت: بركة إن أكله أو شربه أو أدهن به لأنه من الشجرة المباركة.
 التفاح: هو همة الرجل وما يحاول وهو بقدر همة من يراه، فإن كان ملكاً، فإن رؤية التفاح له ملكه، وإن كان تاجراً، فإن التفاح تجارته، وإن كان حراثاً، فإن رؤية التفاح حرثه، وكذلك التفاح لمن يراه همته التي تهمه.
وإن رأى أنه أصاب تفاحاً أو أكله أو ملكه، فإنه ينال من تلك الهمة بقدر ما وصفت، وقيل التفاح الحلو رزق حلال والحامض حرام، ومن رماه السلطان بتفاحة فهو رسول فيه مناه، وشجرة التفاح رجل مؤمن قريب إلى الناس، فمن رأى أنه يغرس شجرة التفاح، فإنه يربي يتيماً.
  ومن رأى إنه يأكل تفاحة، فإنه يأكل ما لا ينظر الناس إليه، وإن اقتطفها أصاب مالاً من رجل شريف مع حسن ثناء، والتفاح المعدود دراهم معدودة، فإن شم تفاحة في مسجد، فإنه يتزوج، وإن شمتها المرأة في مجلس، فإنها تشتهر، وإن أكلتها في موضع معروف، فإنها تلد ولداً حسناً، وعض التفاح نيل خير ومنية وربح.
وحكي أن هشام بن عبد الملك رأى قبل الخلافة كأنه أصاب تسع عشرة تفاحة ونصفاً فقص رؤياه على معبر، فقال له: تملك تسع عشرة سنة ونصفاً، فلم يلبث أن ولي الخلافة.
  الكمثري: أكثر المعبرين يكرهونه ويقولون هو مرض، وقيل هو مال يصيبه من أصابه أو أكله لأن نصف إسمه مثري يدل على الثروة، وقيل الأصفر منه مال في مرض وشجره رجل أعجمي يداري أهله ليستخرج منها مالاً، وقيل إن المرأة إذا رأت كأنها تملك حمل كمثري حملت ولداً فولدته، وقيل من أصاب كمثراة ورث مالاً مجموعاً.
  الأترج: الواحدة ولد وكثيره ثناء طيب، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب، وأنشد بعض الشعراء يمدح قوماً:
كأنهم شجر الأترج طاب معاً ... نوراً وريحاً وطاب العود والورق
وذكر بعضهم أن النارنج والأترج جميعاً محمودان وأن الكل إذا كان حلواً يدل على المال المجموع، وإذا كان حامضاً يدل على مرض يسير وولد يصيبه منه هم وحزن، والأترجة الخضراء تدل على خصب السنة وصحة جسم صاحب الرؤيا إذا اقتطفها، والأترجة الصفراء خصب السنة مع مرض، وقيل إن الأترج إمرأة أعجمية شريفة غنية.
وإن رأى كأنه قطعها نصفين رزق منها بنتاً ممراضة وابناً ممراضاً.
وإن رأت إمرأة في منامها كأن على رأسها إكليلاً من شجرة الأترج تزوجها رجل حسن الذكر والدين.
وإن رأت كأن في حجرها أترجة ولدت ابناً مباركاً.
وإن رأى رجل كأن إمرأة أعطته أترجة ولد له إبن، ورمي الرجل آخر بأترجة يدل على طلب مصاهرة، والنارنج دون الأترج في باب المحمدة وفوقها في باب الكراهة على قول من كرهه وقد كرهه أكثرهم لما في إسمه من لفظ النار.
والأترج نظير المؤمن في طعمه وريحه وكرم شجرته وجوهره، ولا تضر صفرته مع قوة جوهره فمن أصاب منه واحدة أو اثنين أو ثلاثة فهي ولد، والكثير منه مال طيب مع اسم صالح والأخضر منه أجود من الأصفر، وربما كانت الأترجة الواحدة دولة، فإن أكله وكان حلواً كان مالاً مجموعاً، وإن كان حامضاً مرض مرضاً يسيراً.
  الخوخ: في غير وقته مرض شديد، وقيل إن الحامض من الخوخ خوف، وشجر الخوخ رجل شجاع منفق في الناس شديد الرأي يجمع مالاً كثيراً في عنفوان شبابه ويموت قبل أن يبلغ الشيب.
  المشمش: مرض وأكل الأخضر منه تصدق بدنانير وبرء من مرض وأكل الأصفر منه نفقة مال في مرض.
وإن رأى كأنه يأكل مشمشاً من شجرة، فإنه يصاحب رجلاً فاسد الدين كثير الدنانير، وقيل إن التقاط المشمش من شجرة تزوج بامرأة في يدها مال من ميراث.
وإن رأى كأن بعض السلاطين التقط مشمشاً من شجرة التفاح، فإنه يضع في رعيته مالاً غير محمود، وشجرة المشمش رجل كثير المرض، وقيل بل هي رجل منقبض مع أهله منبسط مع الناس جريء غير جبان، فإن كانت موقرة بحملها، فإنها تدل على رجل صاحب دنانير كثيرة، وإذا كان مشمشاً أخضر كانت رجلاً صاحب دراهم كثيرة.
  ومن رأى أنه كسر غصناً من شجرته، فإنه يجحد مالاً من رجل أو ينكر عليه أو يترك صلاة أو صياماً أو يفسد مالاً ليس له، فإن كسر من شجرة غيره مثمرة غصناً ليتخذه عصاً، فإنه ينال منه سروراً، وما كان من الثمار والفواكه أصفر فهو مرض وما كان حامضاً فهو هم وحزن والأخضر منه ليس بمرض.
  السفرجل: هو مرض لصفرة لونه ولما فيه من القبض، وقيل إنه يدل على سفر وقال قوم إنه سفر واقع مع وفق، وقيل إنه سفر لا خير فيه، وأنشد في ذلك:
أهدى إليه سفرجلاً ... فتطيرا منه وظل نهاره متفكرا
خاف الفراق لأن أول إسمه ... سفر وحق له بأن يتطيرا
وشجرة السفرجل تؤول برجل عاقل لا ينتفع بعلة لصفرة ثمرها، وقيل إن السفرجل محمود في المنام لمن رآه على أي حال يراه لأن إسمه بالفارسية نهي وهو خير، والتاجر إذا رآه دل على ربحه، والوالي إذا رآه دل على زيادة ولايته.
  ومن رأى أنه يعصر سفرجلاً، فإنه يسافر في تجارة وينال ربحاً كثيراً.
  التوت: أكله يدل على كسب واسع لصاحب الرؤيا الأسود منه دنانير والأبيض منه دراهم وشجرته رجل صاحب أموال وأولاد.
  النبق: هو رجل محمود بإجماع المعبرين لشرف شجرته وقوة جوهره وهو مال ورزق ورطبه أقوى من يابسه وليس تضر صفرته وليس شيء من الثمار يعدله في التأويل، وهو لأصحاب الدنيا مال ولأصحاب الدين زيادة في الدين وصلاح وهو مال غير دنانير أو دراهم.
وحكي أن إمرأة أتت ابن سيرين، فقالت: رأيت كأن سدرة في داري سقطت فالتقطت من نبقها دوخلتين، فقال: ألك زوج غائب قالت: نعم، قال: فإنه قد مات وترثين منه ألفين.
وأكل النبق للسلطان قوة في سلطانه، وقد تقدم ذكر شجرته في أول الباب.
  وأما الموز: فإنه لطالب الدنيا رزق يناله بحسب منبته ولطالب الدين يبلغ فيه بحسب إرادته قوة في عبادته، وشجرة الموز تدل على رجل غني مؤمن حسن الخلق ونباتها في دار دليل على ولادة إبن قال الله تعالى  "  وطلح منضود  ". وهو الموز وليس يضر معه لونه ولا حموضته ولا غير أوانه وهو مال مجموع، وشجرته من أكرم الشجر وورقها أفضل الورق وأوسعها ويكون تأويل ذلك حسن خلق من تنسب إليه شجرته.
وكل ثمر حلو سوى ما وصفت مما يغلب عليه صفرة اللون أو يكون حامضاً لم يدرك في وقته المعروف، فإنه رزق ومال وخير، ويكون بقاؤه بقدر بقاء ذلك الثمر مع الثمار وخفة مئونته وتعجيل طلوعه ومنفعته لأهله إلا العنب الأسود والتين، فإنه لا خير فيهما على حال.
  اللوز: مال وأكله إصابة مال في خصومة والتقاطه من الشجر إصابة مال من رجل بخيل، وشجرة اللوز رجل غريب والحلو منه يدل على حلاوة الإيمان والمر يدل على كلام الحق.
وإن رأى كأنه نثر عليه قشور اللوز، فإنه ينال كسوة، وقيل إن اللوز اليابس القصر يدل على صخب وذلك لصوت الخشخشة، وقد يدل أيضاً على حزن.
  الفستق: مال هين وشجرته تدل على رجل كريم فمن أكل فستقاً أكل مالاً هينأ.
  والجوز الهندي أو النارجيل: هو مال من جهة رجل أعجمي، وقيل يدل على رجل منجم، فمن رأى كأنه يأكل جوزاً هندياً، فإنه يتعلم علم النجوم أو يتابع منجماً في رأيه ويصدقه، وكذلك من رأى أنه كاهن أو منجم، فإنه يصيب في اليقظة جوزاً هندياً.
  والبلوط: رجل صعب موسر جماع للمال وشجرته رجل غني وذلك لأن البلوط كثير الغذاء يدل على شح وذلك لعظمها أو على زمان ذلك لأنها تتقادم وتكبر، وكذلك تدل على عبودية.
  النخل: هو الرجل العالم وولده وقطعه موته والنخلة رجل من العرب حسيب نفاع شريف عالم مطواع للناس وأصله عشيرته وجذوعه نكال لقوله تعالى  "  ولأصلبنكم في جذوع النخل  ". وكربه أصحابه يقوى بهم وعلى أيديهم لسعف زيادة في العيال وذرية، وإصابة النخل الكثير ولاية للوالي وتجارة للتاجر وللسوقي مكسب، وربما كانت النخلة الواحدة إمرأة شريفة كثيرة الخير والذكر، والنخلة اليابسة رجل منافق.
  ومن رأى كأن الرياح قلعت النخل وقع هناك الوباء، وربما كان ذلك عذاباً في تلك البلدة من الله تعالى أو السلطان وطلعها مال لقوله تعالى  "  لها طلع نضيد رزقاً للعباد  ".
  ومن رأى أنه صرم نخلة، فإن الأمر الذي هو فيه من خصومة أو ولاية أو سفر مكروه ينصرم، وخوصها بمنزلة الشعر من النساء.
  ومن رأى نواة صارت نخلة، فإن هناك ولداً يصير عالماً أو يكون هناك رجل وضيع يصير رفيعاً، وقيل النخل طول العمر.
ورأى السيد الحميري رسول الله صلى الله عليه وسلم وكأنه في أرض سبخه ذات نخيل وإلى جانبها أرض طيبة لا نبات فيها، فقال صلى الله عليه وسلم: أتدري لمن هذه الأرض قال: لا قال: هذه لامرئ القيس بن حجر خذ هذا النخل الذي فيها فأغرسه في تلك الأرض الطيبة، ففعلت ما أمرني به، فلما أصبحت غدوت على ابن سيرين وأنا غلام فقصصت عليه رؤياي فتبسم وقال: يا غلام أتقول الشعر قلت لا، قال: أما إنك ستقول الشعر مثل امرئ القيس إلا أنك تقول في أقوام طاهرين وقد تقدم ذكر النخل في أول الباب.
  والبلح: مال ليس باق.
  الرطب: رزق حلال وشفاء وفرج.
  ومن رأى كأنه يأكل رطباً في غير وقته، فإنه ينال شفاء وبركة وفرحاً لقصة مريم عليها السلام وكان في أوانه، وقيل إن أكل الرطب الجني قرة عين قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت الليلة كأني في دار أبي رافع فأتينا برطب من إبن طاب فتأولنا أن الرفعة لنا في الدنيا وأن دنيانا قد طابت.
  والتمر: مال حلال على قدر قلته وكثرته.
  الرمان: مال مجموع إذا كان حلواً، وربما كانت الرمانة كورة عامرة، وربما كانت عقدة، وشجرة الرمان رجل، وربما كانت إمرأة والرمان الحامض هم وغم.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت في يدي رمانة، فقال: هي امرأة، تتزوجها، فإن أكلتها فجيد.
والرمانة أيضاً ربما كانت ولداً وتدل للوالي على ولاية بلدة عامرة وعلى ضيعة فاخرة للدهقان ومال مجموع للتاجر، وقيل من رأى كأنه أصاب رمانة حبها أحمر أصاب ألف دينار، وإن كان حبها أبيض أصاب ألف درهم، وإن كانت حلوة كان ذلك في سرور، وإن كانت حامضة كان في هم وحزن، ومن باع رمانة، فإنه رجل قد اختار الدنيا على الآخرة.
وإن رأى كأنه أكل قشور الرمان عوفي من المرض.
وعصر الرمان وشرب ماشة نفقة الرجل على نفسه، وشجرة الرمان تدل على قطع الرحم، وأما الرمان المبهم الذي لا يدرى حلو هو أم حامض فهو بمنزلة الحلو إلا أن يدل كلام صاحب الرؤيا على غير ذلك.
  وأما الأزدارخت: فرجل حسن المعاشرة حسن الإسم لحسن نوره.
  أما الورد: ولد أو مال شريف، وقيل إن الورد يدل على ورود غائب أو ورود كتاب، وقيل إن الورد إمرأة مفارقة أو ولد يموت أو تجارة لا تدوم أو فرح يزول لقلة بقاء الورد.
  ومن رأى كأن شاباً دفع إليه ورداً، فإن عدواً له يدفع إليه عهداً لا يدوم عليه.
  ومن رأى كأن على رأسه إكليلاً من الورد، فإنه يتزوج إمرأة وتقع الفرقة بينهما عن قريب، وإن رأت ذلك إمرأة فهو لها زوج بهذه الصفة.
والورد المبسوط: زهرة الدنيا من غير أن يكون لها قوة أو بقاء، وقطع شجرة الورد غم وقطف الورد سرور والتقاط الأبيض من بستانه تقبيل إمرأة له عفيفة، فإن كان الورد أحمر، فإن إمرأته صاحبة لهو وطرب، وإن كان الورد أصفر فهي إمرأة مسقام، والتقاط أزرار الورد الذي لم تفتح دليل على إسقاط المرأة ولداً، وقيل إن الورد طيب الذكر.
  ومن رأى أنه التقط وردة كبيرة الأوراق معروفة، فإنه قبل منه متواترة لامرأة حسناء مليحة يراودها كل إنسان ترمى بالمقالة القبيحة وهي بريئة منها.
  وأما الياسمين: يدل على الهم والحزن لأن أول إسمه يأس.
وحكي أن رجلاً أتى الحسن البصري رحمه الله، فقال: رأيت البارحة كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة، فاسترجع الحسن وقال: ذهب علماء البصرة.
  وأما القصب: فمن رأى بيده قصبة متوكئاً عليها، فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر، وكل شيء مجوف لا بقاء له، والقصبة قصب الناس ونميمة والقصب إنسان معتقل لا دين له ولا وفاء، وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء.
  وأما قصب السكر: فمن رأى أنه يمصه، فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده إلا أن كلامه يستحيل فيه.
  ومن رأى أنه يعصره، فإنه يملك من ملكه خصباً ما لم تمسه النار ويؤخذ بالعصير ويترك ما سواه لأن ذكر العصير ومنافعه تغلب على ما سواه من أمره.
  والصفصاف: رجل رفيع صبور.
  ومن رأى كأنه نبت في داره عود وقد اخضر وزاد في الحسن على كل نبات دل ذلك على زيادة ولد مختار شريف في تلك الدار.
  الطرفاء: رجل مضر منافق بالأغنياء وينفع الفقراء.
  الصنوبر: رجل بعيد رفيع الصوت مقل سيء الخلق شحيح تأوي إليه الظلمة واللصوص كما يأوي إلى الصنوبر الحدأة والبوم والغربان، والباب المتخذ من خشب الصنوبر للسلطان بواب سيء الخلق ظالم وللتاجر حافظ ظالم لص.
  وأما السرو: يدل على الأولاد، وقيل السرو يدل على طول الحياة وصبر في الأشياء ومنفعة وذلك بسبب طولها، وقال أيضاً شجر الصنوبر للملاحين ولمن يعمل السفن دليل يعرف منه أمر السفينة وذلك لما يتهيأ من هذه الشجرة من الزفت، وقيل السرو يدل على ولد كريم لأن معنى الكرم في اللغة السرو.
  وأما الشوك: رجل بدوي جاهل صعب، وقيل هو فتنة أو دين.
  ومن رأى كأنه يجري على الشوك، فإنه يماطل في قضاء الديون، ومن ناله من الشوك ضرر نال من الدين ما يكرهه بقدر.
  والخشب: نفاق في الدين ورجال فيهم نفاق.
  والحطب: رطبه ويابسه كلام نميمة وخصومة.
  والعصا: زجل شريف رفيع بقدر جوهر العصا وقوتها وهو رجل قوي منيع والشجرة الكثيرة الشعب تدل على كثرة إخوان من تنسب إليه وولده وأقربائه.
  وأما شجرة الحنظل: فرجل جزوع جبان لا دين له مثر وقد سماها الله تعالى خبيثة وقد وصفها بأن لا نبات لها، فقال  "  كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار  ". وثمره هم وحزن.
  الأبنوس: إمرأة هندية موسرة أو رجل صلب موسر.
  وأما الآجام: فرجال لا ينتفع بصحبتهم وفيهم دغل لأن أصل الدغل الشجر الملتف والصياد يختفي فيها فيرمي الصيد من حيث لا يعلم الصيد ذلك.
وإن رأى أن الأجمة لغيره ملكاً، فإنه يقاتل أقواماً هذه صفتهم فيظفر بهم.
  شجرة الساج: ملك أو عالم أو شاعر أو منجم.
  والحشيش والمرعى: دين، فمن رأى أنه نبت على كفه حشيش رأى إمرأته مع رجل، فإن نبت على باطن راحته، فإنه يموت وينبت على قبره الحشيش، وكذلك الحلفاء.

الحبوب والزرع والبقول
  بذر البذور في الأرض يدل في التأويل على الولد، والبذور والحبوب التي هي من الأدوية، فإنها كتب مستنبطة فيها الزهد والورع.
  الحرث والزراعة: تدل الأرض الخصبة على المرأة لأنها تحرث وتبذر وتسقى وتحمل وتلد وترضع إلى حين الحصاد.
واستغناء النبات عن الأرض فسنبله ولدها أو مالها، وربما دل على السوق وسنبله أرزاقها وأرباحها وفوائدها لكثرة أرباح الزرع وحوائجه وربحه وخسارته ويدل على ميدان الحرب وحصيد سنبله حصيد السيف، وربما دل على الدنيا وسنبله جماعة الناس صغيرهم وكبيرهم وشيخهم وكهلهم لأنهم خلقوا من الأرض وسبوا ونبتوا كنبات الزرع كما قال تعالى  "  والله أنبتكم من الأرض نباتاً  ". وقد تدل السنابل في هذا الوجه على أعوام الدنيا وشهورها وأيامها وقد تأولها يوسف الصديق عليه السلام بالسنين، وقد تدل على أموال الدنيا ومخازنها ومطامرها لجمع السنبلة الواحدة حباً كثيراً، وربما دلت المزارع على كل مكان يحرث فيه للآخرة يعمل فيه للأجر والثواب كالمساجد والرباطات وحلق الذكر وأماكن الصدقات لقوله تعالى  "  من كان يريد الآخرة نزد له في حرثه ومن كان حرث الدنيا نؤته منها  ".
  ومن رأى أنه حرث في الدنيا مزرعة نكح زوجته، فإن نبت زرعه حملت امرأته، وإن كان عازباً تزوج، وإلا تحرك سوقه وكثرت أرباحه، وربما سلفه وفرقه، وإلا تألف في القتال جمعه إن كان مقصده.
  ومن رأى زرعاً يحصد، فإن كان ذلك ببلد فيه حرب أو موقف الجلاد والنزال هلك فيه من الناس بالسيف كنحو ما يحصد في المنام بالمنجل، وإن كان ذلك ببلد لا حرب فيه ولا يعرف ذلك به وكان الحصاد منه في الجامع الأعظم أو بين المحلات أو بين سقوف الدور، فإنه سيف الله بالوباء أو الطاعون، وإن كان ذلك في سوق من الأسواق كثرت فوائد أهلها ودارت السعادة بينهم بالأرباح، وإن كان ذلك في مسجد أو جامع من مجامع الخير وكان الناس هم الذين تولوا الحصاد بأنفسهم دون أن يروا أحداً مجهولاً يحصد لهم، فإنها أجور وحسنات ينالها كل من حصد.
وأما رؤية الحصاد في فدادين الحرث، فإن كان ذلك بعد كمال الزرع وطيابه فهو صالح فيه، وإن كان قبل تمامه فهو جائحة في الزرع أو نفاق في الطعام.
  ومن رأى كأنه بذر بذراً فعلق، فإنه ينال شرفاً، فإن لم يعلق أصابه هم.
  الحنطة: مال حلال في عناء ومشقة وشراء الحنطة يدل على إصابة المال مع زيادة في العيال وزراعة الحنطة عمل في مرضاة الله تعالى والسعي في زراعتها يدل على الجهاد.
وإن رأى كأنه زرع حنطة فنبت شعيراً، فإنه يدل على أن ظاهره خير من باطنه، وإن زرع شعيراً فنبت حنطة فالأمر بضد الأول، وإن زرع حنطة فنبت دماء، فإنه يأكل الربا، والسنبلة الخضراء خصب السنة والسنبلة اليابسة النابتة على ساقها جدب السنة لقوله تعالى في قصة يوسف.
والسنابل المجموعة في يد إنسان أو في بيدر أو في وعاء مال يصيبها مالكها من كسب غيره أو علم يتعلمه.
وحكي أن أعشى همذان رأى كأنه باع حنطة بشعير فأخبر الشعبي برؤياه، فقال: إنه استبدل الشعر بالقرآن.
  ومن رأى أنه التقط مفرق السنابل من زرع يعرف صاحبه أصاب مالاً متفرقاً من صاحبه.
وإن رأى كأن الزرع يحصد في غير وقته، فإنه يدل على موت في تلك المحلة أو حرب، فإن كانت السنابل صفراً فهو يدل على موت الشيوخ، وإن كانت خضراً فهو موت الشباب أو قتلهم، والحنطة في الفراش حبل المرأة، وقيل من رأى أنه زرع زرعاً فهو حبل امرأته.
وإن رأى أنه يحرث في أرض لغيره وهو يعرف صاحبها، فإنه يتزوج امرأته.
  ومن رأى أنه بذر بذراً في وقته، فإنه قد عمل عملاً خيراً، فإن كان والياً أصاب سلطاناً، وإن كان تاجراً نال ربحاً، وإن كان سوقياً أصاب بغلة، وإن كان زاهداً نال ورعاً، فإن نبت ما زرع كان الخبر مقبولاً، فإن حصده فقد أخذ أجره.
  ومن رأى أنه يأكل حنطة يابسة أو مطبوخة ناله مكروه، فمن رأى أن بطنه أو جلده أو فمه قد امتلأ حنطة يابسة أو مطبوخة فذلك فناء عمره وإلا فعلى قدر ما بقي فيه يكون ما بقي من عمره، ومن مشى بين زرع مستحصد مشى بين صفوف المجاهدين، وقيل إن الزرع أعمال بني آدم إذا كان معروفاً يشبه موضعه مواضع الزرع في طوله، يقال في المثل: من يزرع خيراً يحصد غبطة، ومن يزرع شراً يحصد ندامة، قال الشاعر:
إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصداً ... ندمت على التفريط في زمن البذر
وإن خالف الزرع هذه الصفة، فإنهم رجال يجتمعون في حرب، فإن حصدوا قتلوا، قال الله عز وجل  "  ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه  ".
وإن رأى أنه أكل حنطة خضراء رطبة، فإنه صالح ويكون ناسكاً في الدين.
  ومن رأى أنه له زرعاً معروفاً، فإن ذلك عمله في دينه أو دنياه، ويستدل بأي ذلك ما كان على كلام صاحب الرؤيا ومخرجه، فإن كان في دينه، فإن ثواب عمله في دينه بقدر ذلك الزرع ومبلغه ومنفعته، وإن كان في دنياه كان مالاً مجموعاً يصير إليه ومجازاة عن عمل، فإن كان عمله في أمور دنياه فرأى ثوبه على قدر ما يرى من حال الزرع فلا يزال ذلك المال مجموعاً حتى يخرج الحب من السنبل، وإذا خرج تفرق ذلك المال عن حاله الأول إلا أنه شريف من المال في كد أو نصب ولا سيما إن كانت حنطة، وإن كان شعيراً فهو أجود وأهنأ مع صحة جسم وخفة مئونة، فإن كان دقيقاً، فإنه مال مفروغ منه وهو خير من الحنطة وخير من الخبز لأن الخبز قد مسته النار.
  الشعير: مال مع صحة جسم لمن ملكه أو أكله وهو خير من الحنطة، وقيل إنه ولد قصير العمر لأنه طعام عيسى عليه السلام، وحصده في أوانه مال يصير إليه ويجب لله تعالى فيه حق لقوله تعالى  "  وآتوا حقه يوم حصاده  ". وزرعه يدل على عمل يوجب رضا الله تعالى.
والشعير الرطب خصب وشراء الشعير من الحناط إصابة خير عظيم، ومن مشى في زرع الشعير أو شيء من الزرع رزق الجهاد.
ورؤيا الشعير على كل حال خير ومنفعة ورزق.
  الأرز: مال فيه تعب وشغب وهم.
  والذرة والجاورس: مال كثير قليل المنفعة خامل الذكر.
  وأما الباقلاء والعدس والحمص والماش والحبوب التي تشبه ذلك مطبوخاً ومقلياً على كل حال: تؤول بالهم والحزن لمن أكلها أو أصابها رطباً ويابساً والكثير منها مال، وقيل إن الباقلاء الخضراء هم واليابسة مال وسرور، وقيل إن العدس مال دنيء.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أحمل حمصاً حاراً، فقال أنت رجل تقبل امرأتك في شهر رمضان.
  والسمسم: مال نام لا يزال في زيادة لدسم السمسم ويابسه أقوى من رطبه.
  التين: مال كثير وخصب لمن أصابه أو أدخله منزله.
وقد حكي عن ابن سيرين أنه نظر إلى تين في اليقظة، فقال: لو كان هذا في النوم، وقيل من رأى التين في منامه فليخط الكيس وهو مال لمن أصابه ويكون أثره ظاهراً عليه كثيراً.
  وأما البطيخ: فهو مرض أو رجل ممراض، وقيل إن إصابته إصابة هم من حيث لا يحتسب، وقيل إن الأخضر الفج منه الذي لم ينضج صحة جسم.
  ومن رأى كأنه مد يده إلى السماء فتناول بطيخاً، فإنه يطلب ملكا ويناله سريعاً.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه رمي في داره بالبطيخ فقص رؤياه على معبر، فقال له: يموت بكل بطيخة واحد من أهلك، فكان كذلك.
والبطيخ الأخضر الهندي رجل ثقيل الروح بارد في أعين الناس.
  وأما القثاء: يدل على حبل إمرأة صاحب الرؤيا، وقيل إنه مكروه كالبقل والعدس.
  وأما القرع: وهو اليقطين، فإن شجرته رجل عالم أو طبيب نفاع قريب إلى الناس مبارك، وقيل إنها رجل فقير، واليقطين للمريض شفاء.
  ومن رأى كأنه أكله مطبوخاً، فإنه يجد ضالاً أو يحفظ علماً بقدر ما أكل منه أو يجمع شيئاً متفرقاً والذي يستحب من المطبوخات في المنام: القرع واللحم والبيض.
وإن رأى أنه أكل القرع نيئاً، فإنه يخاصم إنساناً ويصيبه فزع من الجن، والاستظلال بظل القرع أنس بعد وحشة وصلح بعد المنازعة.
  ومن رأى كأنه اجتنى من البطيخة قرعاً، فإنه يبرأ من مرض بسبب دواء أو دعاء والأصل فيه قصة يوسف عليه السلام.
  والقرنبيط: رجل قروي يعتريه حدة.
  والكرنب: رجل فظ غليظ بدوي، فمن رأى بيده طاقة كرنب، فإنه في طلب شيء لا يدركه دون أن يكون فظاً غليظاً.
  الخيار والقثاء: هم وحزن فمن أكله، فإنه يسعى في أمر يثقل عليه، خصوصاً الأصفر منه، فإنه في أوانه رزق وفي غير أوانه مرض.
وإن رأى أنه يأكله وكانت إمرأته حاملاً ولدت جارية، وقيل الخيار إذا قطع بالحديد، فإنه جيد للمرضى وذلك لأن الرطوبة تتميز عنه، وقال: القثاء تدل على حبل المرأة صاحب الرؤيا.
  والجزر: هم وحزن لمن أصابه أو أكله.
  ومن رأى بيده جزراً، فإنه يكون في أمر صعب يسهل عليه، وقيل من رأى كأنه يأكل الجزر، فإنه ينال خيراً ومنفعة.
  والباذنجان: في غير وقته رزق في تعب.
  والبصل: منهم من كرهه لقوله تعالى  "  وبصلها  ". وقيل يدل على ظهور الأشياء الخفية، وكذلك سائر البقول ذوات الرائحة، وقيل هو مال وتقشير البصل يدل على التملق إلى رجل.
  والثوم: ثناء قبيح، وقيل إنه مال حرام وأكله مطبوخاً يدل على التوبة من معصية.
وروي أن رجلا أتى أبا هريرة وقال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في المسجد والناس يدخلون يسلمون عليه فجئت لأدخل عليه فإذا رجال معهم سياط فمنعوني أن أدخل قال دعوني حتى أدخل، فقالوا إنك أكلت ثوماً وطردوني، فقال أبو هريرة: هذا مال خبيث أكلته.
  وأما السلق: قيل أنه يدل على خير، وكذلك الملوخيا والقطف.
  السلجم: إمرأة قروية جلدة صاحبة فضول، وقيل هو هم وحزن، فإن كان نابتاً فهم أولاد يتجددون.
  الشبت: أمر يرى في المستقبل.
  العنصل: رجل فاسق يثنى عليه بالقبيح.
  العروق: مال معه مرض.
  العفص: مال تام يبقى.
  العصفر: فرح فيه نعي لحمرته وهو عدة الرجل لعمل يعمله.
  الفجل: رزق حلال، وقيل إنه يدل على الحج وهذا قول بعيد، وقيل من أصاب فجلاً أو أكله، فإنه يعمل عملاً في خير يعقبه ندامة.
  القت وسائر ما يأكله الدواب: رزق كبير.
  القطن: مال دون الصوف وندفه تمحيص للذنوب.
  الكمأة: رجل دنيء أو إمرأة دنيئة لا خير فيها إذا كانت واحدة أو اثنتين أو ثلاثة، فإن كثرت فهي رزق ومال بلا نصب لقوله صلى الله عليه وسلم: الكمأة من المن، ولأن المن كان يسقط عليهم بلا مؤنة ولا نصب، وكذلك الكمأة تنبت بلا بذور ولا حرث ولا سقي ماء، وقيل إنها إذا كانت مالاً يكون ذلك المال من قبل النساء والعطر يجري في مجرى الكمأة أو دونها.
  الكراويا والكمون: مال تطيب به الأموال.
  الكراث: رزق من رجل أصم، وقيل من أكله أكل مالاً حراماً شنيعاً في قبح ثناء، وقيل هو مطل الفقراء لحقوقهم، وقيل هو رزق، ومن أكل كراثاً، فإنه يقول قولاً يندم عليه، وأكل الكراث مطبوخاً يدل على التوبة.
  الطرخون: رجل رديء الأصل لأن أصله حرمل ينقع في الخل سنة ليلين ثم يزرع.
  وأما البقول: فمنهم من قال إنها صالحة وقيل إنها جميعها مكروهة لقوله عز وجل  "  أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير  ". ولأنه لا دسم فيها ولا حلاوة وقيل إنها تجارة لا بقاء لها وولاية لا ثبات لها وولد ومال لا بقاء لهما، وإذا دلت على الحزن فلا بقاء لذلك الحزن.
والبقلة رجال ذوو إحسان، فمن رأى أنه جمع من بستانه باقة بقل، فإنه يجمع عليه من قرابات نسائه شر وخصومة، فإن كانت طاقة بقل، فإنها نذير له ليحذر من الشر، فإن عرف جوهرها، فإنها حينئذ ترجع إلى الطبائع، واليابس من البقل مال يصلح به الأموال، وأكثر المعبرين يجعلون البقول هماً وحزناً وتكون البقلة النابتة رجلاً إن كان موضعها مستشنعاً مجهولاً فيه ذلك، وكذلك جميع النباتات إذا كان الأصل والأصلان في بيت أو دار أو مسجد مستشنع فيه نبات ذلك، فإنه رجل قد دخل على أهل ذلك الموضع بمصاهرة أو مشاركة.
وحكى أن رجلاً أتى إلى سعيد بن المسيب، فقال: رأيت كأن بقلاً أخضر قد نبت في بيت عائشة رضي الله عنها والناس ينظرون إليه متعجبين فجاء عبد الملك بن مروان فاقتلع ذلك البقل، فقال له سعيد بن المسيب: إن صدقت رؤياك، فإن الحجاج يطلق أسماء بنت جعفر بن أبي طالب، فعرض أن عبد الملك خاف ميل الحجاج إلى أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأجل أسماء فكلفه أن يطلقها فطلقها.
  البندق: رجل سخي غريب ثقيل الروح مؤلف بين الناس ويقال أنه مال في كد، فمن أكله نال مالاً بكد، وقيل البندق وكل ما كان له قشر يابس يدل على صخب وعلى حزن.
  البنفسج: جارية ورعة والتقاطها تقبيلها.
  الأقحوان: التقاطه من سفح جبل إصابة جارية حسناء من ملك ضخم، وقيل إن الأقحوان أصهار الرجل من قبل امرأة، فمن رأى كأنه التقطه، فإنه يتخذ بعض أقرباء إمرأته صديقاً.
  وأما الآس: يدل على اليأس لاسمه، وقيل هو رجل واف بالعهود، فمن رأى على رأسه إكليل آس رجل كان أو إمرأة فهو زوج يدوم بقاؤه أو إمرأة باقية، وكذلك إن شمه، ومن رآه في داره فهو خير باق ومال دائم.
وإن رأى أنه أخذ من شاب آساً، فإنه يأخذ من عدو له عهداً باقيا.
وإن رأى أنه يغرس آساً، فإنه يعمل الأمور بالتدبير، والآس دباق وعمارة باقية وولاية وفرح باق.
  الشمار: يدل على ثناء حسن.
  السوسن: هو ثناء حسن، وقيل إنه يدل على السوء لإشتقاق السوء من إسمه.
  وأما الريحان: قال أكثر المعبرين أن الرياحين كلها إذا رؤيت مقطوعة، فإنها تدل على هم وحزن، وإذا رأيت ثابتة في مواضعها، فإنها تدل على راحة أو زوج أو ولد، وبلغنا عن علي بن عبيد أنه قال: كنت عند سفيان الثوري، فقال له رجل: رأيت البارحة كأن ريحانة رفعت إلى السماء من قبل المغرب حتى توارت بالسماء، فقال له سفيان: إن صدقت رؤياك فقد مات الأوزاعي، فوجدوه قد مات في تلك الليلة.
ويدل الريحان على الولد إذا كان نابتاً في البستان ويدل على المرأة إن كان مجموعاً في حزمة ويدل على المصيبة إذا كان مقطوعاً مطروحاً في غير موضعه أو لم يكن له ريح، وقيل إن الريحان نعمة لقوله تعالى  "  فروح وريحان وجنة نعيم  ". وهو بالفارسية شاسيرم والشاة تدل على الملك والحماحم حمى الأسنة.
  والمرزنجوش: يدل على صحة الجسم وغرسه يدل على إبن كيس صحيح الجسم ويدل أيضاً على التزويج بامرأة تدوم عشرتها.
وإن رأت إمرأة كأنها شمت مرزنجوشاً، فإنها تلد ابناً مؤمناً.
  اللينوفر: مال حلال يجمع من وجهه وينفق من وجهه.
  وأما النرجس: فمن رأى على رأسه إكليلاً من نرجس تزوج إمرأة حسناء أو اشترى جارية حسناء لا تدوم له، والمرأة إذا رأته على رأسها كذلك، وإن كان لها زوج، فإنه يطلقها أو يموت.
وحكي أن إمرأة رأت كأن زوجها ناولها طاقة نرجس وناول ضرتها طاقة آس فقصت رؤياها على معبر، فقال: يطلقك ويتمسك بضرتك لأنه عهد الآس أبقى من عهد النرجس، وقيل النرجس سرور.
ورأى رجل له أربع نسوة كأن أربع طاقات نرجس نابتة على ضفة نهر وكأنه رمى ثلاث طاقات منهن بثلاثة أحجار فقصفهن ورمى الرابعة فلم تنقصف فقص رؤياه على معبر، فقال: إنك ذو نسوة أربعة وإنك تطلق منهن ثلاثة ولا تطلق الرابعة فكان كذلك، وقيل إن صفرة النرجس تدل على الدنانير وبياضها على الدراهم ينالها صاحب الرؤيا وأنشد:
لما أطلنا عنه تغيمضا ... أهدى لنا النرجس تعريضا
فدلنا ذاك على أنه ... قد اقتضى الصفر أو البياضا
وقال الشاعر:
ليس للنرجس عهد ... إنما العهد للآس
  اللفاح: مرض ودنانير فمن التقط لفاحاً مرضت إمرأته وأصاب منها دنانير كثيرة.
  المنثور: رجل يموت طفلاً أو فرح لا يدوم أو ولاية تزول أو تجارة تنتقل أو إمرأة تفارق.
  الكزبرة: رجل نافع في الدنيا والدين واليابسة منها مال تصلح به الأموال.
  الصمغ: فضل مال.
  البلسان: مال مبارك.
  القطران: مال من خيانة وتلطخ الثياب من خلل في المعاش وصبه على إنسان رميه ببهتان.
  والخشخاش: مال هنيء لمن أكله أو أصابه.
  والخردل: سم فمن أكله سقي سماً أو شيئاً مراً أو يقع في همة رديئة، وقيل بل ينال مالاً شريفاً في تعب.
  والحرمل: مال يصلح به مال فاسد والحبة الخضراء منفعة من رجل غريب شديد.
  والحناء: عدة الرجل لعمله الذي يعمله.
  وأما الحلفاء: فقد حكي أن رجلاً رأى في منامه كأن الحلفاء نبتت على ركبتيه فقص رؤياه على معبر، فقال: هو للشركاء في عمل واسع خير وبركة وللمدبرين يأس رجائهم وللمرضى موتهم فعرض لصاحب الرؤيا جميع ذلك.
  والخضر: كلها سوى الحنطة والشعير والسمسم والجاورس والباقلاء هي الإسلام.
  ومن رأى كأنه يسعى في مزرعة خضرة، فإنه يسعى في أعمال البر والنسك.
  أما الأنواع الأخرى من النباتات: ما كان من النبت دواء يتعالج به فهو خارج عن الأموال والأرزاق ودال على العلوم والحكم والمواعظ، وقد يدل على المال الحلال المحض، وإن كانت حامضة الطعم، فإنه تعود حموضتها على ما ينال من الهم والخصومة في نيلها والتعب.
وما كان منه سموم قاتلة فدال على الغصب من الحرام وأخذ الدنيا بالدين وأبواب الربا وعلى البدع والأهواء وكل ما يخرج من الأفواه ويدخلها من الأسواء.
  ومن رأى الهندباء وأمثالها كالكزبرة ونحوها من ذوات المرارة والحرارة فهموم وأحزان وأموال حرام، وقد قيل إن آدم حين هبط إلى الأرض ووقع بالهند علقت رائحته بشجرة في حين حزنه وبكائه على نفسه، وقد تدل على همومه على الآخرة والثواب بجواهر الجنة المضاف إليها دون الكزبرة والكراويا وأمثالها.
وما كان من نبت الأرض مما جاء فيه نهي في الكتاب أو السنة أو سبب مذموم في القديم فهو دال على المقدور في الكلام والرزق كالشبت والحطب والثوم والقثاء والعدس والبصل.
وما كان له من النبات اسم يغلب عليه في اشتقاقه لمعنى أقوى من طبعه أو مؤيد لجوهره حمل عليه مثل النعناع يشتق منه النعاة والنعي مع أنه من البقول، وكذلك الجزر وهي الأسفنار به أسف ونار.
وما كان من النبات ينبت بلا بذر وليس له في الأرض أصل مثل الكمأة والفطر فدال في الناس على اللقيط والحمل وولد الزنا، ومن لا يعرف نسبه وتدل من الأموال على اللقطة والهبة والصدقة ونحو ذلك، فمن رأى كأنه في مرج أو حشيش يجمعه أو يأكله نظرت في حاله، فإن كان فقيراً استغنى، وإن كان غنياً ازداد غنى، وإن كان زاهداً في الدنيا راغباً عنها عاد إليها وافتتن بها، وإن انتقل من مرج إلى مرج سافر في طلب الدنيا وانتقل من سوق إلى آخر، ومن صناعة إلى غيرها.
  والمرج: أما المرج المعقول النبات المعروف الجواهر بأنواع الكلأ والنواوير فهو الدنيا وزينتها وأموالها وزخرفها لأن النواوير تسمى زخرفاً ومنه سمي الذهب زخرفاً.
والحشيش معايش للدواب والأنعام وهو كأموال الدنيا التي ينال منها كل إنسان ما قسم له ربه وجعله رزقه لأنه يعود لحماً ولبناً وزبداً وسمناً وعسلاً وصوفاً وشعراً ووبراً فهو كالمال الذي به قوام الأنام، وربما دل المرج على كل مكان تكسب الدنيا وتنال منه وتعرف به وتنسب إليه كبيت المال والسوق، وقد تدل النواوير خاصة على سوق الصرف والصاغة وأماكن الذهب.
وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم أول المرج بالدنيا وغضارتها وأنه عليه الصلاة والسلام قال: الدنيا خضرة حلوة فالحلوة الكلأ وكل ما حلا على أفواه الإبل دل على الحلال وكل حامض فيه يدل على الحرام وعلى كل ما ينال بالهم والنصب والمرارة.
  الروضة: وأما الروضة المجهولة الجوهر التي لا يوصف نبتها إلا بخضرتها فداله على الإسلام لنضارتها وحسن بهجتها، وقد تأولها بذلك النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تدل من الإسلام على كل مكان فضل وموضع يطاع الله فيه كقبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وحلق الذكر وجوامع الخير وقبول أهل الصلاح لقوله عليه الصلاة والسلام: ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة، وقوله عليه الصلاة والسلام: القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، وقد تدل الروضة على المصحف وعلى كل كتاب في العلم والحكمة من قولهم الكتب روضة الحكماء ونزهة العلماء، وربما دلت الروضة على الجنة ورياضها فمن خرج من روضة إلى سبخة أو إلى أرض سوداء أو محترقة أو إلى حيات وعقارب أو إلى رماد أو زبل أو إلى سقوط في بحر نظرت في حاله، فإن كان ميتاً أبدل بالجنة ناراً وبالنعيم عذاباً، وإن رؤي ذلك لمسلم حي خرج من الإسلام بكفر أو بدعة، أو خرج من شرائطه وصفات أهله بكبيرة ومعصية.
  ومن رأى نفسه في روضة وهو يأكل من خضرتها أو يجمع مما فيها، فإن كان ذلك في إبان الحج أو كان فيها يؤذن في المنام حج، وإن كان بمكة مؤهلاً لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم تم له ذلك وزار قبره وكان ما أكله أو جمعه ثواباً وأجراً يحصل له، فإن رؤي ذلك لكافر أسلم من كفره ودخل الإسلام صدره، وإن كان مذنباً تاب عن حاله وانتقل من تخليطه، وإن كان طالباً للعلم والقرآن نال ذلك على قدر ما أكله منها في المنام أو جمعه وإلا كان ذلك ثواب جمع حضره في يومه أو غد من ليلته مثل جمعة يشهدها أو جنازة يصلي عليها أو قبور قوم صالحين يزورها.
  والتبن: مال قليله وكثيره كيفما تصرفت به الحال لأنه علف الدواب وهو خارج من الطعام وشريك التراب.
  الخشب اليابس: نفاق، قال الله تعالى  "  كأنهم خشب مسندة  ". والخشب رجال فيهم نفاق في دينهم، رأى رجل كأن في يده اليمنى غصناً وفي يده اليسر خشبة وهو يقومها فيقوم الغصن ولا تتقوم الخشبة، فقص رؤياه على معبر، فقال: لك ابنان أحدهما من أمة والآخر من حرة تؤدبهما فتؤدب إبن الأمة فيقبل أدبك وتعظ إبن الحرة فلا يتعظ بوعظك، فكان كذلك، ورأى رجل كأنه لابس ثوباً من خشب وكان يسير في البحر فعرض له أن سيره كان بطيئاً، وإنما دل البحر والخشب على السفينة.

القلم والدواة والورق والكتابة والشعر
   القلم والكتابة: القلم يدل على ما يذكر الإنسان به وتنفذ الأحكام بسببه كالسلطان والعالم والحاكم واللسان والسيف والولد الذكر، وربما دل على الذكر والمداد نطفته وما يكتب فيه منكوحه، وربما دل على السكة والأصابع أزواجه ومداده بذره وإنما يوصل إلى حقائق تأويله بحقائق الكتبة وزيادة الرؤيا والضمائر وما في اليقظة من الآمال، وقيل إن القلم يدل على العلم، فمن رأى أنه أصاب قلماً، فإنه يصيب علماً يناسب ما رأى في منامه أنه كان يكتبه به، وقيل إنه دخول في كفالة وضمان لقوله تعالى  "  وما كنت لديهم إذ يلقون أقلامهم أيهم يكفل مريم  ".
وحكي أن رجلاً قال لابن سيرين: رأيت كأني جالس وإلى جنبي قلم فأخذته فجعلت أكتب به وأرى عن يميني قلماً آخر فأخذته وكتبت بهما جميعاً، فقال: هل لك غائب قال: نعم، قال: فكأنك به قد قدم عليك.
وإن رأى كاتب كأن بيده قلماً أو دواة، فإنه يأمن الفقر لحرفته.
وإن رأى كأنه استفاد دواة الكتابة بأسرها، فإنه يصيب في الكتابة رياسة جامعة يفوق فيها أقرانه من الكتاب، وهكذا كل من رأى أنه استفاد أداة واحدة من أدوات حرفته أمن بها الفقر.
وإن رأى أنه أصاب حرفة جامعة، فإنه ينال فيها رياسة جامعة، والسكة الذي يقطع به القلم يدل على إبن كيس محسود، وقيل إن من رأى في يده سكيناً من حديد، فإنه يعاود إمرأة قد فارقته من قبل، لقوله تعالى  "  قل كونوا حجارة أو حديداً أو خلقاً مما يكبر في صدوركم فسيقولون من يعيدنا قل الذي فطركم أول مرة  ". والقلم الأمر والنهي والولاية على كل حرفة والقلم قيم كل شيء، وقيل القلم ولد كاتب.
ورأى رجل كأنه نال قلماً فقص رؤياه على معبر فقيل له: يولد لك غلام يتعلم علماً حسناً.
  ومن رأى أنه يكتب في صحيفة، فإنه يرث ميراثاً، قال الله تعالى  "  إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى  ". فإن رأى أنه يكتب في قرطاس، فإنه جحود ما بينه وبين الناس.
والكتابة في الأصل حيلة والكاتب محتال.
وإن رأى أنه رديء الخط، فإنه يتوب ويترك الحيل على الناس ويتوب.
وإن رأى أنه أمي لا يحسن الكتابة، فإنه يفتقر إن كان غنياً أو يجن إن كان عاقلاً أو يلحد إن كان مذنباً أو يعجز إذا كان ذا حيلة.
وإذا رأى الأمي أنه يحسن الكتابة، فإنه في كرب وسيلهمه الله تعالى سبباً يتخلص به من كربه وتمزيق الكتاب ذهاب الحزن والغم.
وإن رأى أن الإمام أعطاه قرطاساً، فإنه يقضي له حاجة يرفعها عليه.
ويدل القرطاس على أمر ملتبس عليه لقوله تعالى  "  تجعلونه قراطيس تبدونها  ".
  وأما الدواة: فخادمة ومنفعة من قبل إمرأة وشأن من قبل ولد، فمن رأى أنه يكتب من دواة اشترى خادمة ووطئها ولا يكون لها عنده بطء ولا مقام، وقيل من رأى أنه أصاب دواة، فإنه يخاصم إمرأته وغيرها، فإن كان ثم شاهد خير تزوج ذا قرابة له.
وحكي أن رجلاً رأى كأنه يليق دواة فقص رؤياه على معبر، فقال: هذا رجل يأتي الذكران.
وقال أكثر المعبرين أن الدواة زوجة ومنكوح، وكذلك المحبرة إلا إنها بكراً وغلام، والقلم ذكر، وإن كانت إمرأته كان مدادها مالها أو نفعها أو همها وبلاءها سيما إن سود وجهه أو ثوبه، وقد تدل الدواة على القرحة والقلم على الحديد والمداد على المدة لمن رأى أن بجسمه دواة وهو يستمد منها بالقلم.
  والنقش: يدل على فرح وشرف ما لم يتلطخ به الثوب، فإن تلطخ به الثوب دل على مرض وعلى أن الذي لطخه به يقع فيه ويرميه بعيب وتظهر براءته من ذلك العيب للناس، وربما يلطخ ثوبه في اليقظة كما رآه، والمداد سؤدد ورفعة في مدد والكتاب قوة، فمن رأى بيده كتاباً نال قوة لقوله تعالى  "  يا يحيى خذ الكتاب بقوة  ".
والنقش على يد الرجل حيلة تعقب الذل وللنساء حيلة للأكتساب.
  والكتاب: خبر مشهور إن كان منشوراً، وإن كان مختوماً فخبر مستور، وإن كان في يد غلام، فإنه بشارة، وإن كان في يد جارية، فإنه خبر في بشارة وفرح، وإن كان في يد امرأة، فإنه توقع أمر في فرح، فإن كان منشوراً والمرأة متنقبة، فإنه خبر مستور يأمره بالحذو، فإن كانت متطيبة حسناء، فإنه خبر وأمر فيه ثناء حسن، فإن كانت المرأة وحشية، فإنه خبر في أمر وحش.
  ومن رأى في يده كتباً مطوية، فإنه يموت قريباً لقوله تعالى  "  يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب  ".
وإن رأى أنه أخذ من الإمام منشوراً، فإنه ينال سلطاناً وغبطة ونعمة إن كان محتملاً ذلك وإلا خيف عليه العبودية.
وإن رأى أنه أنفذ كتاباً مختوماً إلى إنسان فرده إليه، فإن كان سلطاناً وسرى إليه جيش، فإنهم مهزومون، وإن كان تاجراً خسر في تجارته، وإن كان خاطباً لم يتزوج.
وإن رأى كتابه بيمينه فهو خير، فإن كان بينه وبين إنسان مخاصمة أو شك أو تخليط، فإنه يأتيه البيان، وإن كان في عذاب يأتيه الفرج لقوله تعالى  "  وأنزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شيء وهدى  ". وإن كان معسراً أو مهموماً أو غائباً، فإنه يتيسر عليه أمره ويرجع إلى أهله مسروراً.
وأخذ الكتاب باليمين خير كله، فإن أعطى كتابه بشماله، فإنه يندم على فعل فعله، ومن أخذ كتاباً من إنسان بيمنه، فإنه يأخذ أكرم شيء عليه، لقوله تعالى  "  لأخذنا منه باليمين  ".
وإذا رأى الكافر بيده مصحفاً أو كتاباً عربياً، فإنه يخذل أو يقع في هم وغم أو كربة وشدة، ومن نظر في صحيفة ولم يقرأ ما فيها فهو ميراث يناله، وقيل من رأى كأنه مزق كتاباً ذهبت غمومه ورفعت عنه الفتن والشرور ونال خيراً، وكذلك المؤمن إذا رأى بيده كتاباً فارسياً يصيبه ذل وكربة.
  ومن رأى أنه أتاه كتاب مختوم انقاد لملك وتحقيقه ختمه، لأن بلقيس انقادت لسليمان عليه السلام حين ألقى إليها كتاباً مختوماً وكان من سبب الكتاب دخولها في الإسلام.
  ومن رأى أنه وهبت له صحيفة فوجد فيها رقعة ملفوفة فهي جارية وبها حبل، وقال ابن سيرين: من رأى أنه يكتب كتاباً، فإنه يكسب كسباً حراماً لقوله تعالى  "  فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون  ".
  ومن رأى كأن آية من القرآن مكتوبة على قميصه، فإنه رجل متمسك بالقرآن، والكتابة باليد اليسرى قبيحة وضلالة، وربما يولد له أولاد من زنا أو يصير شاعراً.
  ومن رأى أنه يقرأ وجه صحيفة، فإنه يرث ميراثاً، فإن قرأ ظهرها، فإنه يجتمع عليه دين لقوله تعالى  "  اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً  ".
وإن رأى أنه يقرأ كتاباً وكان حاذقاً في قراءته، فإنه يلي ولاية إن كان أهلاً لها أو يتجر تجارة إن كان تاجراً بقدر حذقه فيه.
وإن رأى أنه يقرأ كتاب نفسه، فإنه يتوب إلى الله من ذنوبه لقوله عز وجل  "  واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة  ".
  ومن رأى كأنه كتب عليه صك، فإنه يؤمر بأن يحتجم، فإن كتب عليه كتاب ولا يدري ما في الكتاب، فإنه قد فرض الله عليه فرضاً وهو يتوانى فيه لقوله تعالى  "  وكتبنا عليهم فيها  ".
وإن رأى أنه يكتب عليه كتاب، فإن عرف الكاتب، فإنه يغشه ويضله ويفتنه في دينه لقوله تعالى  "  كتب عليه أنه من تولاه  ".
ورؤيا الكتب مطوية أخبار مخفية، وإن كانت منشورة فهي أخبار ظاهرة.
  والإسطرلاب: خادم الرؤساء وإنسان متصل بالسلطان، فمن رأى أنه أصاب إسطرلابا، فإنه يصحب إنساناً كذلك وينتفع به على قدر ما رأى في المنام، وربما كان متغيراً بالأمر ليست له عزيمة صحيحة ولا وفاء ولا مروءة.
  والشاعر: رجل غاو يقول ما لا يفعل والشعر قول الزور.
  ومن رأى أنه يقول الشعر ويبتغي به كسباً، فإنه يشهد بالزور.
وإن رأى أنه قرأ قصيدة في مجلس، فإنه حكمة تميل إلى النفاق، فإن سمع الشعر، فإنه يحضر مجالس يمال فيها الباطل.
  وأما التكلم بكل لسان: فمن رأى كأنه أعجمي فصار فصيحاً، فإنه شرف وعز أو ملك حتى لا يكون له فيه نظير إن كان والياً، وإن كان تاجراً، فإنه يكون مذكوراً في الدنيا، وكذلك في كل حرفة.
  ومن رأى أنه يتكلم بكل لسان، فإنه يملك أمراً كبيراً من الدنيا ويعز لقوله تعالى حكاية عن يوسف  "  إني حفيظ عليم  ". يعني بكل لسان، والكاتب ذو حيلة وصناعة لطيفة مثل الإسكافي والقلم كالأشفى والإبرة، والمداد كالشيء الذي يحزم به من خيوط وسيور، وكالحجام وقلمه مشرطته ومداده دمه وكالرقام والرفاء ونحوهما، وربما دل على الحراث والقلم كالسكة والمداد كالبذر.


الصنم وأهل الملل الزائغة
  المستحق للعبادة هو الله تعالى فمن عبد غيره فقد خاب وخسر، فمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أنه مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه، فإن كان لك الصنم الذي عبده من ذهب، فإنه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى ويصيبه منه ما يكره وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه، وإن كان ذلك الصنم من فضة، فإنه يحصل له سبب يتوصل به إلى إمرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد إن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص، فإنه يترك الدين لأجل الدنيا متاعها وينسى ربه، وإن كان ذلك الصنم من خشب، فإنه ينبذ دينه وراء ظهره يصاحب والياً ظالماً أو رجلاً منافقاً ويكون متحلياً بالدين لأجل أمر من أمور دنيا لا من أجل الله تعالى، وقيل أن رؤية الصنم تدل على سفر بعيد، وقيل إذا رأى ولم ير عبادته نال مالاً وافراً.
وإن رأى كأنه يعبد نجماً أو شجرة، فإنه رجل دينه دين الصابئين وهم من القوم زين وصفهم الله تعالى فقال  "  مذبذبين بين ذلك  ". وقيل إن هذه رؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاون بدينه.
وإن رأى كأنه يعبد النار، فإنه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان أو يطلب الحرب، فإن لم يكن للنار لهب، فإنه حرام يطلبه بدينه لأن الحرام نار.
وإن رأى أنه تحول كافراً، فإن اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار.
وإن رأى كأنه تحول مجوسياً، فإنه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش.
وإن رأى كأنه يهودي، فإنه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت ويتلقاه ذل لأن اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت وعصوا أمر الله وعفوا عما نهوا عنه فمسخهم الله تعالى قردة.
وإن رأى كأنه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية، فإنه في ضيق ينتظر الفرج وسيفرج الله تعالى عنه برحمته لقوله تعالى  "  إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء  ".
وإن رأى كأنه تحول نصرانياً، فإنه يكفر نعم الله تعالى ويصفه بما هو متنزه عنه متقدس، وقيل من رأى كأنه يهودي ورث عمه.
وإن رأى كأنه نصراني ورث خاله أو خالته.
وإن رأى كأنه يضرب بالناقوس، فإنه يفشي بين الناس خبراً باطلاً.
وإن رأى أنه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما، فإن مذهبه فاسد، ورأيه موافق لرأي اليهود والنصارى، قال الله تعالى  "  وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون  ".
وإن رأى كأنه صار جاثليقاً، زالت نعمته وانقضى أجله.
وإن رأى أنه صار راهباً، فإنه مبتدع مفرط في بدعته لقوله تعالى  "  ورهبانية ابتدعوها  ". وقيل إن صاحب هذه الرؤيا يضيق عليه معاشه وتتعسر عليه أموره ويصحبه في جميع الأمور ذلك وخوف ورهبة لا تزايله، ويدل أيضاً على أنه مكار خداع كياد مبتدع داع إلى بدعته بالله العياذ من ذلك.
وإن رأى كأن يده تحولت يد كسرى، فإنه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته.
وإن رأى كأن يده تحولت كما كانت أولاً، فإنه يتوب ويرجع إلى ربه جل جلاله، وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم، وهذا أصل في الرؤيا مستمر، فإن كل من رأى عدوه في منامه سيء الحال كان تأويل رؤياه صلاح حاله هو، وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فساد.
وإن رأى كأنه تحول أحد فراعنة الدنيا، فإنه ينال قوة وتضاهي سيرته سيرة ذلك الجبار ويموت على شر، وكذلك إذا رأى كأن بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد.
والتحير في كل الأديان جحود.
  ومن رأى كأنه متحير لا يعرف لنفسه ديناً، فإنه تنسد عليه أبواب المطالب وتتعذر عليه الأمور حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراماً مع اقتضاء رؤياه وهن دينه.
  والكفر: في التأويل يدل على غنى لقوله تعالى  "  كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى  ". وقد يدل على الظلم لقوله  "  والكافرون هم الظالمون  ". ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج لقوله تعالى  "  سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون  ". فكثرة الكفار كثرة العيال، والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه، والشيخ النصراني عدو لا تضر عداوته.
  ومن رأى كأنه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم كما لو رأى أنه سفه فسد دينه لقوله تعالى  "  وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا  ".
  الزنار والمسح: يدلان على ولد إذا كانا فوق ثياب جدد وانقطاعهما موت الولد، وإذا كانا تحت الثياب دلا على النفاق في الدين، وإذا كانا مع ثياب رديئة دلا على فساد الدين والدنيا.
  الكنيسة: دالة على المقبرة وعلى دار الزانية وعلى حانوت الخمر ودار الكفر والبدع وعلى دار المعازف والزمر والغناء وعلى دار النوح والسواد والعويل وعلى جهنم دار من عصى ربه وعلى السجن، فمن رأى نفسه في كنيسة، فإن كان فيها ذاكراً له تعالى أو باكياً أو مصلياً إلى الكعبة، فإنه يدخل جبانة لزيارة الموتى أو لصلاة على جنازة، وإن كان بكاؤه بالعويل أو كان حاملاً فيها ما يدل على الهموم، فإنه يسجن في السجن.
وإن رأى فيها ميتاً فهو في النار محبوس مع أهل العصيان، وإن دخلها حياً مؤذناً أو تالياً للقران، فإن كان في جهاد غلب هو، ومن معه على بلد العدو، وإن كان في حاضرة دخل على قومه في عصيان أو بدع وإلحاد فوعظهم وذكرهم وحجهم وقام بحجة الله فيهم، وإن كان من يرى معهم ويصلي بصلاتهم ويعمل مثل أعمالهم، فإن كان رجلاً خالط قوماً على كفر أو بدعة أو زناً أو خمر أو على معصية كبيرة كالغناء والزمر وضرب البربط والطبل سيما إن كان قد سجد معهم للصليب لأنه من خشب، وإن كان إمرأة حضرت في عرس فيه معازف وطبول فخالطتهم أو في جنازة فيها شق وسواد ونوح وعويل فشاركتهم.
  الصومعة: تدل على السلطان وعلى الرئيس العالي الذكر بالعلم والعبادة، وكذلك المنازل بمكانها ومنافعها وجوهرها ومعروفها ومجهولها يستدل على تأويلها وحالة المنسوب إليها فما أصابها أو نزل بها من هدم أو سقوط أو غير ذلك عاد تأويله على من دلت عليه، وما كان منها في الهواء أو الجبانة أو في البرية فدالة على قبور الأشراف ونفوس الشهداء على قدر ألوانها وجوهر بنائها وما كان منها أسود اللون أو مملوءاً بالخنازير فهي كنائس، والبيعة مجراها في التأويل.
  وأما الناووس: فإذا رأى فيه الموتى دل على بيت مال حرام، وإذا رآه خالياً من الموتى فيدل على رجل سوء يأوي إليه رجال سوء.


البسط والستور والسرادقات
   البساط: دنيا لصاحبه وبسطه بسط الدنيا وسعته سعة الرزق وصفاقته طول العمر.
وإن رأى كأنه بسط في موضع مجهول أو عند قوم لا يعرفهم، فإنه ينال ذلك في سفر، وصغر البساط ورقته قلة الحياة وقصر العمر، وطيه طي النعيم والعمر.
  ومن رأى كأنه على بساط نال السلامة إن كان في حرب، وإن لم يكن في حرب اشترى ضيعة، وبسط البساط بين قوم معروفين أو في موضع معروف يدل على اشتراك النعمة بين أهل ذلك الموضع، وقيل إن بسط البساط ثناء لصاحبه الذي يبسط له وأرضه الذي يجري عليه أثره، كل ذلك بقدر سعة البساط وثخانته ورقته وجوهره.
وإن رأى أنه بسط له بساط جديد صفيق، فإنه ينال في دنياه سعة الرزق وطول العمر، فإن كان البساط في داره أو بلده أو محلته أو في قومه أو بعض مجالسه أو عند من يعرفه بمودته أو بمخاطبته إياه حتى لا يكون شيء من ذلك مجهولاً، فإنه ينال دنياه تلك على ما وصفت، وكذلك يكون عمره فيها في بلده أو موضعه الذي هو فيه أو عند قومه أو خلطائه، وإن كان ذلك في مكان مجهول وقوم مجهولين، فإنه يتغرب وينال ذلك في غربة، فإذا كان البساط صغيراً ثخيناً نال عزاً في دنياه وقلة ذات يد، وإن كان رقيقاً قدر رقة البسط واسعاً، فإنه ينال دنيا واسعة وعمره قليل فيها، فإذا اجتمعت الثخانة والسعة والجوهر اجتمع له طول العمر وسعة الرزق.
وإن رأى أن البساط صغيراً خلقاً فلا خير فيه.
وإن رأى بساطه مطوياً على عاتقه قد طواه أو طوي له فهو ينقله من موضع إلى موضع، فإن انتقل كذلك إلى موضع مجهول فقد نفد عمره وطويت دنياه عنه وصارت تبعاته منها في عنقه.
وإن رأى في المكان الذي انتقل إليه أحداً من الأموات فهو تحقيق ذلك.
وإن رأى بساطاً مطوياً لم يطوه هو ولا شهد طيه ولا رآه منشوراً قبل ذلك وهو ملكه، فإن دنياه مطوية عنه وهو مقل فيها ويناله فيها بعض الضيق في معيشته، فإن بسط له اتسع رزقه وفرج عنه.
ويدل البساط على مجالسة الحكام والرؤساء وكل من يوطأ بساطه، فمن طوى بساطه تعطل حكمه أو تعذر سفره أو أمسكت عنه دنياه، وإن خطف عنه أو احترق بالنار مات صاحبه أو تعذر سفره، وإن ضاق قدره ضاقت دنياه عليه، وإن رق جسم البساط قرب أجله أو أصابه هزال في جسده أو أشرف على منيته.
  والوسادة والمرفقة: خادمة فما حدث فيها ففيهم.
  والمخادة: الأولاد، والمساند هي العلماء.
  وأما الفراش: فدال على الزوجة وحشو لحمها أو شحمها، وقد يدل الفراش على الأرض التي يتقلب الإنسان عليها بالغفلة إلى أن ينتقل عنها إلى الآخرة، وقيل للفراش المعروف صاحبه أو هو بعينه أو موضعه، فإنه امرأته، فما رؤي به من صلاح أو فساد أو زيادة على ما وصفت في الخدم كذلك يكون الحدث في المرأة المنسوبة إلى الفراش.
وإن رأى أنه استبدل بذلك الفراش وتحول إلى غيره من نحوه، فإنه يتزوج أخرى ولعله يطلق الأولى إن كان ضميره أن لا يرجع إلى ذلك الفراش، وكذلك لو رأى أن الفراش الأول قد تغير عن حاله إلى ما يكره في التأويل، فإن المرأة تموت أو ينالها ما ينسب إلى ما تحولت إليه، فإن كان تحول إلى ما يستحب في التأويل، فإنه مراجعة المرأة الأولى بحسن حال وهيئة بقدر ما رأى من التحول فيه.
وإن رأى فراشه تحول من موضع إلى موضع، فإن إمرأته تتحول من حال إلى حال بقدر فضل ما بين الموضعين في الرفق والسعة والموافقة لهما أو لأحدهما.
وإن رأى مع الفراش فراشاً آخر مثله أو خيراً منه أو دونه، فإنه يتزوج أخرى على نحو ما رأى من هيئة الفراش ولا يفرق بين الحرائر والإماء في تأويل الفراش لأنهن كلهن نساء وتأويل ذلك سواء.
  ومن رأى أنه طوى فراشه فوضعه ناحية، فإنه يغيب عن إمرأته أو تغيب عنه أو يتجنبها.
وإن رأى مع ذلك شيئاً يدل على الفرقة والمكارة، فإنه يموت أحدهما عن صاحبه أو يقع بينهما طلاق.
وإن رأى فراشاً مجهولاً في موضع مجهول، فإنه يصيب أرضاً على قدر صفة الفراش وهيئته.
وإن رأى فراشاً مجهولاً أو معروفاً على سرير مجهول وهو عليه جالس، فإنه يصيب سلطاناً يعلو فيه على الرجال ويقهرهم لأن السرير من خشب والخشب من جوهر الرجال الذي يخالطهم نفاق في دينهم لأن الأسرة مجالس الملوك، وكذلك لو رأى كأن فراشه على باب السلطان تولى ولاية.
وإذا أولنا الفراش بالمرأة فلين الفراش طاعتها لزوجها وسعة الفراش سعة خلقها وكونه جديداً يدل على طراوتها وكونه من ديباج إمرأة مجوسية وكونه من شعر أو صوف أو قطن يدل على إمرأة غنية وكونه أبيض إمرأة ذات دين وكونه مصقولاً يدل على إمرأة تعمل ما لا يرضي الله وكونه أخضر إمرأة مجتهدة في العبادة والجديد إمرأة حسناء مستورة والمتمزق إمرأة لا دين لها، فمن رأى كأنه على فراش ولا يأخذه النوم، فإنه يريد أن يباشر إمرأته ولا يتهيأ له ذلك.
وإن رأى كأن غيره مزق فراشه، فإنه يخونه في أهله.
  وأما السرير: من رأى أنه على سرير، فإنه يرجع إليه شيء قد كان خرج عن يده، وإن كان سلطاناً ضعف في سلطانه ثم يثبت بعد الضعف لقوله تعالى  "  وألقينا على كرسيه جسداً ثم أناب  ". وإن كان يريد التزويج فذلك نكاح امرأة، وإن كان على سرير وعليه فرش فذلك زيادة رفعة وذكر على قوم منافقين في الدين، وإن لم يكن عليه فرش، فإنه يسافر، وقيل السرير وجميع ما ينام عليه يدل على المرأة وعلى جميع المعاش، وكذلك تدل الكراسي، وأرجل السرير تدل على المماليك وخارجه على المرأة خاصة وداخله على صاحب الرؤيا وأسفله على الأولاد والإناث.
والسرير دال على كل ما يسر المرء به ويشرف من أجله ويقربه، والعرب تقول: ثل عرشه إذا هدم عزه.
  ومن رأى نفسه على سرير مجهول، فإن لاق به الملك ناله وإلا جلس مجلساً رفيعاً، وإن كان عازباً تزوج، وإن كانت حاملاً ولدت غلاماً، وكل ذلك إن كان عليه فرش فوقه أو كان له جمال، وإن كان لا فرش فوقه، فإن راكبه يسافر سفراً بعيداً، وإن كان مريضاً مات، وإن كان ذلك في أيام الحج وكان يؤمله ركب محملاً على البعير أو سفينة في البحر أو جلس فيها على السرير.
  السرادق والفسطاط والقبة والخباء: السرادق سلطان في التأويل فإذا رأى الإنسان سرادقاً ضرب فوقه، فإنه يظفر بخصم سلطاني، وقيل من رأى له سرادقاً مضروباً، فإن ذلك سلطان وملك ويقود الجيوش لأن السرادق للملوك والفسطاط كذلك إلا أنه دونه والقبة دون الفسطاط والخباء دون القبة.
  ومن رأى للسلطان أنه يخرج من شيء من هذه الأشياء المذكورة دل على خروجه عن بعض سلطانه، فإن طويت باد سلطانه أو فقد عمره، وربما كانت القبة امرأة، تقوله ضرب قبة إذا بنى بأهله والأصل في ذلك أن الداخل بأهله كان يضرب عليها قبة ليلة دخوله بها فقيل لكل داخل بأهله بان بأهله.
قال عمر وبن معدي كرب:
ألم يأرق له البرق اليماني ... يلوح كأنه مصباح بان
  ومن رأى أنه ملك الفساطيط أو استظل بشيء منها، فإن ذلك يدل على نعمة منعم عليه بما لا يقدر على أداء شكرها.
والمجهول من السرادقات والفساطيط والقباب إذا كان لونه أخضر أو أبيض مما يدل على البر، فإنه يدل على الشهادة أو على بلوغه لنحوها بالعبادة لأن المجهول من هذه الأشياء يدل على البر، فإنه يدل على قبور الشهداء والصالحين إذا رآه أو يزور بيت المقدس، وقيل إن الخيمة ولاية وللتاجر سفر، وقيل إنها تدل على إصابة جارية حسناء عذراء لقوله تعالى  "  حور مقصورات في الخيام  ". والقبة اللبدية سلطان وشرف.
  وأما الشراع: من رأى كأن شراعاً ضرب له، فإنه ينال عزاً وشرفاً.
  وأما الستر: فهو هم فإذا رآه على باب البيت كان هماً من قبل النساء.
وإن رآه على باب الحانوت فهو هم من قبل المعاش، فإن كان على باب المسجد فهو هم من قبل الدين، فإن كان على باب دار فهو هم من قبل الدنيا والستر الخلق هم سريع الزوال والجديد هم طويل والممزق طولاً فرج عاجل والممزق عرضاً تمزق عرض صاحبه والأسود من الستور هم من قبل ملك والأبيض والأخضر فيها محمود العاقبة، وهذا كله إذا كان الستر مجهولاً أو في موضع مجهول، فإذا كان معروفاً فبعينه في التأويل، وقيل الستور كلها على الأبواب هم وخوف مع سلامة.
وإذا رأى المطلوب أو الخائف أو الهارب أو المختفي كأن عليه ستراً فهو ستر عليه من إسمه وأمن له، وكلما كان الستر أكبر كان همه وغمه أعظم وأشنع.
والستور قليلها وكثيرها ورقيقها وصفيقها إذا رؤيت على باب أو بيت أو مدخل أو مخرج، فإنه هم لصاحبه شديد قوي ومأزق منه وضعف وصغر، فإنه أهون وأضعف في الهم، وليس ينفع مع الشر لونه إن كان من الألوان التي تستحب لقوته في الهم والخوف كما وصفت، وليس في ذلك عطب بل عاقبته إلى سلامة.
وما كان من الستور على باب الدار الأعظم أو على السوق العظمى أو ما يشبه ذلك فالهم والخوف في تأويله أقوى وأشنع، وما رؤي من الستور لم يعلق على شيء من المخارج والمداخل فهو أهون فيما وصفت من حالها وأبعد لوقوع التأويل، وكذلك ما رؤي أنه تمزق أو قلع أو ألقي أو ذهب، فإنه يفرج عن صاحبه الهم والخوف، والمجهول من ذلك أقوى في التأويل وأشده، وأما المعروف من الستور في مواضعها المعروفة، فإنه هو بعينه في اليقظة لا يضر ذلك ولا ينفع حتى يصير مجهولاً لم يعرفه في اليقظة.
  واللحاف: يدل على أمن وسكون وعلى إمرأة يلتحف بها.
  والكساء: في البيت قيمة أو ماله أو معاشه، وأما شراؤه واستفادته مفرداً أو جماعة فأموال وبضائع كاسدة في منام الصيف ونافقة في منام الشتاء، وأما اشتماله لمن ليس ذلك عادته من رجل أو إمرأة فنظراء سوء عليه وإساءة تشمله، فإن سعى به في الأماكن المشهورة اشتهر بذلك وافتضح به، وإن كان ممن عادته أن يلبسه في الأسفار والبادية عرض له سفر إلى المكان الذي عادته أن يلبسه إليه.
  وأما الكلة: فدالة على الزوجة التي يدخل بين فخذيها لحاجته، وربما دلت على الغمة لأنها تغم من تحتها، وكذلك الستور، إلا أن الغمة التي يدل الستر عليها لا عطب فيها.
  وأما الطنفسة: تأويلها كالبساط.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأنني على طنفسة إذ جاء يزيد بن عبد الملك فأخذ الطنفسة من تحتي فرص بها ثم قعد على الأرض، فقال ابن سيرين: هذه الرؤيا لم ترها أنت وإنما رآها يزيد بن المهلب، وإن صدقت رؤياه هزمه يزيد بن عبد الملك.
  وأما اللواء: فمن رأى أنه أعطي لواء وسار بين يديه أصاب سلطاناً ولا يزال في ذوي السلطان بمنزلة حسنة.
  ومن رأى أن لواءه نزع منه نزع من سلطان كان عليه.
والألوية والرايات دالة على الملوك والأمراء والقضاة والعلماء، وكذلك المظلة أيضاً.
  ومن رأى في يده لواء أو راية، فإن ذلك يدل على الملك والولاية، وربما دل على العز والأمان مما يخافه ويحذره من سلطان أو حاكم، وربما دل على ولاء الإسلام، وعلى ولادة الحامل الغلام أو على تزويج الرجل أو المرأة أيهما رأى ذلك.


أدوات الركبان والفرسان
   الآكاف: إمرأة أعجمية غير شريفة ولا حسيبة تحل من زوجها محل الخادمة، وركوب الرجل الآكاف يدل على توبته عن البطالة بعد طول تنعمه فيها.
  والسرج: إذا انفرد عن الدابة فهو امرأة، ويدل على المجلس الشريف والمقعد الرفيع، وإن كان على الدابة فهو من أدواتها، فإن كانت الدابة تنسب إلى المرأة فهو فرجها وقد يكون بطنها، وركابها فرجها وحزامها صداقها ولجامها عصمتها والزمام مال وقوة، وقيل إن السرج المفرد يدل على إمرأة عفيفة حسناء غنية.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني على دابة وأخذت في مضيق فبقي السرج فيه وتخلصت أنا والدابة، فقال ابن سيرين: بئس الرجل أنت، إنه يعرض لك أمر تخذل فيه امرأتك، فلم يلبث الرجل أن سافر مع إمرأته فقطع عليه اللصوص الطريق فخلى إمرأته في أيديهم وأفلت نفسه، وقيل إن السرج إصابة مال، وقيل إصابة ولاية، وقيل بل هو استفادة دابة، وقيل من رأى كأنه ركب سرجاً نصر في أموره.
  وأما المركب: مال رجل شريف ورياسة، وكثرة حليه ارتفاع الرياسة والذكر، وكون حليه من ذهب لا يضر ويدل على جارية حسناء، وكونه من حديد قوة صاحب الرؤيا، وكونه من رصاص يدل على وهن أمره وديانته، وكونه من فضة مطلية بالذهب يدل على جوار وغلمان حسان، وكون السرج واللجام واللبب بلا حلي يدل على تواضع راكبه وكونه باطنه خير من ظاهره.
  والمقود: مال أو آداب أو علم يحجزه عن المحارم.
  والسوط: سلطان وانقطاعه في الضرب ذهاب السلطان وانشقاقه انشقاق السلطان، وضرب الدابة بالسوط يدل على أن صاحبه يدعو إلى الله تعالى في أمر، فإن ضرب رجلاً بالسوط غير مضبوط ولا ممدود اليدين، فإنه يعظه وينصحه، فإن أوجعه، فإنه يقبل الوعظ، فإن لم يوجعه لم يتعظ، وإن سال منه الدم عند الضرب فهو دليل الجور، وإن لم يسل فهو دليل الحق، فإن أصاب الضارب من دمه، فإنه يصيب من المضروب مالاً حراماً، واعوجاج السوط عند الضرب يدل على اعوجاج الأمر الذي هو فيه أو على حمق الذي يستعين به في أمره، وإن أصابه السوط تدل على الاستعانة برجل أعجمي متصل بالسلطان يقبل قوله.
وإن رأى كأن سوطاً نزل عليه من السماء وعلى أهل بلده، فإن الله تعالى يسلط عليه أو عليهم سلطاناً جائراً بذنب قد اكتسبوه لقوله تعالى  "  فصب عليهم ربك سوط عذاب  ".
  ومن رأى في يده سوطاً مخروزاً، فإنها ولاية وعمالة في الصدقات.
وإن رأى أنه ضرب بسوطه حماره، فإنه يدعو الله في معيشته، فإن ضرب بها فرساً قد ركبه وأراه ركضه، فإنه يدعو الله في أمر فيه عسر.
  وأما الصولجان: ولد أهوج، وقيل رجل منافق معوج، واللعب به استعانة برجل هذه صفته، وقيل إن الكرة قلب الإنسان والصولجان لسانه، فإن لعب بهما على المراد جرى أمره في خصومة أو مناظرة على مراده.
  وأما الغاشية: فمال أو خادم أو امرأة، وقيل إنها غير محبوبة في المنام لقوله تعالى  "  فآمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله  ".
  والرحالة: إمرأة حرة من قوم مياسير.
  والحزام: نظام الأمر.
  والزمام: طاعة وخصوم.
  والخطام: زينة.
  والهودج: إمرأة لأنها من مراكب النساء.
  واللجام: حسن التدبير وقوة في المال ونيل رياسة ينقاد له بها ويطاع ويدل على الورع والدين والعصمة والمكنة فمن ذهب ذلك من يده، ومن رأس دابته تلاشى أمره وفسد حاله وحرمت زوجته وكانت بلا عصمة تحته، وكذلك من ركب دابة بلا لجام فلا خير فيه.
  ومن رأى أنه ملجم بلجام، فإنه يكف عن الذنوب، وروي في الحديث التقي ملجم.


أثاث البيت وأدواته وأمتعته
   الطست: جارية أو خادم، فمن رأى كأنه يستعمل طستاً من نحاس، فإنه يبتاع جارية تركية لأن النحاس يحمل من الترك، وإن كان الطست من فضة، فإن الجارية رومية، وإن كان من ذهب، فإنها إمرأة جميلة تطالبه بما لا يستطيع وتكلفه ما لا يطيق، وقيل إن الطست إمرأة ناصحة لزوجها تدله على سبب طهارته ونجاته.
  والباطية: جارية مكرة غير مهزولة.
  والبرمة: رجل تظهر نعمه لجيرانه، وقيل إن القدر قيمة البيت.
  والكانون: زوجها الذي يواجه الأنام ويصلي تعب الكسب وهو يتولى في الدار علاجها مستورة مخمرة، وقد يدل الكانون على الزوجة والقدر على الزوج فهي أبداً تحرقه بكلامها وتقتضيه في رزقها وهو يتقلى ويتقلب في غليانها داخلاً وخارجاً، ومن أوقد ناراً ووضع القدر عليها وفيها لحم أو طعام، فإنه يحرك رجلاً على طلب منفعة.
وإن رأى كأن اللحم نضج وأكله، فإنه يصيب منه منفعة ومالاً حلالاً، وإن لم ينضج، فإن المنفعة حرام، وإن لم يكن في القدر لحم ولا طعام، فإنه يكلف رجلاً فقيراً ما لا يطيقه ولا ينتفع منه بشيء.
  وقدر الفخار: رجل تظهر نعمته للناس عموماً ولجيرانه خصوصاً.
  والمرجل: قيم البيت من نسل النصارى.
  والمصفاة: خادم جميل.
  والجام: هو حبيب الرجل والمحبوب منه يقدم عليه من الحلاوة وذلك لأن الحلو على الجام يدل على زيادة المحبة في قلب حبيبه له، فإن قدم الجام وعليه شيء من البقول أو من الحموضات، فإنه يظهر في بيت حبيبه منه عداوة وبغضاء.
  والسلة: في الأصل تدل على التبشير والإنذار.
وإن رأى فيها ما يستحب نوعه أو جنسه أو جوهره فهي مبشرة، وإن كان فيها ما لا يستحب فهي منذرة.
  الصندوق: إمرأة أو جارية، وذكر القيرواني الصندوق بلغته وسماه التابوت، فقال إنه يدل على بيته وعلى زوجته وحانوته وعلى صدره ومخزنه، وكذلك العتبة، فما رؤي فيه أو خرج منه إليه رآه فيما يدل عليه من خير أو شر على قدر جوهر الحادثة، فإن فيه بيتاً دخلت صدره غنيمة، وإن كانت زوجته حاملاً ولدت ابناً، وإن كان عنده بضاعة خسر فيها أو ندم عليها وعلى نحو هذا.
  والتابوت: ملك عظيم.
وإن رأى أنه في تابوت نال سلطاناً إن كان أهلاً له لقوله تعالى  "  إن آية ملكه أن يأتيكم التابوت  ". وقيل إن صاحب هذه الرؤيا خائف من عدو وعاجز عن معاداته وهذه الرؤيا دليل الفرج والنجاة من شره بعد مدة، وقيل من رأى هذه الرؤيا من له غائب قدم عليه، وقيل من رأى أنه على تابوت، فإنه في وصية أو خصومة وينال الظفر ويصل إلى المراد.
  والحقة: قصر، فمن رأى كأنه وجد حقة فيها لآلىء، فإنه يستفيد قصراً فيه خدم.
  والسفط: إمرأة تحفظ أسرار الناس.
  والصرة: سر، فمن رأى أنه استودع رجلاً صرة فيها دراهم أو دنانير أو كيساً، فإن كانت الدراهم أو الدنانير جياداً، فإنه يستودعه سراً حسناً، وإن كانت رديئة استودعه سراً رديئاً.
وإن رأى كأنه فتح الصرة، فإنه يذيع ذلك السر.
  والقربة: عجوز أمينة تستودع أموالاً بالقوارير.
  والكيس: يدل على الإنسان فمن رآه فارغاً فهو دليل موت صاحب الكيس، وقيل إن الكيس سر كالصرة، وقيل من رأى كأن في وسطه كيساً دل على أنه يرجع إلى صدر صالح من العلم، فإن كانت فيه دراهم صحاح، فإن ذلك العلم صحيح، وإن كانت مكسرة، فإنه يحتاج في عمله إلى دراسة.
وحكي أن رجلاً أتى أبا بكر رضوان الله عليه، فقال: رأيت كأنني نفضت كيسي فلم أجد فيه إلا علقة، فقال: الكيس بدن الإنسان والدرهم ذكر وكلام والعلقة ليس لها بقاء.
وإن رأى الإنسان أنه نفض كيسه أو هميانه أو صرته مات وانقطع ذكره من الدنيا، قال فخرج الرجل من عند أبي بكر فرمحه برذون فقتله.
  والهميان: جار مجرى الكيس، وقيل إن الهميان مال، فمن رأى كأن هميانه وقع في بحر أو نهر ذهب ماله على يدي ملك.
وإن رأى كأنه وقع في نار ذهب ماله على يدي سلطان جائر.
  والمقراض: رجل قسام، فمن رأى كأن بيده مقراضاً اضطر في خصومة إلى قاض، وإن كانت أم صاحب الرؤيا في الأحياء، فإنها تلد أخاً له من أبيه، وقيل إن المقراض ولد مصلح بين الناس.
وقال القيرواني: من رأى بيده مقراضاً، فإن كان عنده ولد آتاه آخر، وكذلك في العبيد والخدم، وإن كان عازباً، فإنه يتزوج، وأما من سقط عليه من السماء مقراض في مرض أو في الوباء، فإنه منقرض من الدنيا.
  ومن رأى أنه يجز به صوفاً أو وبراً أو شعراً من جلد أو ظهر دابة، فإنه يجمع مالاً بفهمه وكلامه وشعره وسؤاله أو بمنجله وسكينه، وأما من جز به لحى الناس وقرض به أثوابهم، فإنه رجل خائن أو مغتاب كما قال الشاعر:
كأن فكيك للأعراض مقراض ... ومنه فلان يقرض فلاناً
  والإبرة: تدل على المرأة والأمة لثقبها وإدخال الخيط فيها بشارة بالوطء وإدخال غير الخيط فيها تحذير لقوله تعالى  "  ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط  ". وأما إن خاط بها ثياب الناس، فإنه رجل نصحهم أو يسعى بالصلاح بينهم لأن النصاح هو الخيط في لغة العرب والإبرة المنصحة والخياط الناصح، وإن خاط ثيابه استغنى إن كان فقيراً واجتمع شمله إن كان مبدداً وانصلح حاله إن كان فاسداً.
  ومن رأى أنه رفأ بها قطعاً، فإنه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا كان رفوه صحيحاً متقناً وإلا اعتذر بالباطل وتاب من تباعة ولم يتحلل من صاحب الظلامة ومنه يقال من اغتاب فقد خرق، ومن تاب فقد رفأ، والإبرة رجل مؤلف أو إمرأة مؤلفة.
وإن رأى كأنه يأكل إبرة، فإنه يفضي بسره إلى ما يضر به.
وإن رأى كأنه غرز إبرة في إنسان، فإنه يطعن ويقع فيه من هو أقوى منه.
وحكي أن رجلاً حضر ابن سيرين، فقال: رأيت كأنني أعطيت خمس إبر ليس فيها خرق، فعبر رؤياه بعض أصحاب ابن سيرين، فقال: الإبر الخمس التي لا ثقب فيهن أولاد والإبرة المثقوبة ولد غير تمام فولد له أولاد على حسب تعبيره.
والإبرة في التأويل سبب ما يطالب من صلاح أمره أو جمعه أو التئامه، وكذلك لو كانت اثنتين أو ثلاثة أو أربعة فما كان منها بخيط، فإن تصديق إلتئام أمر صاحبها أقرب ومبلغ ذلك بقدر ما خاط به، وما كان من الإبر قليلاً يعمل به ويخيط به خير من كثير لا يعمل بها وأسرع تصديقاً.
وإن رأى أنه أصاب إبرة فيها خيط أو كان يخيط بها، فإن يلتئم شأنه ويجتمع له ما كان من أمره متفرقاً ويصلح.
وإن رأى أن إبرته التي يخيط بها أو كان فيها خيط انكسرت أو انخرمت، فإنه يتفرق شأن من شأنه، وكذلك لو رأى أنه انتزعت منه أو احترقت، فإن ضاعت أو سرقت، فإنه يشرف على تفريق ذلك الشأن ثم يلتئم.
  الخيط والحبل: بينة، فمن رأى أنه أخذ خيطاً، فإنه رجل يطلب بينة في أمر هو بصدده لقوله تعالى  "  حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود  ".
وإن رأى كأنه فتل خيطاً فجعله في عنق إنسان وسحبه أو جذبه، فإنه يدعو إلى فساد، وكذلك إذا رأى أنه نحر جملاً بخيط، وأما الخيوط المعقدة فتدل على السحر.
  ومن رأى أنه يفتل حبلاً أو خيطاً أو يلوي ذلك على نفسه أو على قصبة أو خشبة أو غير ذلك من الأشياء، فإنه سفر على أي حال كان.
وإن رأى أنه يغزل صوفاً أو شعراً أو أي غزل مما يغزل الرجال مثله، فإنه يصيب خيراً في سفره.
وإن رأى أنه يغزل القطن والكتان أو القز وهو في ذلك متشبه بالنساء، فإنه ينال ذلك ويعمل عملاً حلالاً غير مستحسن للرجال ذلك.
وإن رأت إمرأة إنها تغزل من ذلك شيئاً، فإن غائباً لها يقدم من سفر.
وإن رأت إنها أصابت مغزلاً، فإن كانت حاملاً ولدت جارية وإلا أصابت أختاً، فإن كان في المغزل فلكة تزوجت بنتها أو أختها، فإن انقطع سلك المغزل أقام المسافر عنها.
وإن رأت خمارها انتزع منها أو انتزع كله، فإنها يموت زوجها أو يطلقها، فإن احترق بعضه، أصاب الزوج ضر وخوف من سلطان، وكذلك لو رأت فلكتها سقطت من مغزلها طلق ابنتها زوجها أو أختها، فإن كان خمارها سرق منها وكان الخمار ينسب في التأويل إلى رجل أو امرأة، فإن إنساناً يغتال زوجها في نفسه أو في ماله أو في بعض ما يعز عليه من أهله، فإن كان السارق ينسب إلى امرأة، فإن زوجها يصيب إمرأة غيرها حلالاً أو حراماً، وكذلك مجرى الفلكة.
وقال القيرواني: الحبل هو سبب من الأسباب، فإن كان من السماء فهو القرآن والدين وحبل الله المتين الذي أمرنا أن نعتصم به جميعاً فمن استمسك به قام بالحق في سلطان أو علم، وإن رفع به مات عليه، وإن قطع به ولم يبق بيده منه شيء أو انفلت من يده فارق ما كان عليه، وإن بقي في يده عنه شيء ذهب سلطانه وبقي عقده وصدقه وحقه، فإن وصل له وبقي على حاله عاد إلى سلطانه، فإن رفع به من بعد ما وصل له غدر به ومات على الحق، وإن كان الحبل في عنقه أو على كتفه أو على ظهره أو في وسطه فهو عهد يحصل في عنقه وميثاق إما نكاح أو وثيقة أو نذر أو دين أو شركة أو أمانة قال الله تعالى  "  إلا بحبل من الله وحبل من الناس  ".
وأما الحبل على العصا فعهد فاسد وعمل رديء وسحر، قال الله تعالى  "  فألقوا حبالهم وعصيهم  ". وأما من فتل حبلاً أو قاسه أو لواه على عود أو غيره، فإنه يسافر، وكذلك كل لي وفتل، وقد يدل الفتل على إبرام الأمور والشركة والنكاح.
  وأما مغزل المرأة ولقاطتها: يدلان على نكاح العازب وشراء الأمة وولادة الحامل أنثى، وأما من غزل من الرجال ما يغزله الرجال، فإنه يسافر أو يبرم أمراً يدل على جوهر المغزول أو يتغزل في شعر، فإن غزل ما يغزله النساء، فإن ذلك كله ذلة تجري عليه في سفر أو في غيره أو يعمل عملاً ينكر فيه عليه وليس بحرام، وأما غزل المرأة، فإنه دليل على مسافر يسافر لها أو غائب يقدم عليها لأن المغزل يسافر عنها ويرجع إليها وإلا أفادت من عمل يدها وصناعتها.
وقد حكي عن ذي القرنين أنه قال: الغزل عمر الرجل.
وإن رأى كأنه غزل أو نسج وفرغ من النسخ، فإنه يموت، وفلكة المغزل زوج المرأة وضياعها تطليقه إياها ووجودها مراجعته إياها ونقضها الغزل نكثها العهد.
  وأما المشط: يدل على سرور ساعة لأنه يطهر وينظف ويزين زينة لا تدوم، وقيل المشط عدل، وقيل إن التمشيط يدل على أداء الزكاة والمشط بعينه يدل على العلم وعلى الذي ينتفع بأمره وكلامه كالحاكم والمفتي والمعبر والواعظ والطبيب فمن مشط رأسه أو لحيته، فإن كان مهموماً سلى همه وإلا عالج زرعه ونخله أو ماله مما يصلحه ويدفع الأذى عنه من كلام أو حرب ونحوه.
  وأما المرآة: فمن نظر وجهه فيها من العزاب، فإنه ينكح غيره ويلقي وجهه، وإن كان عنده حمل أتى مثله ذكراً كان الناظر أم أنثى، وقد يدل على فرقة الزوجين حتى يرى وجهه في أرض غيره وفي غير المكان الذي هو فيه وقد تفرق فيه بنية الناظر فيها وصفته وآماله، فإن كان نظره فيها ليصلح وجهه أو ليكحل عينيه، فإنه ناظر في أمر أخوته مروع متسنن، وقد تدل مرآته على قلبه فما رأى عليها من صدأ كان ذلك إثماً وغشاوة على قلبه، والناظر في مرآة فضة يناله مكروه في جاهه، والنظر في المرآة للسلطان عزله عن سلطانه ويرى نظيره في مكانه، وربما فارق زوجته وخلف عليها نظيره، وقيل المرآة مروءة الرجل ومرتبته على قدر كبر المرآة وجلالتها.
وإن رأى وجهه فيها أكبر، فإن مرتبته فيها ترتفع، وإن كان وجهه فيها حسناً، فإن مروءته تحسن.
وإن رأى لحيته فيها سوداء مع وجه حسن وهو على غير هذه الصفة في اليقظة، فإنه يكرم على الناس ويحسن فيهم جاهه في أمر الدنيا، وكذلك إن رأى لحيته شمطاء مكهلة مستوية.
وإن رآها بيضاء، فإنه يفتقر ويكثر جاهه ويقوى دينه.
وإن رأى في وجهه شعراً أبيض حيث لا ينبت الشعر ذهب جاهه وقوي دينه، وكذلك النظر في مرآة الفضة يسقط الجاه، وقيل المرآة امرأة.
وإن رأى في المرآة فرج إمرأة أتاه الفرج.
والنظر في المرآة المجلوة يجلو الهموم وفي المرآة الصدئة سوء حال.
وإن رأى كأنه يجلو مرآة، فإنه في هم يطلب الفرج منه، فإن لم يقدر على أن يجلوها لكثرة صدئها، فإنه لا يجد الفرج، وقيل إنه إذا رأى كأنه ينظر في مرآة، فإن كان عازباً تزوج، وإن كانت إمرأته غائبة اجتمع معها، وإن نظر في المرآة من ورائها ارتكب من إمرأته فاحشة وعزل إن كان سلطاناً ويذهب زرعه إن كان دهقاناً.
والمرأة إذا نظرت في المرآة وكانت حاملاً، فإنها تضع بنتاً تشبهها أو تلد ابنتها بنتاً، فإن لم يكن شيء من ذلك تزوج زوجها أخرى عليها نظيرها فهي تراها شبهها، وكذلك لو رأى صبي أنه نظر في مرآة وأبواه يلدان، فإنه يصيب أخاً مثله ونظيره، وكذلك الصبية لو رأت ذلك.
  والمذبة: دالة على الرجل الذاب والرجل المحب.
والمروحة: تدل على كل من يستراح إليه في الغم والشدة.
  والدرج: بشارة تصل بعد أيام، خصوصاً إذا كان فيه لؤلؤ وجوهر، وكذلك تحت الثياب.
  والخلال: لا يستحب في التأويل لتضمنه لفظ الخلل، وقيل إنه لا يكره لأنه ينقي اتساخ الأسنان وهي في التأويل أهل البيت فكأنه يفرج الهموم عن أهل البيت، فإن فرق به شعره افترق ماله وأصابته فيه ذلة، وإن خلل به ثوبه انخل ما بينه وبين أهله وحليلته.
  المكحلة: من أولج مردوداً في مكحلة ليكحل عينه، فإن كان عذباً تزوج، وإن كان فقيراً أفاد مالاً، وإن كان جاهلاً تعلم إلا أن يكون كحله رماداً أو زبداً أو رغوة أو عذرة أو نحوه، فإنه يطلب حراماً من كسب أو فرج أو بدعة، والمكحلة في الأصل إمرأة داعية إلى الصلاح.
  والميل: إبن، وقيل هو رجل يقول بأمور الناس محتسباً.
  والمقدمة: خادمة.
  والمهد: بركة وخير وأعمال صالحة.
  والصفحة والطبق: حبيب الرجل والمحبوب ما يقدم عليه شيء حلو.
  وأما السكين: فمن أفادها في المنام أفاد زوجة إن كان عازباً، وإن كانت إمرأته حاملاً سلم ولدها، وإن كان معها ما يؤيد الذكر فهي ذكر وإلا فهي أنثى، وكذلك الرمح، وإن لم يكن عنده حمل وكان يطلب شاهداً بحق وجده، فإن كانت ماضية كان الشاهد عدلاً، وإن كانت غير ماضية أو ذات فلول جرح شاهده، وإن أغمدت له ستر له أو ردت شهادته لحوادث تظهر منه في غير الشهادة، فإن لم يكن في شيء من ذلك فهي فائدة من الدنيا ينالها أو صلة يوصل بها أو أخ يصحبه أو صديق يصادقه أو خادم يخدمه أو عبد يملكه على إقرار الناس، وإن أعطى سكيناً ليس معها غيرها من السلاح، فإن السكين حينئذ من السلاح هو سلطان، وكذلك الخنجر، والسكين حجة لقوله تعالى  "  وآتت كل واحدة منهن سكيناً  ". وقيل من رأى في يده سكين المائدة وهو لا يستعملها، فإنه يرزق ابناً كيساً.
وإن رأى كأنه يستعملها، فإنها تدل على انقطاع الأمر الذي هو فيه.
  والشفرة: اللسان، وكذلك المبرد.
  وأما المسن: فامرأة، وقيل رجل يفرق بين المرء وزوجه وبين الأحبة.
  وأما الموس: فلا خير في إسمها من إمرأة أو خادم أو رجل يتسمى باسمها أو مثلها إلا أن يكون يشرح بها لحماً أو يجرح حيواناً فهي لسانه الخبيث المتسلط على الناس بالأذى.
  والميسم: يدل على ثلب الناس ووضع الألقاب لهم، وقيل انه يدل على برء المريض.
  وأما الفأس: فعبد أو خادم لأن لها عيناً يدخل فيها غيرها، وربما دلت على السيف في الكفار إذا رؤيت في الخشب، وربما دلت على ما ينتفع به لأنها من الحديد، وقيل هو إبن، وقيل وهو أمانة وقوة في الدين لقوله تعالى في قصة إبراهيم  "  فجعلهم جذاذاً إلا كبيراً لهم  ". وإنما جذذهم إبراهيم بالفأس.
  وأما القدوم: فهو المحتسب المؤدب للرجال المصلح لأهل الاعوجاج، وربما دل على فم صاحبه وعلى خادمه وعبده، وقيل هو رجل يجذب المال إلى نفسه، وقيل هو إمرأة طويلة اللسان.
  والساطور: رجل قوي شجاع قاطع للخصومات.
  والمنشار: يدل على الحاكم والناظر الفاصل بين الخصمين المفرق بين الزوجين مع ما يكون عنده من الشر من إسمه، وربما دل على القاسم وعلى الميزان، وربما دل على المكاري والمسدي والمداخل لأهل النفاق والجاسوس على أهل الشر المسيء بشرهم، وربما دل على الناكح لأهل الكتاب لدخوله في الخشب، وقيل هو رجل يأخذ ويعطي ويسامح.
  والمطرقة: صاحب الشرطة.
  وأما المسحاة: فإنها خادم ومنفعة أيضاً لأنها تجرف التراب والزبل وكل ذلك أموال ولا يحتاج إليها إلا من كان ذلك عنده، وهي للعازب ولمن يؤمل شراء جارية نكاح تسر ولمن تعذر عليه رزقه إقبال ولمن له سلم بشارة يجمعه ولمن له في الأرض طعام دلالة على تحصيله، فكيف إن جرف بها تراباً أو زبلاً أو تبناً فذلك أعجب في الكثرة، وقد يدل الجرف بها على الجبانة والمقتلة لأنها لا تبالي ما جرفت وليست تبقى باقية، وربما دلت على المعرفة، وقيل هي ولد إذا لم يعمل بها، وإن عمل بها فهي خادم.
  والمثقب: رجل عظيم المكر شديد الكلام ويدل على حافر الآبار وعلى الرجل النكاح وعلى الفحل من الحيوان.
  والأرجوحة: المتخذة من الحبل، فمن رأى كأنه يتأرجح فيها، فإنه فاسد الاعتقاد في دينه يلعب به.
  والجواليق والجراب: يدلان على حافظ السر وظهور شيء منها يدل على انكشاف السر، وقيل إنها خازن الأموال.
  والزق: رجل دنيء وإصابة الزق من العسل إصابة غنيمة من رجل دنيء، وكذلك السمن.
وإصابة الزق من النفط إصابة مال حرام من رجل شرير، والنفخ في الزق إبن لقوله تعالى  "  فنفخنا فيه من روحنا  ". والنفخ في الجراب كذلك.
  والنحي: زق السمن والعسل، فإنه رجل عالم زاهد.
  والوطب: رجل يجري على يديه أموال حلال يصرفها في أعمال البر.
  والوضم: رجل منافق يدخل في الخصومات ويحث الناس عليها.
  والسفود: قيم البيت، وقيل هو خادم ذو بأس يتوصل به إلى المراد.
  والجونة: خازن.
  والمنخل: رجل يجري على يديه أموال شريفة لأن الدقيق مال شريف ويدل على المرأة والخادمة التي لا تحمل ولا تكتم سراً.
ورؤيا الغربلة تدل على الورع في المكسب وتدل على نفاد الدراهم والدنانير والمميز بين الكلام الصحيح الفاسد.
  وقفص الدجاج: يدل على دار.
وإن رأى كأنه إبتاع قفصاً وحصر فيها دجاجة، فإنه يبتاع داراً وينقل إليها امرأته، وإن وضع القفص على رأسه وطاف به السوق، فإنه داره وتشهد به الشهود عليه.
  والقبان: ملك عظيم ومسماره قيام ملكه وعقربه سره وسلسلته غلمانه وكفته سمعته ورمانته قضاؤه وعدله.
  والميزان: دال على كل من يقتدي به ويهتدي من أجله كالقاضي والعالم والسلطان والقرآن، وربما دل على لسان صاحبه فما رؤي فيه من اعتدال أو غير ذلك عاد عليه في صدقه وكذبه وخيانته وأمانته، فإن كان قاضياً فالعمود جسمه ولسانه لسانه وكفتاه أذناه وأوزانه أحكامه وعدله والدراهم كلام الناس وخصوماتهم وخيوطه أعوانه ووكلاؤه.
والميزان عدل حاكم وصنجاته أعوانه وميل اللسان إلى جهة اليمين يدل على ميل القاضي إلى المدعي وميله إلى اليسار يدل على ميله إلى المدعى عليه واستواء الميزان عدله واعوجاجه جوره وتعلق الحجر في إحدى جهتيه للاستواء دليل على كذبه وفسقه، وقيل إن وفور صنجاته دليل على فقه القاضي وكفاءته ونقصانها دليل على عجزه عن الحكم.
وإن رأى كأنه يزن فلوساً، فإنه يقضي بشهادة الزور.
  والمكيال: يجري مجرى الميزان، والعرب تسمي الكيل وزناً.
  وميزان العلافين: خازن بيت المال والميزان الذي كفتاه من جلد الحمار يدل على التجار والسوقة الذي يؤدون الأمانة في التجارات.
  والمهراس: رجل يعمل ويتحمل المشقة في إصلاح أمور يعجز غيره عنها.
  والمسمار: أمير أو خليفة ويدل على الرجل الذي يتوصل الناس به إلى أمورهم كالشاهد وكاتب الشروط ويدل على الفتوة الفاصلة وعلى الحجج اللازمة وعلى الذكر، ويدل على مال وقوة.
  وأما الوتد: فمن رأى كأنه ضربه في حائط أو أرض، فإن كان عازباً تزوج، وإن كانت له زوجة حملت منه.
وإن رأى نفسه فوقه تمكن من عالم أو مشى فوق جبل، وقيل الوتد أمير فيه نفاق.
وإن رأى كأنه غرسه في حائط، فإنه يحب رجلاً جليلاً، فإن غرزه في جدار بيت، فإنه يحب امرأة، فإن غرسه في جدار اتخذ من خشب، فإنه يحب غلاماً منافقاً.
وإن رأى كأن شيخاً غرز في ظهره مسماراً من حديد، فإنه يخرج من صلبه ملك أو نظير ملك أو عالم يكون من أوتاد الأرض.
وإن رأى أن شاباً غرز في ظهره وتداً من خشب، فإنه يولد له ولد منافق يكون عدواً له.
وإن رأى كأنه قلع الوتد، فإنه يشرف على الموت، وقيل من رأى أنه أوتد وتداً في جدار أو أرض أو شجرة أو أسطوانة أو غير ذلك، فإنه يتخذ أخبية عند رجل ينسب إلى ذلك الشيء الذي فيه الوتد.
  والحلقة: دين.
  والجلجل: خصومة وكلام في تشنيع.
  والجرس: رجل مؤذ من قبل السلطان.
  والرواية والركوة: للوالي كورة عامرة وللتاجر تجارة شريفة.
  والمندفة: إمرأة مشنعة ووترها رجل طنان، وقيل هو رجل منافق.
  والمنفخة: وزير.
  والعصا: رجل حسيب منيع فيه نفاق، فمن رأى كأن بيده عصا، فإنه يستعين برجل هذه صفته وينال ما يطلبه ويظفر بعدوه ويكثر ماله.
وإن رأى العصا مجوفة وهو متوكئ عليها، فإنه يذهب ماله ويخفي ذلك من الناس.
وإن رأى كأنها انكسرت، فإن كان تاجراً خسر في تجارته، وإن كان والياً عزل.
وإن رأى كأنه ضرب بعصا أرضاً فيها تنازع بينه وبين غيره، فإنه يملكها ويقهر منازعه.
وإن رأى كأنه تحول عصا مات سريعاً.
  وأما الكرسي: لمن جلس عليه، فإنه دال على الفوز في الآخرة إن كان فيها وإلا نال سلطاناً ورفعة شريفة على قدره ونحوه، فإن كان عازباً تزوج إمرأة على قدره وجماله وعلوه وجدته، ولا خير فيه للمريض ولا لمن جلس داخلاً فيه لما في إسمه من دلائل كرور السوء لا سيما إن كان ممن قد ذهب عنه مكروه مرض أو سجن، فإنه يكر راجعاً، وأما الحامل فكونها فوقه مؤذن بكرسي القابلة التي تعلوه عند الولادة عند تكرار التوجع والآلام، فإن كان على رأسها فوقه تاج ولدت غلاماً أو شبكة بلا رأس أو غمد سيف أو زج بلا رمح ولدت جارية، وقيل من رأى أنه أصاب كرسياً أو قعد عليه، فإنه يصيب سلطاناً على إمرأة وتكون تلك في النساء على قدر جمال الكرسي وهيئته، وكذلك ما حدث في الكرسي من مكروه أو محبوب، فإن ذلك في المرأة المنسوبة إلى الكرسي، والكرسي إمرأة أو رفعة من قبل السلطان، وإن كان من خشب فهو قوة في نفاق، وإن كان من حديد فهو قوة كاملة، والجالس على الكرسي وكيل أو وال أو وصي إن كان أهلاً لذلك أو قدم على أهله إن كان مسافراً لقوله تعالى  "  وألفينا على كرسيه جسداً ثم أناب  ". والإنابة الرجوع.
  والقمع: رجل مدبر ينفق على الناس بالمعروف، ودخول الكندوج مصيبة.
  واللوح: سلطان وعلم وموعظة وهدى ورحمة لقوله تعالى  "  وكتبنا له في الألواح  "  وقوله  "  في لوح محفوظ  ". والمصقول منه يدل على أن الصبي مقبل صاحب دولة والصدئ منه يدل على أنه مدبر لا دولة له، وإذا رأى لوحاً من حجر، فإنه ولد قاسي القلب، وإذا كان من نحاس، فإنه ولد منافق، وإذا كان من رصاص، فإنه ولد مخنث.
  والمسرجة: نفس إبن آدم وحياته وفناء الدهن والفتيلة ذهاب حياته وصفاؤهما صفاء عيشه وكدرهما كدر عيشه وانكسار المسرجة بحيث لا يثبت فيها الدهن علة في جسده، والمسرجة قيم البيت.
  والمكنسة: خادم.
  ومن رأى أنه كنس بيته أو داره، فإن كان بها مريض مات، وإن كان له أموال تفرقت عنه، وإن كنس أرضاً وجمع زبالتها أو ترابها أو تبنها، فإنه من البادية إن كانت له وإلا كان جابياً أو عشاراً أو فقيراً سائلاً طوافاً.
  والخشنة: خادم متقاض.
  والممخض: رجل مخلص أو مفت يفرق بين الحلال والحرام.
وإن رأى كأنه ثقب الممخض، فإنه لا يقبل الفتوى ولا يعمل بها.
  وأما القصعة: فدالة على المرأة والخادم وعلى المكان الذي يتعيش فيه وتأتي الأرزاق إليه، فمن رأى جمعاً من الناس على قصعة كبيرة أو جفنة عظيمة، فإن كان من أهل البادية كانت أرضهم وفدادينهم، وإن كانوا أهل حرب داروا إليها بالمنافقة وحركوا أيديهم حولها بالمجادلة على قدر طعامها وجوهرها، وإن كانوا أهل علم تألفوا عليه إن كان طعامها حلواً ونحوه، وإن كانوا فساقاً أو كان طعامها سمكة أو لحماً فاسداً تألفوا على زانية.
  وأما الطاجن: فربما دل على قيم البيت، وربما دل على الحاكم والناظر والجاني والعاشر والماكس والسفافيد أعوانه، وقد يدل على السجان وصاحب الخراج والطبيب وصاحب البط.
  والحصير: دالة على الخادم وعلى مجلس الحاكم والسلطان، والعرب تسمي الملك حصيراً فما كان به من حادث فبمنزلة البساط.
  وأما التحاقه: دالة على الحصار والحصر في البول، ومن حمله أو لبسه فهو حسرة تجري عليه وتناله ويحل فيها من تلك الناحية أو إمرأة أو مريض أو محبوس، والظرف منه آنية أو زوجة أو خادم أو غيرهن من النساء، وكثرته في البيت دالة على اجتماع النساء في خير أو شر.
  وأما العروة: من تعلق بعروة أو أدخل يده فيها، فإن كان كافراً أسلم واستمسك بالعروة الوثقى، وإن استيقظ ويده فيها مات علي الإسلام، ويدل على صحبة العالم وعلى العمل بالعلم والكتاب.
  والمنقار: دال على ذكر صاحبه وفمه وعلى عبده وخادمه الذي لا يستقيم إلا بالصفع وحماره الذي لا يمشي إلا بالضرب.
  القفل والمفاتيح: وأما من فتح قفلاً، فإن كان عازباً فهو يتزوج، وإن كان مصروفاً عن عروسه، فإنه يفترعها فالمفتاح ذكره والقفل زوجته، كما قال الشاعر:
فقم إليها وهي في سكرها ... واستقبل القفل بمفتاح
أما إن كان مسجوناً فينجو منه بالدعاء قال الله تعالى  "  إن تستفتحوا فقد جاءكم الفتح  ". أي تدعوا فقد جاءكم النصر، وإن كان في خصومة نصر فيها وحكم له قال الله تعالى  "  إنا فتحنا لك فتحاً مبينا  ". وإن كان في فقر وتعذر فتح له من الدنيا ما ينتفع به على يد زوجة أو من شركة أو من سفر وقفول، وإن كان حاكماً وقد تعذر عليه حكم أو مفت وقد تعذرت عليه فتواه أو عابر وقد تعذرت عليه مسألة ظهر له ما انغلق عليه وقد يفرق بين زوجين أو شريكين بحق أو باطل على قدر الرؤيا.
وأما المفتاح فيدل على تقدم عند السلطان والمال والحكمة والصلاح، وإن كان مفتاح الجنة نال سلطاناً عظيماً في الدين أو أعمالاً كثيرة من أعمال البر أو وجد كنزاً أو مالاً حلالاً ميراثاً.
وإن حجب مفتاح الكعبة حجب سلطاناً عظيماً أو إماماً ثم على نحو هذا في المفاتيح.
ورؤيا المفاتيح سلطان ومال وخطر عظيم وهي المقاليد، قال الله تعالى  "  له مقاليد السموات والأرض  ". يعني سلطان السموات والأرض وخزائنهما، وكذلك قوله في قارون  "  ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أو القوة  ". يصف بها أمواله وخزائنه، فمن رأى أنه أصاب مفتاحاً أو مفاتيح، فإنه يصيب سلطاناً أو مالاً بقدر ذلك.
وإن رأى أنه يفتح باباً بمفتاح حتى فتحه، فإن المفتاح حينئذ دعاء يستجاب له ولوالديه أو لغيرهما فيه ويصيب بذلك طلبته التي يطلبها أو يستعين بغيره فيظفر بها، ألا ترى أن الباب يفتح بالمفتاح حين يريد ولو كان المفتاح وحده لم يفتح به وكان يستعين في أمر ذلك بغيره، وكذلك لو رأى أنه استفتح برجاً بمفتاح حتى فتحه ودخله، فإنه يصير إلى فرج عظيم وخير كبير بدعاء ومعونة غيره له.
والقفل كفيل ضامن وإقفال الباب به إعطاء كفيل وفتح القفل فرج وخروج من كفالة، وكل غلق هم وكل فتح فرج، وقيل إن القفل يدل على التزويج وفتح القفل قد قيل هو الافتراع والمفتاح الحديد رجل ذو بأس شديد.
  ومن رأى أنه فتح باباً أو قفلاً رزق الظفر لقوله تعالى  "  نصر من الله وفتح قريب  ".

العطش والجوع
   أما العطش: في التأويل هو خلل في الدين، فمن رأى أنه عطشان وأراد أن يشرب من نهر فلم يشرب، فإنه يخرج من حزن لقوله تعالى في قصة طالوت  "  إن الله مبتليكم بنهر فمن شرب منه فليس مني ومن لم يطعمه فإنه مني  ". وقيل من أراد أن يشرب فلم يشرب لم يظفر بحاجته، ومن شرب الماء البارد أصاب مالاً حلالاً، وإذا رأى أنه ريان من الماء دل على صحة دينه واستقامته وصلاح حاله فيها.
  وأما الجوع: فإنه ذهاب مال وحرص في طلب معاش.
  والأكل: يختلف في أحواله، وقيل الجوع خير من الشبع والري خير من العطش، وقيل من رأى أنه جائع أصاب خيراً ويكون حريصاً.
  ومن رأى أن غيره دعاه إلى الغداء دلت رؤياه على سفر غير بعيد لقوله تعالى  "  لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا  ". فإن دعاه إلى الأكل نصف النهار، فإنه يستريح من تعب، فإن دعاه في العشاء، فإنه يخدع رجلاً ويمكر به قبل أن يخدعه هو.
  ومن رأى أنه أكل طعاماً وانهضم، فإنه يحرص على السعي في حرفته.
  والشبع: تحصيل المعاش وعود المال.


النوم والإستلقاء
   النعاس: أمن لقوله عز وجل  "  إذ يغشيكم النعاس أمنة منه  ". والنوم غفلة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: الناس نيام فإذا ماتوا انتبهوا، وورد في الدعاء: نبهنا من نوم الغافلين.
  وأما الإستلقاء: فمن رأى كأنه مستلق على قفاه قوي أمره وأقبلت دولته وصارت الدنيا تحت يده لأن الأرض مسند قوي ولأن من استلقى على قفاه وكان فمه منفتحاً فخرج منه أرغفة، فإن تدبيره ينتقص ودولته تزول وبفوز بأمر غيره.
وإن رأى كأنه منبطح، فإنه يذهب ماله وتضعف قوته ولا يشعر بجري الأحوال ولا يدري كيف تصرف الأمور، وذلك أنه إذا نام على هذه الصفة جعل.
  والتثاؤب: مرض وطيب النكهة حسن المحضر.
  والضحك: حزن، لقوله تعالى  "  فليضحكوا قليلاً  ". وهو أيضاً بشارة بغلام لقوله تعالى  "  فضحكت فبشرناها بإسحق  ". والتبسم محمود.
  والغطيط في النوم: يدل على غفلة صاحب الرؤيا وانخداعه لمن خدعه، وأما رفع الصوت فارتفاع على قوم في منكر بدليل قوله تعالى  "  واغضض من صوتك  ".
  والإنتباه من النوم: يدل على حركة الجد وإقباله.
وقال القيرواني: إن النوم على البطن ظفر بالأرض والمال والأهل والولد.
  والرقاد على الظهر: تشتيت وذلة وموت، وربما دل على فراغ بالأعمال والراحة من الأحزان إذا كان حامداً لله عز وجل.
  والنوم على الجنب: خير أو مرض أو موت.
  ومن رأى أنه مضطجع تحت أشجار كثر نسله وولده.


أكل الإنسان لحم نفسه
  من رأى أنه أكل لحم نفسه، فإنه يأكل من مدخور ماله ومكنوزه، فإن أكل لحم غيره، فإن أكله نيئاً يغتابه أو أحد أقربائه، وإن أكله مطبوخاً أو مشوياً، فإنه يأكل رأس مال غيره.
  ومن رأى كأنه يعض لحم نفسه ويقطعه ويطرحه إلى الأرض، فإنه رجل لماز.
وأكل المرأة لحم المرأة مساحقة أو مغالبة، وأكل المرأة لحم نفسها دليل على إنها تزني وتأكل كد فرجها، وأكل لحم الرجل في التأويل مثل أكل لحم المرأة، وكذلك أكل لحم الشاب أقوى في التأويل من أكل لحم الشيخ.
وإن رأى أنه يأكل لحم لسان نفسه أصاب منفعة من قبل لسانه، وربما دلت هذه الرؤيا على تعود صاحبها السكوت وكظم الغيظ والمداراة.
وإن رأى أنه يأكل من رؤوس الناس أو يطعمها غيره أو ينال منها شعراً أو عظاماً، فإنه يصيب مالاً من رؤساء الناس وعظمائهم، فإن أكل من أدمغتهم، فإنه يصيب من ذخائر أموالهم، وكذلك رؤوس البهائم والسباع إلا إنها دون رؤوس الناس في الشرف.
وإن رأى رؤوس الناس مقطوعة في بلدة أو محلة أو بيت أو على باب دار، فإن رؤوس الناس يأتون ذلك الموضع ويجتمعون فيه، وقيل من رأى أنه يأكل لحم نفسه أصاب مالاً وسلطاناً عظيماً.
وإن رأى أنه يأكل لحم مصلوب أو لحم أبرص أو لحم مجذوم، فإنه يصيب مالاً عظيماً حراماً.
وإن رأى أنه عانق رجلاً ميتاً أو حياً، فإنه تطول حياته، وكذلك المصافحة.
  ومن رأى أنه يأكل من لحم نفسه أو لحم غيره وكان لم يأكل أثر ظاهر أكل من ماله أو من مال غيره، فإن لم يكن له أثراً اغتاب إنساناً من أهل بيته أو غيرهم، ومن أكل لحم المصلوب أكل مالاً حراماً من رجل رفيع القدر إذا كان لما يأكل أثر.

ذكر أنواع من البلايا
   أما اليأس من الأمر: هو دليل الفرج والنجاة لقوله تعالى  "  فلما استيأسوا منه خلصوا نجيا  "  وقوله تعالى  "  حتى إذا استيأس الرسل وظنوا أنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا  ".
  وأما اليتيم: من رأى كأنه يتيم، فإن غيره يلعب في أمره إمرأة أو مال أو تجارة وما أشبه ذلك.
  والوجع: ندامة من ذنب، وقيل إن من رأى أنه مستريح، فإنه يكد.
  والكد: راحة.
  والفزع: يدل على اكتساب مظالم وارتكاب مآثم.
  ومن رأى أنه مات من الفزع مات فقيراً والمظالم باقية في ذمته.
  والعزل: عهد كما أن العهد عزل، وقد قيل أنه يدل على طلاق المرأة.
  وعبوس الوجه: يدل على بنت لقوله تعالى  "  وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودأ وهو كظيم  ".
  وأما التعثر: فمن رأى كأن إبهام رجله عثرت في الأرض، اجتمع عليه دين، فإن خرج منها دم نابتة نائبة، وقيل إنه يصيب مالاً حرامأ.
  وأما العري: فمن رأى أنه نزع ثيابه ظهر له عدو مكاتم غير مجاهر بالعداوة بل يظهر المودة والنصيحة، وقال الله تعالى  "  يا بني آدم لا يفتنكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما  ".
وإن رأى كأنه عريان في محفل، فإنه يفتضح، وإن كان عرياناً في موضع وحده، فإن عدوه يطلب عثراته فلا يجد مراده من هتك ستره.
  والطرد: غير محمود في التأويل، فمن رأى أنه طرد أحداً من أهل الفضل أو هول أو صاح عليه، فإنه يقع في أمر هائل ويغلبه عدوه.
  وأما السرقة: فإن السارق المجهول ملك الموت، والسارق المعروف يستفيد من المسروق منه علماً أو موعظة أو منفعة.
وإن رأى كأن سارقاً مجهولاً دخل بيته وسرق طسته أو ملحفته أو قمقمته ماتت إمرأته وسرقة الدار أيمة تتزوج.
  والسفه: جهل، فمن رأى أنه سفه جهل لقوله تعالى  ". فإن كان الذي عليه الحق سفيهاً  ".
  والذلة: نصرة في التأويل.
  والخسران: ذنب.
  والخيانه: زنا.
  والحبس: ذل وهم، وقيل إن الحبس في السجن يدل على نيل ملك بدليل قصة يوسف، والحبس في البيت المجصص المجهول المنفرد عن البيوت دليل الموت والقبر.
وإن رأى كأنه موثق في بيت مغلق عليه، فإنه ينال خيراً.
  والحمل الثقيل: فجار السوء.
  وإصابة البؤس: دليل الإفتقار.
  والضلالة عن الطريق: خوض في باطل، والاهتداء بعد الضلالة إصابة الخير والفلاح.


الأضداد كالصعود والهبوط
  من رأى أنه صعد جبلاً دل على حزن وسفر، فإن صعد في السماء حتى بلغ نجومها، فإنه يصيب شرفاً ورياسة.
وإن رأى أنه لما صعد فيها تحول نجماً من النجوم التي يهتدي به نال الإمامة.
والهبوط من السماء بعد صعودها ذل بعد العز، وقيل هو نيل نعمة الدنيا مع رياسة الدين، وإذا رأى الهبوط من الجبل نال الفرح، وقيل إنه يدل على تغيير الأمر وتعذر المراد.
  وأما البخل: فهو الذم.
وإن رأى أنه يبخل، فإنه يذم كما أنه لو يرى أنه يذم، فإنه يبخل.
  وإنفاق المال: على الكره دليل اقتراب الأجل لقوله تعالى  "  وانفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي أحدكم الموت  ". وإذا أنفق عن طيب نفس منه أصاب خيراً ونعمة لقوله تعالى  "  وانفقوا خيراً لأنفسكم  ". وقوله تعالى  "  وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه  ".
  وأما الهبة: فمن رأى كأنه وهب لرجل عبداً، فإنه يرسل إليه عدوأ.
  واللجاجة: فرار، فمن رأى كأنه يلج، فإنه يفر من أمر هو فيه كائناً ما كان من ولاية أو تجارة أو صناعة أو خصومه ويدل أيضاً على نفور الناس عن موعظة واعظ أو تعظيم عالم لقوله تعالى  "  بل لجوا في عتو ونفور  ".
  وأما المصالحة: فمن رأى كأنه يدعو غريماً إلى الصلح من غير قضاء دين، فإنه يدعو ضالاً إلى الهدى، ومصالحة الغريم على شطر المال نيل خير.
  وأما الكبر: فمن رأى كأنه تكبر لتمسكه بدور الدنيا وفوزه بنعيمها، فإنه يدل على نفاد عمره.
  والتبختر: بدعة في الدين، لقوله تعالى  "  واقصد في مشيك  ". ويدل على إصابة شرف في الدنيا زائل عن قريب.
  والتواضع: ظفر وعلو ورفعة لما روي في الأخبار من تواضع لله رفعه الله.
  والكذب: دليل على أن صاحب الرؤيا لا عقل له، خصوصاً إذا رأى كأنه يكذب على الله لقوله تعالى  "  يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون  ".
  والصدق: الإيمان، فمن رأى من الكفار أنه صدق، فإنه يؤمن كما لو رأى مؤمن أنه آمن، فإنه يصدق.
  وأما الفقر: فمن رأى أنه فقير، فإنه يصيب طعاماً كثيراً لقوله تعالى حكاية عن موسى  "  رب إني لما أنزلت إلي من خير فقير  ".
  والغنى: هو الفقر، فمن رأى أنه يغتني، فإنه يفتقر.
  وأما الخوف: فيدل على التوبة وكل خائف تائب، وقيل من رأى كأنه خائف فاز من الخوف، ونال رياسة.
ورؤيا الأمن خوف.
  وأما الغم: فدال على السرور، وقيل هو الغم بعينه.
  والفرح: هو الغم، لقوله تعالى  "  لا يحب الفرحين  ".
  وأما الجحود: فعلى ضربين: جحود حق وجحود باطل، فمن رأى أنه جحد باطلاً، فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
  ومن رأى كأنه جحد حقاً، فإنه يكفر لقوله تعالى  "  وما يجحد بآياتنا إلا الكافرون  ".
  وأما الإقرار: إن رأى أنه أقر بعبودية إنسان فهذا إقرار بعداوته، والإقرار على النفس بالذنب والمعصية نيل عز وشرف وتوبة لقوله تعالى حاكياً عن آدم وحواء  "  قالا ربنا ظلمنا أنفسنا  ". والإقرار بقتل الإنسان يدل على نيل ولاية أو رياسة أو أمن لقصة موسى قتلت منهم نفساً.
  وأما الإحسان: فيدل على نجاة صاحب الرؤيا.
  والإساءة: تدل على هلاكه.
  وارتكاب الذنب: يدل على ركوب صاحبه الدين كما أن الدين يدل على ارتكاب الآثام.
  والتوبة: تدل على نيل ملك وإصابة شرف وبركة بعد احتمال بلية.


في النكاح
  من رأى أنه عريس ولم ير إمرأته ولا عرفها ولا سميت ولا نسبت له إلا أنه سمي عريساً، فإنه يموت أو يقتل إنساناً ويستدل على ذلك بالشواهد، فإن هو عاين إمرأته أو عرفها أو سميت له، فإنه بمنزلة التزويج.
  ومن رأى أنه تزوج أصاب سلطاناً بقدر المرأة وفضلها وخطرها ومعنى إسمها وجمالها إن عرف لها إسماً أو نسب.
وإن رأى أنه طلق امرأته، فإنه يعزل عن سلطانه إلا أن يكون له نساء حرائر وإماء، فإنه نقصان شيء من سلطانه.
وإن رأى بعض أبناء الدنيا أنه ينكح زانية أصاب دنيا حراماً.
وجميع النكاح في المنام إذا احتلم صاحبه فوجب عليه الغسل فليس برؤيا.
وإن رأى رجل أنه يأتي إمرأة معروفة، فإن أهل بيتها يصيبون خيراً في دنياهم.
وإن رأى أنه لم يغشاها ولكن نال منها بعض اللمم، فإن غنى أهل بيتها يكون دون ذلك لأن الغشيان أفضل وأبلغ.
وإن رأى أو رؤي له أنه ينكح أمه أو أخته أو ذات الرحم، فإن ذلك لا يراه إلا قاطع لرحمه مقصر في حقهم فهو يصل رحمه ويراجع.
وإن رأى أن إمرأته متصنعة مضطجعة معه فوق ما هي في هيئتها ومخالفة لذلك، فإنها سنة مخصبة تأتي عليه ويعرف وجه ما يناله منها، فإن كانت إمرأة مجهولة فهو أقوى ولكن لا يعرف صاحبها وجه ما يناله من السنة.
وإن رأى أنه ولد له غلام أصابه هم شديد، فإن ولد له جارية أصاب خيراً، وكذلك شراء الغلام والجارية.
ولو رأت إمرأة لها زوج إنها تزوجت بآخر أصابت خيراً وفضلاً، وأما إن تزوجت المرأة زوجاً غير زوجها في المنام، فإنه نفع يدخل عليها أو على أهل بيتها أو زوجها من شريك يشاركه أو ولد يعاونه أو صانع يخدمه ويعمل له، وأما من نكح إمرأته في المنام، فإنه يظفر بما يحاوله في أمور صناعته.
وإن رأى الرجل المتزوج أنه تزوج بأخرى أصاب سلطاناً، ولو تزوج بعشر كان ذلك له صالحاً، كل ذلك إذا عاين إمرأته أو سميت له أو عرفها، وكذلك المرأة إذا تزوجت برجل مجهول ولم تعاينه ولا عرفته ولا سمي لها، فإنها تموت.
  ومن رأى أنه يدخل على حرم المملوك أو يضاجعهن، فإنها حرمة تكون له بأولئك الملوك إن كان في الرؤيا ما يدل على بر وخير وإلا فإنه يغتاب تلك الحرم.
وقال القيرواني: أما عقد النكاح للمرأة المجهولة إذا كان العاقد مريضاً مات، وإن كان مفيقاً عقد عقداً على سلطان أو شهد شهادة على مقتول لأن المرأة سلطان والوطء كالقتل والذكر كالخنجر والرمح سيما الإفتضاض الذي فيه جريان الدم عن الفعل، وإن كانت معروفة أو نسبت له أو كان أبوها شيخاً، فإنه يعقد وجهاً من الدنيا إما داراً أو عبداً أو حانوتاً أو يشتري سلعة أو ينعقد له من المال ما تقر به عينه، وإن تأجل وقته حتى يدخل بالزوجة وينال منها حاجته فيتعجل ما قد تأجل.
ورؤيا المضاجعة في الفراش الواحد واللحاف الواحد والمخالطة تجري مجرى النكاح والقبلة.
وإن رأى كأنه تزوج بأربعة نسوة يستفيد مزيداً من الخير لقوله تعالى  "  فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع  ".
وإن رأى كأنه تزوج إمرأته رجل آخر وذهب بها إليه، فإنه يزول ملكه إن كان من الملوك وتبطل تجارته إن كان من التجار.
وإن رأى أنه زوج إمرأته لرجل وذهب بذلك الرجل إلى امرأته، فإنه يصيب تجارة رابحة زائدة، والعرس لمن يتخذه مصيبة ولمن يدعى إليه سرور وفرح إذا لم ير طعاماً.
وحكي أن رجلاً أتى ابن سيرين فذكر له أنه ينكح أمه، فلما فرغ منها نكح أخته وكأن يمينه قطعت، فكتب ابن سيرين جوابه في رقعة حياء من أن يكلم الرجل بذلك، فقال: هذا عاق قاطع للرحم بخيل بالمعروف مسيء إلى والدته وأخته.
  ومن رأى كأن الخليفة نكحه، نال ولاية، وإن نكحه رجل من عرض الناس أصاب فرجاً من الهموم وشفاء من الأمراض.
  ومن رأى كأن شيخاً مجهولاً ينكح امرأته، فإنه ينال ربحاً وزيادة، فإن الشيخ جده، فإن نكحها شاب، فإن عدواً له يخدمه ويحثه على الظلم وسوء المعاملة، والمنكوح إذا كان محبوساً فرج عنه.
  ومن رأى كأنه ينكح أمه الميتة في قبرها، فإنه يموت لقوله تعالى  "  منها خلقناكم وفيها نعيدكم  ".
  ومن رأى كأنه نكح جارية نال خيراً.
وإن رأى أنه ينكح إمرأة على غير وجه الإباحة، فإنه يطلب أمراً من غير وجهه ولا ينتفع به.
وإن رأى الرجل كأنه ينكح عبده أو أمته نال زيادة في ماله وفرحاً بما ملكه.
وإن رأى كأن عبده يجامعه، فإن عبده يستخف به، وقيل من رأى كأنه طلق زوجته استغنى لقوله تعالى  "  وإن يتفرقا يغن الله كلاً من سعته  ". وقيل إن هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يفارق ملكاً كان يصحبه، فإن النساء ذات كيد كالملوك والطلاق فراق، وقيل إن طلاق المرأة للوالي عزله وللصانع ترك حرفته، فإن طلقها رجعية، فإنه يرجع إلى شغله.
ورؤيا الوطء يدال على بلوغ المراد مما يطلبه الإنسان أو هو فيه أو يرجوه من دين أو دنيا كالسفر والحرث والدخول على السلطان والركوب في السفن وطلب الضال لأن الوطء لذة.
ورؤيا افتضاض البكر العذراء يدل على معالجة الأمور الصعاب كلقيا بعض السلاطين كالحرب والجلاد وافتتاح البلدان وحفر المطامير والآبار وطلب الكنوز والدواوين والبحث عن العلوم الصعاب والحكمة المخفية والدخول في سائر الأمور الضيقة، فإن فتح وأولج في منامه نجح في مطلوبه في يقظته، وإن انكسر ذكره أو حفي رأسه وأتته شهوته دون أن يولجه ضربه جده أو ضعفت حيلته أو استماله هواه عما أراد، أو بذل له مال عما طلبه حتى تركه على قدر المطالب في اليقظة.
  ومن رأى أنه غيور، فإنه حريص.
  وأما نكاح المحرمات: فإن وطأه إياهن صلات من بعد إياس وهبات في الأم خاصة من بعد قطيعة لرجوعه إلى المكان الذي خرج منه بالنفقة والإقبال من بعد الصد إلا أن يطأهن في أشهر الحج أو يكون في الرؤيا ما يدل عليه، فإنه يطأ بقدمه الأرض الحرام ويبلغ منها مراده، وإن كانت قد تمت لذته وتكون نطفته ماله الذي ينفقه في ذلك المكان الطيب الذي لا يمله طالب، وإن رجع منه طالبته نفسه بالعودة إليه، ومن أحرز في يده شيئاً من نطفة أو رآها في ثوبه نال مالاً من ولد أو غيره.
  وأما مناكحة الميت: فإن المفعول به ينال من الفاعل خيراً، فأما الحي فلعله ينال من ميراثه أو من أحد من أهل بيته أو عقبه، وأما الميت فلعل الحي يتصدق عنده أو يصل أهله أو يترحم عليه، وإن كانت المنكوحة الميتة مجهولة، فإنه يحيا له أمر ميت يطلبه إما أرض خربة يعمرها أو بئر مهدومة يحفرها أو أرض ميتة يحرثها أو مطلب ميت يحييه بالطلب ووجود البيئة والأنصار إلا أن يضعف ذكره عند المجامعة أو يكسل عند الشهوة، فإنه يحاول ذلك ويعجز عنه.
وإن رأى أنه ينكح ذا حرمة من الموتى، فإن الفاعل يصل المفعول به بخير من صدقة أو نسك أو دعاء.
وإن رأى ميتاً معروفاً ينكح حياً وصل إلى الحي المنكوح خير من تركة الميت أو من وارثه أو عقبه من علم أو غيره، والقبلة بعكس ذلك لأن الفاعل فيها يصيب خيراً من المفعول به ويقبله.
وإن رأى أنه ينكح ميتاً معروفاً، فإن المفعول به يصيب من الفاعل خيراً من دعاء أو صلة.
  ومن رأى أنه تزوج بامرأة ميته ودخل بها، فإنه يظفر بأمر ميت يحتاله وهو في الأمور بقدر جمال تلك المرأة، فإن لم يكن دخل بها ولا غشيها، فإن ظفره بذلك الأمر يكون دون ما لو دخل بها.
ولو رأت إمرأة أن رجلاً ميتاً تزوجها ودخل بها في دارها أو عندها، فإن ذلك نقصان في مالها وتغير حالها وتفريق أمرها، فإن كان دخل بها الميت في دار الميت فهي مجهولة، فإنها تموت، وإن كانت الدار معروفة للميت فهي على ما وصفت نقصان في مالها، وقيل لو رأت إمرأة أن ميتاً نكحها، فإنها تصيب خيراً من موضع لا ترجوه كما أن الميت لا يرجى، وكذلك نكاح الرجل الميت، ومن نكح إمرأة في دبرها حاول أمراً من غير وجهه.
ولو رأت إمرأة أن زوجها الميت ينكحها فإن كانت مريضة أو كان عندها مريض لحقه واتصل به وإلا كان ذلك شتاتاً في بيتها أو علة في جسمها إلا أن يكون مع ذلك ما يدل على الصلاح مثل أن يقول لها إني لست بميت أو ترى أنه مع ذلك قد دفع إليها تبناً أو وهبها شعيراً، فإنه خير يحيا لها لم تكن ترجوه أو قد يئست من ميراثه أو عقبه أو من زوج إن كانت أرملة أو من غائب يقدم عليه إن كان لها غائب.
  وأما نكاح الأنعام: المعروفة منها دليل على الإحسان إلى من لا يراه أو النفقة في غير الصواب إن كانت مجهولة ظفر بمن تدل عليه تلك الدابة من حبيب أو عدو ويأتي في ذلك ما لا يحل له منه، فإن كانت الدابة هي التي نكحته كان هو المغلوب المقهور إلا أن يكون عند ذلك غير مستوحش ولا كان من الدابة أو السبع وشبهه إليه مكروه، فإنه ينال خيراً من عدوه أو ممن لم يكن يرجوه، وقد يدل ذلك على وطء المحرمات من الإناث والذكران إذا كان مع ذلك شاهد يقويه.
وإن رأى أنه ينكح بهيمة معروفة، فإنه يصل بخيره من لا حق له في تلك الصلة ولم يؤجر على ذلك، فإن كانت البهيمة مجهولة، فإنه يظفر بعدو له في نفسه ويأتي في ظفره به ما لا يحل له ولا استحق العدو ذلك منه، وكذلك لو كان ما ينكح غير البهيمة من الطير والسباع ما خلا الإنسان.
وأما الوطء في الدبر، فإنه يطلب أمراً عسيراً من غير وجهه ولعله لا يتم له ويذهب فيه ماله ونفقته ويتلاشى عنده عمله لأن الدبر لا تتم فيه نطفة ولا تعود منه فائدة كما يعود من الفرج.
  والزنى: من رأى كأنه زنى، فإنه يخون، وقيل يرزق الحج، وقيل إن الزنا بامرأة رجل معروف طلب مال ذلك الرجل وطمع فيه، والزاني بامرأة شابة واضع ماله في أمر محكم غير مضيع له، وإن أقيم الحد على هذا الزاني دل على استفادة فقه وعلم في الدين إن كان من أهل العلم وعلى قوة الولاية وزيادتها إن كان والياً.
  ومن رأى أنه يجمع بين زان وزانية ولا يرى الزانية، فإنه رجل دلال يعرض متاعاً ويتعذر عليه.
  ورؤية الحيض: يدل للحامل على غلام.
وإن رأى الرجل أنه حائض وطىء مالا يحل وطؤه وأتى محرماً.
وإن رأى أنه نكح إمرأته وهي معرضة عنه فربما الثابت عليه دنياه، وإن رآها حاضت كسدت صناعته.
  ومن رأى أن إمرأته حائض انغلق عليه أمره، فإن ظهرت انفتح عليه ذلك الأمر، فإن جامعها عند ذلك تيسر أمره.
  وأما الجنابة: فمن رأى أنه جنب اختلط عليه أمره، فإن اغتسل ولبس ثوبه خرج من ذلك، وكذلك المرأة.
  وأما القبلة: للشهوة، فإنها تجري مجرى النكاح ولغير الشهوة، فإن الفاعل يقبل على المفعول ويقصد إليه بمجيئه أو بسؤال وحاجة فينالها إن كان قد أمكنه منها أو تبسم له ولم يدفعه عنها ولا أنكر فعله ذلك عليه.
  وأما النظر إلى الفرج: فمن رأى كأنه نظر إلى فرج إمرأته أو غيرها من النساء نظر شهوة أو مسه، فإنه يتجر تجارة مكروهة.
وإن رأى أنه نظر إلى إمرأة عريانة من غير علمها، فإنه يقع في خطأ وزلل.
  وأما تشبه المرأة بالرجل: فإن رأت المرأة كأن عليها كسوة الرجال وهيئتهم، فإن حالها يحسن إذا كان ذلك غير مجاوز للقدر، فإن كانت الثياب مجاوزة للقدر، فإن حالها يتغير مع خوف وحزن.
وإن رأت كأنها تحولت رجلاً كان صلاحها لزوجها.
  وأما التخنث: فمن رأى كأنه مخنث أصاب هولاً وغماً.


في السفر والمشي والركوب والطيران
   السفر: يدل على الانتقال من مكان إلى مكان وعلى الانتقال من حال إلى حال وعلى المساحة، فمن رأى كأنه يسافر، فإنه يمسح أرضاً كما لو رأى أنه يمسح أرضاً، فإنه يسافر.
وأما الرجوع من السفر فيدل على أداء حق واجب عليه، وقيل إنه يدل على الفرج من الهموم والنجاة من الأسواء ونيل النعمة لقوله تعالى  "  فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء  ". وربما تدل هذه الرؤيا على توبة الرائي من الذنوب لقوله تعالى  "  لعلهم يرجعون  ". فإن معنى التوبة الرجوع عن المعصية.
  ومن رأى كأنه ركب دابة، فإنه يركب هو غالباً، وقيل إن ركوب الدواب كلها نيل عز ومراد، فإن لم يحسن ركوبها، فإنه يدل على اتباع الهوى، فإن ركبها وأحسن الركوب وضبط الدابة سلم من فتنة الهوى ونال المنى.
  وأما المشي: فمن رأى كأنه يمشي مستوياً، فإنه يطلب شرائع الإسلام ويرزق خيراً.
وإن رأى كأنه يمشي في السوق دل على أن في يده وصية، وإن كان أهلاً للوصية نالها لقوله تعالى  "  مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق  ".
وإن رأى كأنه يمشي حافياً دل على حسن دينه وذهاب غمه، وقيل إن هذه الرؤيا تدل على مصيبة في المرأة وطلاقها.
  وأما القفز: من رأى كأنه يقفز قفزات في الأرض بفرد رجل لعله به لا يقدر معها على المشي، فإنه يصيبه نائبة يذهب فيها نصف ماله ويتعيش بالباقي في مشقة وتعب.
  وأما الوثوب: من رأى كأنه وثب إلى رجل، فإنه يغلبه ويقهره لأن الوثوب يدل على القوة وقوة الإنسان في قدميه.
وإن رأى كأنه وثب من مكان إلى خير منه، فإنه يتحول من حال إلى حال أرفع منه عاجلاً.
وإن رأى كأنه وثب من الأرض حتى بلغ قرب السماء سافر حتى وافى مكة.
وإن رأى كأنه ركب عنق إنسان، فإنه يموت ويحمل المركوب جنازته، وقيل إن ركوب عنق الإنسان يدل على أمر صعب، فإن أسقطه من عنقه، فإن ذلك الأمر الذي طلبه لا يتم.
  وأما الهرولة: في أي موضع كان ظفر بالعدو، والقصد في المشي تواضع لله تعالى لقوله  "  اقصد في مشيك  ".
والغيبة في الأرض من غير حفر إذا طال عمقها وظن أنه يموت فيها ولا يصعد منها مخاطرة بالنفس وتغرير بها في طلب الدنيا أو الموت في ذلك.
  والركض: على الدابة أو على الرجلين دال على سرعة ما يطلبه وعلى النجاة والأمن ممن يخافه لقول موسى كما أخبر عنه تعالى في القرآن  "  ففررت منكم لما خفتكم  ". إلا أن يكون هربه من الله تعالى أو من ملك الموت، فإنه مدرك هالك وبلوغ الغايات والمنى والكمال دال على النقص والزوال.
  وأما الطيران: فقد حكي أن رجلاً أتى ابن سيرين، فقال: رأيت كأني أطير بين السماء والأرض، فقال: أنت تكثر المنى.
  ومن رأى كأنه طاف فوق جبل، فإنه ينال ولاية يخضع له فيها الملوك، وقيل من رأى كأنه يطير، فإن كان أهلاً للسلطان ناله، وإن سقط على شيء ملكه، وإن لم يصلح للولاية دل على مرض يصيبه يشرف منه على الموت أو خطأ منه يقع في دينه، فإن طار من سطح إلى سطح، فإنه يستبدل بامرأته إمرأة أخرى، وقيل الطيران دليل السفر إذا كان بجناح، فإنه انتقال من حال إلى حال، فإن بلغ طيرانه منتهاه، فإنه ينال في سفره خيراً، وإذا طار من أرض إلى أرض نال شرفاً وقرة عين لما قيل: وإذا نبا بك منزل فتحول، فإن طار من أسفل إلى علو بغير جناح نالت أمنيته وارتفع بقدر ما علا، فإن طار كما تطير الحمامة في الهواء نال عزاً.
وإن رأى كأنه طار حتى توارى في جو السماء ولم يرجع، فإنه يموت.
  ومن رأى أنه طار من داره إلى دار مجهولة، فإنه يتحول من داره إلى قبره.
  ومن رأى أنه طار عرضاً في السماء دل على أنه يسافر سفراً أو ينال شرفاً، ومن وثب من موضع إلى موضع تحول من حال إلى حالة، والوثب البعيد سفر طويل، فإن اعتمد في وثبه على عصا اعتمد على رجل قوي منيع.

أنواع المعاملات الجارية بين الناس
   البيع: يختلف في التأويل بحسب اختلاف المبيع.
  ومن رأى كأنه يباع أو ينادى عليه، فإنه إن كان مشتريه رجلاً ناله هم، وإن اشترته إمرأة أصاب سلطاناً أو عزاً وكرامة، وكلما كان ثمنه أكثر كان أكرم، وإنما قلنا إن البيع في الرؤيا يقتضي إكرام المبيع لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام  "  وقال الذي اشتراه من مصر لامرأته أكرمي مثواه  ". وكل ما كان شراً للبائع كان خيراً للمبتاع، وما كان خيراً للبائع فهو شر للمبتاع، وقيل إن البيع زوال ملك والبائع مشتري والمشتري بائع، والبيع إثارة على المبيع، فإن باع ما يدل على الدنيا آثر الآخرة عليها، وإن باع ما يدل على الآخرة آثر الدنيا عليها، وإلا استبدل حالاً بحال على قدر المبيع والثمن، وبيع الحر ذلته وحسن عاقبته لقصة يوسف عليه السلام.
  وأما الرهن: فمن رأى كأنه رهينة في موضع، فإن رؤياه تدل على أنه قد اكتسب ذنوباً كثيرة لقوله تعالى  "  كل نفس بما كسبت رهينة  ". وقيل إن المرهون مأسور.
وإن رأى كأنه رهن عنده رهن، فإنه يظلم في شيء ويبخس حقه ثم يصل إلى حقه بسبب الراهن الذي رهن عنده الرهن والمرهون مأسور بذنب أو دين عند المرتهن، وكذلك الراهن حتى يفك رهنه.
  وأما الإجارة: فإن المستأجر رجل يخدع صاحب الإجارة ويغره ويحثه على أمر مضطرب، وإذا انخدع له تبرأ منه وتركه في الهلكة.
  وأما الشركة: فهي دليل على الإنصاف، فمن رأى كأنه شارك رجلاً، فإن كل واحد منهما ينصف صاحبه في أمر يكون بينهما.
وإن رأى كأنه شارك شيخاً مجهولاً، فإنه جده ويدل على أنه ينال إنصافاً في تلك السنة ممن كانت بينه وبينه معامله.
وإن رأى كأنه شارك شاباً مجهولاً، فإنه يجده من عدوه الإنصاف مع خوفه من بليته وظلمه وأذيته.
  وأما الوديعة: فمن رأى كأنه أودع رجلاً صرة، فإنه سره، وقيل إن المودع غالب والمودع.
  وأما العارية: فمن رأى كأنه استعار شيئاً أو أعاره، فإن كان ذلك الشيء محبوباً، فإنه ينال خيراً لا يدوم، فإن كان مكروهاً أصابته كراهية لا تدوم، وذلك أن العارية لا بقاء لها، وقيل من استعار من رجل دابة، فإن المعير يحتمل مئونة المستعير.
  وأما القرض: فمن رأى أنه يقرض الناس لوجه الله تعالى، فإنه ينفق مالاً في الجهاد لقوله تعالى  "  إن تقرضوا الله  ".
  وأما الضمان: فمن رأى كأنه ضمن عن إنسان شيئاً لرجل، فإنه يعلمه أدباً من آداب ذلك الرجل.
  وأما الكفالة: تجري مجرى القيد في التأويل وتدل على الثبات في الأمر وسواء في ذلك الكافل والمكفول، وقيل من تكفل للإنسان فقد أساء إليه.
وإن رأى كأن إنساناً تكفل به، فإنه يرزق رزقاً جليلاً لقوله تعالى  "  وكفلها زكريا  ".
وإن رأى كأنه تكفل صبياً، فإنه ينصح عدواً، لقوله تعالى  "  يكفلونه لكم وهم له ناصحون  ".
  وأما قضاء الدين: فمن رأى كأنه قضى ديناً أدى حقاً، فإنه يصل رحماً أو يطعم مسكيناً وييسر عليه أمر متعذر من أمور الدين وأمور الدنيا، وقيل إن أداء الحق رجوع عن السفر كما أن الرجوع عن السفر أداء للحق.
  وأما الإمهال: فيدل على العذاب لقوله تعالى  "  فمهل الكافرين أمهلهم رويداً  ".
وإن رأى كأنه أمهل رجلاً في غضب، فإنه يعذبه عذاباً شديداً.

المنازعات والمخاصمات وما يتصل بها
   أما البغض: غير محمود لأن المحبة نعمة من الله تعالى والبغض ضدها وضد النعمة الشدة، وقد ذكر الله تعالى فضله على المؤمنين برفع العداوة الثابتة بينهم بمحبة الإسلام، فقال تعالى  "  إذا كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً  ".
  والبغي: راجع على الباغي والمبغى عليه منصور لقوله تعالى  "  إنما بغيكم على أنفسكم  "  وقال تعالى  "  ثم بغي عليه لينصرنه الله  ".
  والتهدد: ظفر للمتهدد بالمتهدد وأمن له وأمان.
  وأما الحسد: هو فساد للحاسد وصلاح للمحسود.
  وأما الخداع: فالخادع مقهور والمخدوع منصور لقوله تعالى  "  وإن يريدوا أن يخدعوك فإن حسبك الله  ".
  والخصومة: مصالحة، فمن رأى أنه خاصم خصماً صالحه.
  والخيانة: هي الزنا.
  والنقب: مكر.
وإن رأى كأنه نقب في بيت وبلغ، فإنه يطلب إمرأة ويصل إليها بمكر.
وإن رأى كأنه نقب في مدينة، فإنه يفتش عن دين رجل عالم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: أنا مدينة العلم وعلي بابها.
وإن رأى كأنه نقب في صخر، فإنه يفتش عن دين سلطان قاس.
  وأما الرفس: فمن رأى رجلاً يرفسه برجله، فإنه يعيره بالفقر ويتصلف عليه بغناه.
  وأما الضرب: فإنه خير يصيب المضروب على يدي الضارب إلا أن يرى كأنه يضربه بالخشب، فإنه حينئذ يدل على أنه يعده خيراً فلا يفي له به.
  ومن رأى كأن ملكاً يضربه بالخشب، فإنه يكسوه، وإن ضربه على ظهره، فإنه يقضي دينه، وإن ضربه على عجزه، فإنه يزوجه، وإن ضربه بالخشب أصابه منه ما يكره، وقيل إن الضرب يدل على التغيير، وقيل إن الضرب وعظ.
  ومن رأى كأنه يضرب رجلاً على رأسه بالمقرعة وأثرت في رأسه وبقي أثرها عليه، فإنه يريد ذهاب رئيسه، فإن ضرب في جفن عينه، فإنه يريد هتك دينه، فإن قلع أشفار جفنه، فإنه يدعوه إلى بدعة، فإن ضرب جمجمته، فإنه قد بلغ في تغييره نهايته وينال الضارب بغيته، فإن ضربه على شحمة أذنه أو شقها وخرج منها دم، فإنه يفترع إبنة المضروب، وقيل إن كل عضو من أعضائه يدل على القريب الذي هو تأويل ذلك العضو، وقيل إن الضرب هو الدعاء، فمن رأى أنه يضرب رجلاً، فإنه يدعو عليه، فإن ضربه وهو مكتوف، فإنه يكلمه بكلام سوء ويثني عليه بالقبيح.
  والخدش: هو الطعن والكلام.
  وأما الرضخ: فمن رأى كأنه يرضخ رأسه على صخرة، فإنه لا ينام ولا يصلي العتمة لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
  وأما الرجم: فمن رأى كأنه يرجم إنساناً، فإنه يسب ذلك الإنسان.
  وأما السب: فهو القتل.
  ومن رأى كأن إنساناً أسمعه شتماً نالت منه أذى ثم يظفر به وينتصر عليه، وقيل هو حق يجب للمشتوم على الشاتم كما أن عليه أي المفتري الحد له، وإن كان الشاتم ملكاً فالمشتوم أحسن حالاً من الشاتم لأنه مبغي عليه والمبغي عليه منصور.
  ومن رأى كأنه يصيح وحده، فإن قوته تضعف، فإن رفع صوته فوق عالم، فإنه يرتكب معصية لقوله تعالى  "  لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي  ". والعلماء ورثة الأنبياء.
  وأما السخرية: فهي الغبن، فمن رأى كأنه سخر به، فإنه يغبن.
  وأما الصفع: إذا كان على جهة المزاح فاتخاذ يد عند المصفوع.
  وأما العداوة: فمن رأى كأنه يعادي رجلاً، فإنه يظهر بينهما مودة لقوله تعالى  "  عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة  ".
  والغيبة: راجعة بمضرتها إلى صاحبها، فإن اغتاب رجلاً بالفقر ابتلي بالفقر، وإن اغتابه بشيء آخر ابتلى بذلك الشيء.
  وأما الغيظ: فمن رأى كأنه مغتاظ على إنسان، فإن أمره يضطرب وماله يذهب لقوله تعالى  "  ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيراً  ".
  وأما الغضب: فإن غضب على إنسان من أجل الدنيا، فإنه رجل متهاون بدين الله، وإن غضب لأجل الله تعالى، فإنه يصيب قوة وولاية لقوله تعالى  "  ولما سكت عن موسى الغضب  ".
  وأما الغالب في النوم: فمغلوب في اليقظة.
  وأما اللطم: فمن رأى كأنه يلطم إنساناً، فإنه يعظه وينهاه عن غفلة.
  وأما المقارعة: فمن رأى أنه يقارع رجلاً أصابته القرعة، فإنه لم يظفر به ويغلبه في أمر حق، فإن وقعت القرعة له ناله هم وحبس ثم يتخلص لقوله عز وجل  "  فساهم فكان من المدحضين  ".
  وأما المصارعة: فإن اختلف الجنسان فالمصارع أحسن حالاً من المصروع كالإنسان والسبع، فإن كان المصارعة بين رجلين فالصارع مغلوب.
  وأما الذبح: فعقوق وظلم.
  والهدية: خطبة، فمن رأى أنه أهدى إلى أحد هدية أو أهدي إليه شيء خطبت إليه إبنته أو إمرأة من أقربائه وحصل النكاح لقوله تعالى  "  وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون  ". فكانت بلقيس مرسلة بالهدية وكان سليمان خاطباً لها، وقيل إن الهدية المحبوبة تدل على وقوع صلح بين المهدي والمهدى إليه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا.
  وأما إستراق السمع: فهو كذب ونميمة لقوله تعالى  "  يلقون السمع وأكثرهم كاذبون  ". ويقتضي أن يصيب مسترق السمع مكروه من جهة السلطان لقوله تعالى  "  إلاً من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين  ".
  وأما الاستماع: فمن رأى كأنه يستمع، فإن كان تاجراً استقال من عقدة بيع، وإن كان والياً عزل لقوله تعالى  "  إنهم عن السمع لمعزولون  ".
وإن رأى كأنه يستمع على إنسان، فإنه يريد هتك ستره وفضيحته.
  ومن رأى كأنه يسمع أقاويل ويتبع أحسنها، فإنه ينال بشارة لقوله تعالى  "  فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه  ".
وإن رأى كأنه سمع صوتاً طيباً صافياً، فإنه ينال ولاية.
وإن رأى كأنه يسمع ويجعل نفسه أنه لا يسمع، فإنه يكذب ويتعود ذلك لقوله تعالى  "  يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبراً كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم  ".
  وأما الاختيار: من رأى كأنه مختار في قومه، فإنه يصيب رياسة لقوله تعالى  "  وربك يخلق ما يشاء ويختار  ".
  وأما إخراج الرجل من داره ومستقره: فإنه يدل على نجاته من الهموم.
وحكي أن رجلاً أتى بعض المعبرين، فقال: رأيت كأن جيراني أخرجوني من داري، فقال له المعبر: ألك عدو قال: نعم، قال: وهل أنت في حزن قال: نعم، قال: البشارة، فإن الله تعالى ينجيك من شر كل عدو ويفرج عنك كل هم وحزن لقوله تعالى في قوم لوط  "  أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون فأنجيناه وأهله  ".
  وأما البرهان: من رأى في منامه كأنه يأتي ببرهان على شيء، فإنه في خصومة مع إنسان والحجة له عليه فيها لقوله تعالى  "  هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين  ".
  وأما الدعاء: فمن دعا ربه في ظلمة، فإنه ينجو من غم.
وإن رأى أنه يدعو رجلاً، فإنه يتضرع إليه مخافة منه.
  وأما الهاتف: فمن رأى أنه سمع صوت هاتف بأمر أو نهي أو بشارة أو نذارة فهو كما سمعه بلا تفسير، وكذلك كلام الموتى، وكذلك كلام كل الطيور لصاحب الرؤيا مبشر بنيل ملك عظيم وعلم وفقه.
  وأما الكلام بلغات شتى: من رأى ذلك فإنه يملك ملكاً عظيماً.
  وأما المشاورة: فكل فاسق شاور عفيفاً إقترب إلى التوبة، وكل عفيف شاور فاسقاً فقد دنا إلى بدعة، وإن شاور عفيفاً أراد صلاحاً، وإن شاور فاسقاً فاسق حصل له ترياق من السموم.
  وأما التدلي: من رأى كأنه تتدلى من سطح إلى أرض بحبل، فإنه يتورع في جميع أحواله ويترك طلب حاجاته استعمالاً للورع.
وإن رأى أنه يسقط من سطح إلى أرض، فإنه يقنط من رجل كان يأمله أو يسقط من مرتبته بسبب كلام يتكلم به.
وإن رأى كأنه في سقوطه وقع في وحل.
  وأما التعزية: من رأى كأنه عزى مصاباً نال أمناً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من عزى مصاباً فله مثل أجره.
وإن رأى كأن عزى نال بشارة لقوله تعالى  "  وبشر الصابرين  ".
  وأما تغيير الاسم: من رأى كأنه يدعى بغير إسمه، فإن دعي باسم قبيح، فإنه يظهر به عيب فاحش أو مرض فادح، فإن دعي باسم حسن مثل محمد أو علي أو حسن أو سعيد نال عزاً وشرفاً وكرامة على حسب ما يقتضيه معنى ذلك الإسم.
  وأما تزكية المرء نفسه: فإنها تدل على اكتسابه إثماً لقوله تعالى  "  فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى  ".
وإن رأى كأن شاباً مجهولاً يزكيه، فإنه يصيب ذكراً حسناً جميلاً في عامة الناس، وإن كان الشيخ والشاب معروفين نال بسببهما رياسة وعزاً.
  وأما التملق: من رأى كأنه يتملق إنساناً في شيء من متاع الدنيا فذلك مكروه.
وإن رأى كأنه يتملق له في علم يريد أن يعلمه إياه أو عمل من أعمال البر يستعين به عليه، فإنه ينال شرفاً ويصح دينه ويدرك طلبته لما روي في الآثار أن الملق ليس من أعمال المؤمن إلا في طلب العلم، وقيل إن الملق لمن تعود ذلك في أحواله غير مكروه في التأويل ولمن لم يتعود ذلك ذلة ومهانة.
  وأما التوديع: من رأى كأنه يودع امرأته، فإنه يطلقها، وقيل إن التوديع يدل على مفارقة المودع المودع بموت أو غيره من أسباب الفراق، ويدل على افتراق الشريكين وعزل الوالي وخسران التاجر، وقيل إن التوديع محبوب في التأويل وهو يدل على مراجعة المطلقة ومصالحة الشريك وربح التاجر وعود الولاية إلى الوالي وبرء المريض وذلك لأنه من الوداع ولفظه يتضمن الودع وهو الدعة والراحة وأيضاً، فإن الوداع إذا قلب صار عادوا وأنشد:
إذا رأيت الوداع ... فافرح ولا يهمنك البعاد
وانتظر العود عن قريب ... فإن قلب الوداع عادوا
  وأما التواري: من رأى أنه توارى، فإنه تولد له بنت لقوله تعالى  "  يتوارى من القوم  ". وقيل من رأى كأنه توارى في بيت، فإنه يفر لقوله تعالى  "  إن بيوتنا عورة وما هي بعورة إن يريدون إلا فراراً  ".
  وأما النورة: فقد حكي أن قتيبة بن مسلم رأى بخراسان كأنه نور جسده فحلقت النورة الشعر حتى انتهت إلى عورته فلم تحلقها فرفعت رؤياه إلى ابن سيرين، فقال: أنه يقتل ولا يوصل إلى عورته يعني حرمه، فكان الأمر كما عبره.
  والتنور: في موضع السنة إذا ذهب بشعر العانة دليل الفرج فإذا لم يذهب بشعر العانة فدليل ركوب الدين وزيادة الحزن.
  وأما التهاون: من رأى في منامه كأنه تهاون بمؤمن، فإن دينه يختل ويقنط من رجل يرجوه وتستقبله ذلة.
  ومن رأى كأن غيره تهاون به وكان شاباً مجهولاً ظفر بعدوه، وإن تهاون به شيخ مجهول افتقر لأنه جده.
  وأما التمطي: فملالة من أمر أو كسل في عمل.
  وأما الحراسة: إن رأى أن غيره يحرسه، فإنه يقع في محنة لأن النبي صلى الله عليه وسلم ما دام أصحابه يحرسونه كان في محنة، فلما فرج الله تعالى عنه قال لأصحابه: ارجعوا فقد عصمني الله.
وإن رأى كأنه يحرس غيره كيلا يظلم، فإنه يأمن شر الشيطان، لما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثة أعين لا تمسها النار، عين حرست في سبيل الله، وقيل إن حارس الغير يرزق الجهاد لهذا الخبر الذي رويناه.
  وأما الحطب: من رأى أنه يحتطب في الأرض، فإنه يكون مكثاراً تماماً لقوله تعالى  "  وامرأته حمالة الحطب  ". يعني النميمة، وروي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: المكثار كحاطب الليل.
  وأما الحفر: من حفر أرضاً وكان التراب يابساً نال قدره مالاً، وإن كان رطباً، فإنه يمكر بإنسان لأجل ما يناله ويناله من ذلك المكان تعب بقدر رطوبة التراب.
  وأما الحلف: من الأصل هو دليل غرور وخداع لقوله تعالى  "  وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلاهما بغرور  "  وقوله  "  فيحلفون له كما يحلفون لكم  ". والحلف الصادق ظفر وقول حق لقوله تعالى  "  وإنه لقسم لو تعلمون عظيم  ". والحلف الكاذب خذلان وذلة وارتكاب معصية وفقر لقوله تعالى  "  ولا تطع كل حلاف مهين  ". ولما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: اليمين الكاذبة تدع الديار بلاقع.
  وأما الدغدغة: فمن رأى كأنه يدغدغ رجلاً، فإنه يحول بينه وبين حرفته.
  وأما الذرع: فمن ذرع ثوباً بشبره أو أرضاً أو خيطاً، فإنه يسافر سفراً بعيداً، فإن مسحه بعقد إصبع، فإنه يتحول من محلة إلى محلة.
  وأما رعي النجوم: فإنه يدل على ولاية.
  وأما الرحمة: من رأى كأنه يرحم ضعيفاً، فإن دينه يقوى ويصح لقوله صلى الله عليه وسلم: من لم يوقر كبيرنا ويرحم صغيرنا فليس منا.
وإن رأى كأنه مرحوم، فإن الله يغفر له.
وإن رأى كأن رحمة الله تنزل عليه نال نعمة لقوله تعالى  "  ولولا فضل الله عليكم ورحمته  ". وهي النعم.
وإن رأى كأنه رحيم فرح، فإنه يرزق حفظ القرآن لقول تعالى  "  قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا  ". قالوا الرحمة هنا القرآن.
  وأما السؤال: من رأى أنه يسأل، فإنه يطلب العلم ويتواضع لله ويرتفع.
  وأما الشغل: من رأى كأنه مشغول، فإنه يتزوج بكراً ويفترعها لقوله تعالى  "  إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون  ".
  والشفاعة: قيل إنها تدل على غش، وقيل إنها تدل على عز وجاه، فإنه لا يشفع من لا جاه له.
  وأما الطلب: فمن رأى كأنه يطلب شيئاً، فإنه ينال مناه لما قيل من طلب شيئاً ناله أو بعضه.
  ومن رأى كأن أحداً يطلبه، فإنه هم يصيبه.
  وأما العلو: فمن رأى كأنه يريد أن يعلو على قوم فعلاً، فإنه يستكبر ثم يذل لقوله تعالى  "  تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لاً يريدون علواً في الأرض ولاً فساداً والعاقبة للمتقين  ".
وإن رأى كأنه لا يريد العلو نال رفعه.
  وأما العفو: فمن رأى كأنه عفا عن مذنب ذنباً، فإنه يعمل عملاً يغفر له الله تعالى به لقوله تعالى  "  وليعفوا وليصفحوا ألاً تحبون أن يغفر الله لكم  ".
  ومن رأى كأن غيره عفا عنه طال عمره ونال رفعة.
  وأما العظم: فمن رأى كأنه عظم حتى صارت جثته أعظم من هيئة الناس، فإنه دليل موته.
  وأما العمل الناقص: فيدل على الإياس عن المرجو ووقوع الخلل في الرياسة.
  وأما العقد: فهو على القميص عقد تجارة وعلى الحبل صحة دين وعلى المنديل إصابة خادم وعلى السراويل تزوج إمرأة وعلى الخيط إبرام أمر هو فيه من ولاية أو تزويج أو تجارة، فإن انعقد الخيط تيسر ما يطلبه، وإن لم ينعقد تعسر مرامه وتعذر مطلوبه.
وإن رأى كأن العقدة وقعت على شيء من هذه الأشياء من غير أن يعقدها، فإنه تدل على ضيق وغم من قبل السلطان.
وإن رأى كأن غيره فتحها كان ذلك الغير سبب فرجه عنه.
وإن رأى كأنه فتحها بعد جهد، فإنه ينجو من ذلك بعد جهد.
وإن رأى كأنها انفتحت بنفسها، فإن الله تعالى يفرج عنه من حيث لا يحتسب.
  وأما العدد: فيختلف باختلاف المعدود.
وإن رأى كأنه يعد دراهم فيها اسم الله فهو يسبح.
وإن رأى كأنه يعد دنانير فيها اسم الله تعالى، فإنه يستفيد علماً.
وإن رأى فيها نقش صورة، فإنه يشتغل بأباطيل الدنيا.
وإن رأى كأنه يعد لؤلؤاً، فإنه يتلو القرآن.
وإن رأى كأنه يعد جوهراً، فإنه يتعلم العلم أو يدرسه.
وإن رأى كأنه يعد خرزاً، فإنه مشتغل بما لا يعنيه.
وإن رأى كأنه يعد بقرات سماناً، فإنه تمضي عليه سنون خصبة.
وإن رأى كأنه يعد جمالاً وحمولاً، فإن كان سلطاناً أفاد من أعدائه مالاً قيمته توافق تلك الحمول، وإن كان دهقاناً أمطر زرعه، وإن كان تاجراً نال ربحاً كثيراً.
وإن رأى كأنه يعد جاورساً، فإنه يقع في شدة وتعب في معيشته، وكذلك العدد في كل شيء سواه يرجع إلى جوهره.
  والعجب: في التأويل ظلم، فمن رأى كأنه أعجب بنفسه أو بغناه أو بقوته، فإنه يظلم.
  وأما عتق العبد: فهو موت المعتق.
وإن رأى حراً كأنه قد أعتق، فإنه يضحي عن نفسه أو يضحي غيره عنه، وإن كان صاحب الرؤيا مريضاً نال العافية، وإن كان مديوناً وجد قضاء ديونه.
  والعجلة: في التأويل ندامة كما أن الندامة عجلة.
  وأما العتاب: يدل على المحبة.
وإن رأى كأنه يعاتب نفسه، فإنه يعمل عملاً يندم عليه ويلوم عليه نفسه لقوله تعالى  "  يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها  ".
  وأما غزل المرأة: إن رأت المرأة كأنها تغزل وتسرع الغزل، فإن غائباً لها يقدم، وإن رأت كأنها تبطئ الغزل، فإنها تسافر ويسافر زوجها، فإن انقطعت فلكة المغزل، انتقض تدبير السفر وانتقض تدبير الغائب للرجوع.
وإن رأت كأنها تغزل سحاباً، فإنها تسعى إلى مجالس الحكمة.
وإن رأت كأنها تغزل قطناً، فإنها تخون زوجها.
وإن رأى رجل كأنه يغزل قطناً وكتاناً وهو في ذلك يتشبه بالنساء، فإنه ينال ذلاً ويعمل عملاً حلالاً، فإن كان الغزل دقيقاً، فإنه عمل بتقتير، وإن كان غليظاً، فإنه سفر في نصب وتعب.
  وغسيل اليدين بالأشنان: يدل على قطع الصداقة ويدل على انقطاع الخصومة، وقيل إنه نجاة من الخوف، وقيل إنه إياس من مرجو، وقيل إنه توبة من الذنوب.
  وأما فعل الخير: من رأى كأنه يعمل خيراً، فإنه ينال مالاً.
وإن رأى كأنه أنفق مالاً في طاعة الله، فإنه يرزق مالاً لقوله تعالى  "  وما تنفقوا من خير يوف إليكم  ".
  وأما الفراسة وتوسم بعض الغائبات: فيدل على كثرة الخير والأمن من السوء لقوله تعالى  "  ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء  ".
  وأما الفتل: من رأى كأنه يفتل حبلاً أو خيطاً أو يلويه على نفسه أو على قصبة أو خشبة، فإنه سفر.
  وأما القوة: من رأى فضل قوة لنفسه، فإن اقترن برؤياه ما يدل على الخير كانت قوته في أمر الدين وإلا كانت قوته في أمر الدنيا، وقيل إن القوة ضعف لقوله تعالى  "  من بعد قوة ضعفاً  ".
  وأما كثرة العدد: من رأى كثرة العدد والزحام والبؤس، فإن كان والياً كثرت جنوده وارتفع إسمه وسلطانه، وإن كان تاجراً كثر معاملوه، وإن كان داعياً كثر مستجيبوه.
  وأما كلام الأعضاء: يدل كل عضو على افتقار من هو تأويل ذلك العضو من أقرباء صاحب الرؤيا.
  وأما اللوم: من رأى كأنه يلوم غيره على أمر، فإنه يفعل مثل ذلك الأمر فيستحق اللوم لما قيل: وكم لائم لام وهو مليم، فمن رأى كأنه يلوم نفسه على أمر، فإنه يدخل في أمر متشوش مضطرب يلام عليه ثم يخرجه الله تعالى من ذلك وتظهر براءته من ذلك للناس فيخرج من ملامتهم لقوله تعالى في قصة يوسف عليه السلام  "  إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي  ".
  وأما البيعة: من رأى كأنه بايع أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأشياعهم، فإنه يتبع الهدى ويحافظ على الشرائع.
وإن رأى كأنه بايع أميراً من أمراء الثغور، فإنه بشارة له ونصرة له على أعدائه وجد في العبادة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر لقوله تعالى  "  إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة  ". إلى قوله  "  وبشر المؤمنين  ".
وإن رأى كأنه بايع فاسقاً، فإنه يعين قوماً فاسقين، فإن بايع تحت شجرة، فإنه ينال غنيمة في مرضاة الله تعالى لقوله تعالى  "  لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة  ".
  وأما نسج الثوب: يدل على سفر، فإن نسج ثوبه ثم قطعه، فإن الأمر الذي هو طالبه قد بلغ آخره وانقطع، وإن كان في خصومة انقطعت، وإن كان في حبس فرج عنه، ونسج القطن والصوف والشعر والأبريسم كله سواء.
ورؤيا الثوب مطوياً سفر ونشر الثوب قدومه من سفر أو قدوم غائب له.
  وأما الوعد: فمن رأى كأنه وعد وعداً حسناً فهو لاقيه.
وإن رأى كأن عدوه وعده خيراً أصابه مكروه من عدوه أو من غيره.
وإن رأى كأن عدوه وعده شراً أصاب خيراً من عدوه أو من غيره، ونصيحة العدو غش لقوله تعالى في قصة آدم عليه السلام حكاية عن إبليس  "  هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى  ". وكل أفعال العدو بعدوه فتأويلها ضدها.
  والوحدة: في التأويل ذل وافتقار وعزل الملك.
  ووزن المال: بين المتبايعين غرامة.
  وأما الإرضاع: إن رأت إمرأة كأنها ترضع إنساناً، فإنه انغلاق الدنيا عليها أو حبسها لأن المرضع كالمحبوس ما لم يخل الصبي ثديها وذلك لأن ثديها في فم الصبي ولا يمكنها القيام، وكذلك الذي يمص اللبن كائناً من كان من صبي أو رجل أو امرأة، وإن كانت المرضع حبلى سلمت بحملها.
  وأما تنفس الصعداء: دليل على أنه يعمل ما يتولد منه حزن.
  وأما البكاء: سرور.
  وخفقان القلب: ترك أمر من خصومة أو سفر أو تزويج.
  وأما الصبر: من رأى كأنه يصبر على ضر نال رفعة وسلامة لقوله تعالى  "  أولئك يجزون الغرفة بما صبروا  ".
  واجتماع الشمل: دليل الزوال لقبوله تعالى  "  حتى إذا أخذت الأرض زخرفها  "  الآية، وأنشد:
إذا تم أمر بدا نقصه ... توقع زوالاً إذا قيل تم
  والمعانقة: مخالطة ومحبة.
وإن رأى كأنه عانقه ووضع رأسه في حجره، فإنه يدفع إليه رأس ماله ويبقى عنده.
  وأما القبلة: بالشهوة فظفر بالحاجة وتقبيل الصبي مودة بين والد الصبي وبين الذي قبله، وتقبيل العبد مودة بين المقبل وسيده.
وإن رأى كأنه قبل والياً ولي مكانه، وإن قبل سلطاناً أو قاضياً قبل ذلك السلطان أو القاضي قوله، وإن قبله السلطان أو القاضي نال منهما خيراً.
وإن رأى كأن رجلاً قبل بين عينيه، فإنه يتزوج.
  والعض: كيد، وقيل حقد، وقيل العض يدل على فرط المحبة لأي معضوض كان من آدمي أو غيره، فإن عض إنساناً وخرج منه دم كان الحب في إثم، فإن عض إصبعه ناله هم في مخاطرة دينه.
  وأما المص: أخذ مال، فإن مص ثدييه أخذ من إمرأته مالاً، وكذلك كل عضو يدل على قريب.
  وأما القرص: طمع، فإن بقي في يده من قرصه لحم نال من طمعه، وإن قرص إليته، فإنه يخونه.
  والنور: في التأويل هو الهدى والظلمة هي الضلالة.
  والخراب: ضلالة لمن رأى أنه فيها إذا كان صاحب دنيا.
  ومن رأى أنه عامراً تساقط وخرب، فإن ذلك مصائب تصيب أهل ذلك الموضع.

رؤيا الصالحين لبعض رضي الله عنهم
  أخبرنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن العباس الأخميمي بمصر قال حدثنا أبو جعفر محمد بن سلامة الطحاوي قال حدثنا محمد بن إبراهيم بن جناد، وإبراهيم بن أبي داود وأبو أمية قالوا: حدثنا سليمان بن حرب واللفظ لابن جناد قال حدثنا حماد بن زيد عن الحجاج الصواف وأبي الزبير عن جابر أن الطفيل بن عمرو أتى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله هل لك في حصن حصنه ومنعه حصين كان لدوس في الجاهلية فأفتى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكر الله تعالى للأنصار، فلما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو وهاجر معه رجل من قومه فاحتوى المدينة فمرض فخرج فأخذ مشاقص وقطع بها براجمه وشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في هيئة حسنة، فقال: ما صنع بك ربك، فقال: غفر لي بهجرتي إلى المدينة إلى نبيه صلوات الله عليه وسلامه، فقال: ما لي أراك مغطياً يديك، فقال: قيل لي أنه لا تصلح منك ما أفسدت، فقال: قصها على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اللهم وليديه فاغفر.
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن بدران الفقيه بمكة قال حدثنا إبراهيم بن محمد قال حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال: قال محمد حدثني مالك بن ضيغم قال سمعت بكر بن معاذ يذكر عن عنبسة الخواص أن رجلاً من الصدر الأول دخل المقابر فمر بجمجمة بادية من بعض القبور فحزن حزناً شديداً وواراها بالثرى ثم التفت يميناً وشمالاً فلم ير أحداً ولم ير إلا قبراً، قال فحدث نفسه، فقال: لو كشف لي عن بعضهم فسألته عما أرى، قال فأتى في منامه فقيل له: لا تغتر بتشييد القبور من فوقهم، فإن القوم قد بليت خدودهم في التراب فمن بين مسرور ينتظر ثواب الله، ومن بين مغموم أشفى على عقابه فإياك والغفلة عما رأيت، فاجتهد الرجل بعد ذلك اجتهاداً كثيراً حتى مات.
أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسن بن شيظم البلخي قال حدثنا الحسن بن محمد قال حدثنا أحمد بن أبي صالح الكرابيسي قال: سمعت إبراهيم الدلال إبن أخي مكي بن إبراهيم يقول: سمعت إبن عيينة يقول: رأيت سفيان الثوري في النوم فقلت ما صنع الله بك قال فذكر شيئاً، قلت بما نجاك الله قال بقلة معرفتي بالناس، قال فقلت له أوصني، قال: أقلل من معرفة الناس.
أخبرنا أبو سهل بشر بن أحمد المهرجاني قال أخبرنا جعفر بن محمد العرائي حدثنا محمد بن الحسين البلخي عن عبد الله بن المبارك عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني عن عطية بن قيس عن عوف بن مالك الأشجعي أنه كان مؤاخياً لرجل من قيس يقال له محلم ثم أن محلماً حضره الموت فأقبل عليه عوف، فقال: يا محلم إذا أنت وردت فأرجع إلينا وأخبرنا بالذي صنع بك، فقال إن كان ذلك يكون لمثلي فعلت، فقبض محلم ثم أقام عوف بعده عاماً فرآه في المنام، فقال: يا محلم ما صنعت وما صنع بكم قال: وفينا أجورنا كلنا إلا خواص قد هلكوا في الشر الذين يشار إليهم بالأصابع والله قد وفيت أجري كله حتى وفيت أجر هرة ضلت في أهلي قبل وفاتي بليلة، وأصبح عوف فغدا على إمرأة محلم، فلما دخل قالت له: مرحباً زوراً أضيفاً بعد محلم، فقال عوف: هل رأيت محلماً بعد وفاته قالت: نعم رأيته ونازعني ابنتي ليذهب بها معه فأخبرها عوف بالذي رأى وما ذكره من الهرة التي ضلت، قالت لا علم لي بذلك خدمي.
أخبرنا أبو يعقوب إسحاق بن بدران الفقيه بمكة عن إبراهيم بن العرر عن إبن أبي الدنيا عن محمد بن الحسين عن سعيد بن خالد بن زيد الأنصاري عن رجل من أهل البصرة ممن يحضر القبور قال: حضرت قبراً ذات يوم فوضعت رأسي قريباً منه فأتتني امرأتان في منامي، فقالت إحداهما: يا عبد الله نشدتك الله ألا صرفت عنا هذه المرأة ولم تجاورنا بها، قال فاستيقظت فزعاً فإذا بجنازة إمرأة قد جيء بها فقلت القبر وراءكم فصرفتهم إلى ذلك القبر، فلما كان الليل إذا بالمرأتين في منامي تقول إحداهما: جزاك الله عنا خيراً فلقد صرفت عنا شراً طويلاً، قلت: ما بال صاحبتك لا تكلمني كما تكلميني قالت: إن هذه ماتت عن غير وصية وحق لمن مات عن غير وصية أن لا يتكلم إلى يوم القيامة.
أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن حماد عن أبي سعيد إسماعيل بن إبراهيم قال: سمعت أبا إسحاق الخواص بالشام يقول: كان رجل يخدم داود الطائي ويكنى بأبي عبد الله، فقال له: إن مت فاغسلني ولا تخبر بي أحداً، قال، فلما أن مات رأيته في المنام على نجيب في هودج له أربعة آلاف باب بستائر مرخاة والريح تخفق فقلت يا داود ادع الله أن يلحقني بك، فقال: احفظ عني ثلاثاً: داو قروح بطنك بالجوع واقطع مفاوز الدنيا بالأحزان وآثر حب الله تعالى على هواك ولا تبال متى تلقى.
أخبرنا أبو القاسم الحسين بن بكر بن هارون عن أبي محمد المرعشي عن أحمد بن محمد بن الحجاج قال: تفقهت للشافعي ولمالك ولأحمد بن حنبل رضي الله عنهم وجميع من يوصل إليه الفقه فاختلفت على أقاويلهم واختلافاتهم في المسائل فأحببت أن آخذ بأصح أقوالهم فسألت الله تعالى أن يريني النبي صلى الله عليه وسلم في النوم فوقع في روعي أنك سترى ليلة الجمعة، فلما كان ليلة الجمعة في السحر وأنا قد فرغت من وردي وقد قعدت على ظهري منتظراً المؤذن غلبتني عيناي فوقع في روعي أن النبي صلى الله عليه وسلم قادم علي فدخل رجل نجراني عليه طيلسان وثياب بيض فسلم وجلس ثم قدم النبي صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقبلت بين عينيه، ورأيته على النعت الذي كان معي وعلى الصفة التي كانت معي ومعه جماعة من أصحابه فجلس وجلست بين يديه فسألته من مسائل ثم انتهيت إلى ما كان في نفسي من الفقه فسألته عن مسألة، فقال: إني على ما يقول هذا وأومأ إلى الداخل قبله، ثم سألته عن أخرى، فقال: على ما يقول هذا ثم سألته على مسائل الاختلاف فكان يومي بيده ويقول على ما يقول هذا فوقع في روعي أنه أحمد بن حنبل، فقلت يا رسول الله لقد ابتلي فيك، فصبر، فقال لي: انظر ما فعل الله به ثم التفت إلي، فقال: تصلي معنا الغداة فقلت يا رسول الله ما أحوجني إلى ذلك، فأقيمت الصلاة وتقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى.
أخبرنا الوليد بن أحمد عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن محمد بن يحيى الواسطي عن محمد بن الحسين عن يحيى بن بسطام الأصغر عن يحيى بن ميمون عن واصل موالي إبن عيينة عن رجل من بلحرث يقال له صالح البراد قال: رأيت زرارة بن أوفى بعد موته في منامي فقلت يرحمك الله ماذا قيل لك وماذا قلت فأعرض عني فقلت ماذا صنع الله بك فأقبل علي، فقال: تفضل علي بوجوده وكرمه، قال: قلت وأبو العلاء يزيد أخو مطرف قال بخ بخ صار إلى رضوان الله عز وجل، قلت وأخوه مطرف قال: ذاك في الدرجات العلا، قلت فأي الأعمال أنفع عندكم قال: التوكل وقصر الأمل.
أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد ويحيى عن محمد بن إبراهيم العدوي عن أبي عمرو عبد الرحمن بن أبي وصافة عن أبي القاسم البزار قال: قال علي بن الموفق: حججت نيفاً وخمسين حجة وجعلت ثوابها للنبي صلى الله عليه وسلم ولأبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضوان الله عليهم ولأبوي وبقيت حجة واحدة، قال: فنظرت إلى أهل الموقف بعرفات وضجيج أصواتهم فقلت اللهم إن كان في هؤلاء واحد لم يتقبل حجة فقد وهبت له هذه الحجة ليكون ثوابها له.